Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إدراك الطفل المصرى لبعض المفاهيم السياسية وعلاقته ببعض المتغيرات:
المؤلف
غنيمى, آلاء مختار حسن.
هيئة الاعداد
باحث / آلاء مختار حسن غنيمى
مشرف / أسماء عبد المنعم إبراهيم
مشرف / سحر محمد فتحى الشعراوى
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
237ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 237

from 237

المستخلص

إن مجال علم النفس السياسى يعد نقطة التقاء بين العلوم السياسية وعلم النفس ، وذلك الاختصاص يسعى لبحث الشق النفسى لموضوعات التى تبحثها العلوم السياسية ، ويعد موضوع التنشئة السياسية من أهم موضوعات علم النفس السياسى ؛ حيث تعد جزءاً من التنشئة الاجتماعية التى يتعرض لها أفراد المجتمع ، وتختص بإدراك الظواهر السياسية والتفاعل معها.
بدأت الأبحاث العلمية فى هذا المجال فى العشرينيات من هذا القرن على يد ميريام Merriam وزملاءها ، ثم فى دراسات الطابع القومى للشخصية أثناء الحرب العالمية الثانية وما بعدها ، وتلتها دراسات متفرقة فى الثلاثينيات والأربعينيات وبداية الخمسينيات عن الإتجاهات السياسية ، ولخصت غالبيتها على يد هايمان Hyman عام 1959م ، ويعتبر هايمان أول من صاغ مصطلح التنشئة السياسية وذلك فى كتابه Political Socialization)) ، وأكد على أن الاهتمام بالتنشئة السياسية قد جاء مصاحباً للدراسات المتعلقة بالسلوك السياسى. وفى الستينات برزت أعمال ديفيد إيستون David Easton ، وزملائه فريد جرينستينFred Greenstein ، وروبرت هيس Robert Hess ، وجيدث تورنى Judith Torney فى وضع أساسيات لمجال التنشئة السياسية. وتسير الباحثة فى ذلك الدرب مهتدية بدراسات سابقة أجنبية كدراسة فريد جرنيستين Greenstien, Fred (1965م) ، ودراسة روبرت كولز Coles, Robert (1986م) ، ودراسات عربية كدراسة ميشيل سليمان Suleiman, Michael عام (1985م (في المغرب. قد توصلت هذه الدراسات إلى نتائج تفيد بوجود وعى سياسى لدى الأطفال أثناء مرحلة الطفولة المبكرة والوسطى والمتأخرة.
وتسلك الدراسة الحالة طريقاً جديداً أفرزه طابع الحياة المتطورة التى نحياها اليوم فى القرن الواحد والعشرين ، وهذا الطريق هو بحث إدراك الطفل المصرى لبعض لمفاهيم السياسية ، وبحث علاقة ذلك ببعض المتغيرات ( إقامة الطفل ، المشاركة السياسية ، النوع ، الذكاء). لاتزال رؤية الباحثة ترنو إلى مقارنة إدراك الوالدين بإدراك الطفل حتى يتيسر بحث مدى أهمية دور الأسرة كمصدر للتنشئة السياسية للطفل ، ومن ثم المفاهيم السياسية لديه ، لكن نظراً لخوف الكثير من الأسر من المشاركة فى الأبحاث النفسية بشكل عام ، وذات الطابع النفسى السياسى بشكل خاص ، استقرت الدراسة الحالية على بحث إدراك الأطفال الأيتام المقيمين فى مؤسسات إيوائية منذ مولدهم ، ومقارنة إدراكهم بإدراك الأطفال غير الأيتام الذين يعيشون مع أسرهم ، وذلك حتى يتسنى بحث مدى وجود فروق بين العينتين فى إدراكهم للمفاهيم السياسية ، ومن ثم يمكن التعرف على طبيعة إدراكهم لها ، والمصادر التى تمد كل منهما بالتنشئة السياسية التى تشكل إدراكهم هذا ، وبذلك تقترب الدراسة الحالية من بحث مدى أهمية دور الأسرة ، خاصة بعد أن أشارت دراسة توفيق فرح Farah, Tawfic (1987م) للأطفال الفلسطينيين في الكويت، ودراسة سامية صالح خضر (1987م) ، ودراسة محمد محمد سكران (2001م) للأطفال المصريين في مصر إلى أن الأسرة هى أهم مصادر التنشئة السياسية للأطفال ، وتحتل المكانة الأولى بين المصادر.
