الفهرس 
الإطار العام البحث
الإطار النظرييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 308 |  |  |
| | | from | 308 | | |
المستخلص
أصبحت الإدارة الحديثة جانباً أساسياً من جوانب النظام الإنتاجي في أي مجتمع وفي جميع مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والصحية والرياضية. وتعتمد المنظمات والمؤسسات المختلفة في تحقيق أهدافها عليها باعتبارها ركيزة من ركائز التقدم في هذا العصر وضرورة حتمية لإدارة العمل بصورة ناجحة , فهي عملية أساسية تعتمد عليها الكوادر الإدارية بالمنظمات في إنجاز الأعمال مستندة في ذلك علي الخطوات العلمية و الخبرات المرتبطة بالعمل الإداري.
ومن الملاحظ أن عالمنا المعاصر يحمل بين طياته العديد من التغيرات والتحديات الحضارية المتسارعة التي ظهرت خلال العقدين الآخرين في نهاية القرن الماضي, وقد جاءت هذه التحديات شاملة لتأثيرها في البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية لأي مجتمع , وتبعاً لتلك التغيرات والتحديات فإن الإدارة أيضاً تتغير في أنماطها وخصائصها وأدواتها واستراتيجياتها حتى تستطيع الإدارة تحقيق طموحاتها المستقبلية من خلال تطويرها وتحقيق جودتها دون انفصال عن الواقع الذي يتسم بالتغيير المستمر.
ومن هنا ظهر العديد من المفاهيم والأساليب الإدارية الحديثة كالتخطيط الاستراتيجي الذي لاقى استحساناً وانتشارا في السنوات الأخيرة ,حيث أنه نوع جديد من التخطيط يساعد الإدارة على التغلب على العقبات والضغوط وكذلك المواءمة والتوافق مع الظروف والتعامل مع المتغيرات البيئية وصياغة الاستراتيجيات المناسبة.
وقد ظهر التخطيط الاستراتيجي كأحدث صورة من صور التخطيط في المنظمات المختلفة وأدى هذا النوع من التخطيط إلى تغيير الكيفية التي تتبعها المنظمات في وضع الاستراتيجيات الخاصة بها من ناحية وفي تنفيذها من ناحية أخرى، وأصبح التخطيط الاستراتيجي أداة أساسية للمنظمات يمكن استخدامها في التطوير إذا أرادت المنظمات إحداث حالة من التميز والاستجابة بطريقة فعالة للتغيرات العالمية الآخذة في التسارع والازدياد, وقد توصلت الدراسات والأبحاث العلمية إلى أهمية وفعالية هذا النوع من التخطيط لمنظمات القطاع الخاص والعام, حيث يساعد التخطيط الاستراتيجي على تنفيذ العمل في المنظمات المختلفة في ظل مفاهيم اللامركزية والتفويض وتقديم البدائل والحلول التي تساعد في اتخاذ القرار المناسب وبالتالي فهو عملية تهدف إلى دعم القادة لكي يكونوا على وعي بأهدافهم ووسائلهم والتي تساعد المؤسسة في أداء عمل أفضل.
ومن خلال مقابلات الباحث مع بعض المسئولين القائمين على إدارة النشاط الرياضي بالمدارس وكذلك مستشار التربية الرياضية والعسكرية بوزارة التربية والتعليم لاحظ الباحث عدم الاهتمام بالتخطيط الاستراتيجي بالإدارة العامة للتربية الرياضية وكذلك عدم وجود خطة إستراتيجية يتم تنفيذها للارتقاء بمستوى الرياضة المدرسية ورعاية الموهوبين رعاية سليمة واعية مبنية على أسس علمية, رغم التغيرات المتسارعة والعديدة والتي حدثت في الآونة الأخيرة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية متعلقة بالأحداث الأخيرة الجارية بالوطن أو فنية مرتبطة بمنهج التربية الرياضية من حيث جعل مادة التربية الرياضية مادة أساسية تحتسب درجاتها ضمن المجموع الكلي بمرحلة التعليم الأساسي.
بالإضافة إلى ذلك اتضح للباحث أن القائمين على إدارة التربية الرياضية يفتقدون إلى الوعي الكافي بالتخطيط الاستراتيجي من حيث مفهومه وخطواته وإجراءاته بما يحول دون تطبيقه كنموذج للتخطيط لديهم بالرغم من انه يعد أحد السبل الرئيسية لتطوير الأداء ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بالإدارة العامة للتربية الرياضية كمؤسسة إدارية تعليمية يقع عليها عاتق إدارة مادة التربية الرياضية والأنشطة المصاحبة لها في المدارس.
وفي حدود ما تمكن الباحث من اطلاع لم يستطع التوصل إلى دراسة واحدة تناولت التخطيط الاستراتيجي بالإدارة العامة للتربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم في مصر, الأمر الذي دعا الباحث للقيام بهذه الدراسة بهدف وضع نموذج مقترح للتخطيط الاستراتيجي لتطوير الأداء بالإدارة العامة للتربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم في مصر.