الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 428 |  |  |
| | | from | 428 | | |
المستخلص
موضوع الربح على مدى الحياة البشرية يعتبر من أهم المواضيع التي عني بها الإنسان وشغف به , وكرس جهده في تحقيقه , وبعد تطور الحضارات والتجارات بشتى أنواعها زادت تلك الأهمية مع مرور الأيام والسنين , ومن جانب الربح في الاقتصاد الإسلامي أخذ حقه من الأهمية أيضا لما للاقتصاد الإسلامي من زيادة شروط وبنود من حيث الحل والحرمة والصحة والبطلان لتعلق ذلك كله بدستور رباني عظيم قد أحكم كل شيء ، فلا ريب أن للاقتصاد وخاصة الاقتصاد الإسلامي دورا هاما وعظيما في تصحيح مسار حياة الأمم , وجعلها تتعايش بسلام وأمن فيما بينها , وذلك لأن الإسلام قد أعطى كل ذي حق حقه وراعى جميع الظروف ، فأرسى قواعد العدالة الاجتماعية , فهو دين وجد لتكون له سيادة العالم جميعا , وما ذاك إلا لما حمل بين جنبيه من مساواة وعدالة مما يحقق السعادة والخير للمجتمع وللأفراد , وجنبهما كافة الأمراض والأطماع التي تعصف بالمجتمعات وتعصف بحياة الأمم.
فجاء الإسلام معترفا بأهمية الربح في حياة الأمم فأولاه أهمية , وأكسبه تعظيما فأنه لولا رغبة الناس في تحقيق الأرباح والإقبال عليها لما وجدت أسواق ولا تجارات ولتعطلت المصالح العامة والخاصة في حياة الأمم , فأضفى عليه اللوائح الشرعية , وأحكم مخرجه ومدخله حتى لا يطغي أحد على أحد , فأقر الإسلام الكثير من المعاملات ونوع في صفاتها ومجالاتها حتى يتيح للجميع المشاركة كل بحسب طاقته وما تيسر له , وليحصل تكافؤ الفرص
فكان لزاما على جميع علماء الإسلام أن يهتموا بقضية الربح ويولونها عناية واهتماما حسب متغيرات الظروف والأحوال , وهذا ولله الحمد هو ما حصل , فاهتم علماء الإسلام بهذه القضية من بداية العصر الأول إلى عصرنا الحاضر , إلا أنها في العصر الحاضر تعقدت كثير من قضايا الربح وذلك للتطور الهائل في الوسائل والطرق التجارية , فتعقدت كثير من العاملات بحيث يصعب على الباحث أن يبت فيها بشيء , فأصبح هناك جوانب دقيقة محاسبية , ومجالات قانونية حاكمة , فأنشئت ولله الحمد المجامع الفقهية , والمصارف الإسلامية المدعمة بهيئات شرعية.
ومن هذا المنطلق قررت البحث في موضوع الربح من جوانبه المهمة والمختصة في الآلية في تحديد الأرباح بين المستثمرين والمصارف الإسلامية وربط ذلك بالواقع العملي لدى البنوك الإسلامية، وهذا لنيل درجة الدكتوراه إن شاء الله.