وتعد الدراسة ذات طابعاً بحثياً كيفياً يتبنى بحث إدراك الأطفال للمفاهيم السياسية فى ضوء نظرية النمو المعرفى لجان بياجيه Jean Piaget ، وهذه النظرية من أهم نظريات علم نفس النمو ، وعلم النفس المعرفى ، وتتبع أسلوباً كيفياً فى تفسير الإدراك ، وإرتقاء المفاهيم ، والذكاء ، وتهتم بدور البيئة والتفاعل الاجتماعى فى ذلك. هذا وتبعاً لتقسيم بياجيه لمراحل النمو المعرفى للفرد ، فإن الدراسة الحالية اقتصرت على بحث الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ٩-١١ عاماً ، وتنتمى هذه الشريحة العمرية لمرحلة العمليات الإجرائية المحسوسة Operational Stage التى تمتد من (7-11) عاماً ، ويستطيع الطفل خلالها أن يفكر تفكيراً مجرداً ؛ حيث يدرك بعض المفاهيم كالعدل والظلم ، ويدرك بعض المفاهيم الخلقية كالصدق والأمانة. هذا ويستطيع الطفل أن يفكر تفكيراً منظماً ، لكنه يحتاج الرجوع إلى الأشياء المحسوسة والأنشطة ، وينمو لدى الطفل قابلية التفكير للانعكاس ، فيصبح بإمكانه أن يدرك ويتصور الأسلوب الذى يتم به التحول من حالة إلى أخرى ، وأن يدرك الأسلوب الذى تعود به الأشياء إلى حالتها الأصلية. أيضاً يستطيع الطفل أن يضع فى اعتباره عدة جوانب للموقف ؛ لأنه تخلص من التمركز حول الذات الذى كان لديه فى المراحل السابقة فأصبح يدرك وجهات نظر الآخرين.
ليس غريباً بناءاً على ذلك أن تنظر الدراسة الحالية للطفل المصرى اليتيم نظرة تخلو من أية تحيز أو تبنى مسبق لقوالب نمطية عن الأطفال الأيتام رسختها نظريات عدة من قبل ؛ فالدراسة تبحث اليتيم كطفل ذو عقل يتفاعل مع بيئته فى ظل مجتمع متطور به مؤسسات متعددة تتكامل فى أداءها لدورها فى التنشئة السياسية للطفل ، وتبحثه مع مراعاة كون المؤسسة الإيوائية مصدراً بديلاً عن الأسرة لإمداده بالتنشئة السياسية.
كما أن البعد السلوكى للتنشئة السياسية ممثلاً فى المشاركة السياسية يعد موضوعاً غير مألوفاً فيما يتعلق بالأطفال ، وهو فى ذلك لا يختلف كثيراً عن موضوع التنشئة السياسية للطفل اليتيم ؛ فكلا للموضوعان لم يتيسر للباحثة الوصول إلى دراسات سابقة أجنبية أو عربية عنهما. هذا الأمر يدفع الدراسة للتعرف على مشاركة الطفل بشكل مباشر أو غير مباشر فى الحياة السياسية فى مجتمع ، ويطرح ذلك علامة استفهام فيما يتعلق الأطفال الأيتام الذين لا يخرجون من المؤسسة الإيوائية إلا فى نطاق المسار المحدد ضمن برنامج الرعاية على عكس الأطفال غير الأيتام المقيمين مع أسرهم الذين قد يتم اصطحابهم إلى الانتخابات أو المظاهرات أو رسوم الجرافيتى ، وغير ذلك.
وبعض الدراسات السابقة عن التنشئة السياسية للأطفال وإدراكهم للمفاهيم السياسية قد اهتمت ببحث علاقة ذلك بمتغير النوع (الجنس) مثل : دراسة ميشيل سليمان Suleiman, Michael عام (1985م (في المغرب ، ودراسة توفيق فرح Farah, Tawfic (1987م) في الكويت ، فقد توصل كلاهما إلى عدم وجود فروق تعزى إلى متغير النوع ( ذكر / أنثى) في الاتجاهات السياسية للأطفال ومعرفتهم السياسية. لذلك تتضمن عينة الدراسة الحالية أطفالاً ذكوراً وإناثاً ، و بنسب متساوية ضمن الأيتام وغير الأيتام لبحث مدى وجود فروق بينهما فى إدراكهم لبعض المفاهيم السياسية.