الفهرس 
الفصل الأول : نشأة ضريبة الملحيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 314 |  |  |
| | | from | 314 | | |
المستخلص
في كل دولة من الدول القديمة لعبت الضرائب دوراً مهماً فى اقتصاد الدولة، وهذا ما وجد فى العصر البطلمى ؛ فقد سعى البطالمة إلى التوسع فى الضرائب النقدية ومن ثم فرضوا ضريبة الملح والتى كانت بمثابة ضريبة شخصية سنوية فرضت على كل البالغين فى مصر، وقد ظهرت هذه الضريبة فى فترة الإصلاح الاقتصادى التى حدثت فى عصر بطلميوس الثانى وذلك فى عام 263 ق.م ؛ حيث يؤرخ أقدم إيصال للضريبة بالخامس من شهر نوفمبر 263 ق.م. ومن المحتمل أن هذه الضريبة حلت محل ضريبة الرقاب التى فرضت على الرجال فقط فى النصف الأول من عهد بطلميوس الثانى، وقد اعتمدت ضريبة الملح فى جبايتها على التعداد، فقد أشارت عناوين عديد من الوثائق إلى أنها تعداد لأجل جباية ضريبة الملح ، ورغم تعدد الآراء حول أصل ضريبة الملح وطبيعتها ؛ فإن الرأى الراجح أنها ذات أصل يونانى أو مقدونى نظراً لإنتشارها فى أرجاء العالم الهللينستى، أما طبيعتها فهى ضريبة شخصية فرضت على الأفراد وليس لها علاقة بالملح كسلعة تباع وتشترى . وبخصوص معدلها فلم تسر ضريبة الملح طول تاريخها على معدل واحد ؛ ففى البداية وجد المعدل المرتفع (263-254 ق.م) وفيه دفع الرجل دراخمة ونصف الدراخمة ودفعت المرأة دراخمة واحدة، والمعدل المتوسط (254-231 ق.م) وفيه دفع الرجل دراخمة واحدة ودفعت المرأة 3 أوبل ، والمعدل المنخفض (231-217 ق.م) وفيه دفع الرجل 4 أوبل ودفعت المرأة 1,5 أوبل. وفى إطار النظام الضريبى بشكل عام نجد علاقة ما بين ضريبة الملح والضرائب الأخرى فنجد بعض الضرائب تم جبايتها مع ضريبة الملح فى الإيصال نفسه مثل ضريبة الصوف، وضريبة الدخل من الخدمة، وضريبة الأعباء الإلزامية، وضريبة حملة العصى ، كما نجد بعض الضرائب تم جبايتها مع ضريبة الملح فى سجلات الجباية مثل ضريبة الحراسة وضريبة الأوبل، أما السجلات البنكية فنجد أنه قد أدرج فيها ضريبة الملح مع عدد كبير من الضرائب التجارية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل نجد عدد من الملتزمين يحصلون على حق جباية ضريبة الملح إلى جانب بعض الضرائب الأخرى، كذلك نجد الجباة أنفسهم الذين يقومون بجباية ضريبة الملح يقومون أيضاً بجباية الضرائب الأخرى .
أما عن الفئات الملزمة بدفعها فنجد أن جميع سكان مصر سواء مصريين أم أجانب لزم عليهم دفعها باستثناء بعض الجماعات التى أعفيت منها؛ كالمدرسون والمدربون الرياضيون والفنانون أتباع ديونسوس وبعض الكهنة والأطباء، ونالت فئة رجال الشرطة والجيش وضعاً مميزاً بالنسبة لضريبة الملح، فالأولى تم خصم الضريبة من مرتباتهم والثانية تم جبايتها بشكل منفصل عن المدنيين.