الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 373 |  |  |
| | | from | 373 | | |
المستخلص
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..
فإن الشعر هو فن العربية الأقدم الذي تناقلته الأجيال قرنا بعد قرن، فحفظ لهم لغتهم وآدابهم وتاريخ أجدادهم ومآثرهم، إلى أن قيلت تلك المقولة الشهيرة التي ترجمها أبو فراس الحمداني شعرا بقوله: [من مجزوء الكامل]
والقيمة الموسيقية للشعر هي التي ساعدت على حفظه على مر العصور، فلولا تميّز الشعر بالإيقاع الذي يستدعي بعضه بعضا لما وصلَ إلينا منه إلا النزر القليل، لذلك أولى العلماء اهتمامهم بعنصر الإيقاع منذ القدم حتى جعلوه أحد أركان حد الشعر. ولا تقف أهمية موسيقى الشعر عند ذلك، فهي أهم مقومات الخطاب الشعري، وهي المتحكم الخفيّ في دلالة النص، وهي الوعاء الذي يخلق المناخ المناسب لكل الفعاليات في الشعر.
إن الإيقاع سرٌ من أسرار جمال النص لا ينبغي أن يُعزل عن التجربة الشعرية؛ ولا يمكن للمتلقي أن يستشعر النص ويستمتع به بعيدا عن ذلك النبض المنتظم، والعاطفةِ المستترة في البناء الموسيقي، الذي يحمل من السمات التصويرية والتعبيرية والانفعالية ما لا تحمله التراكيب والكلمات.
2- أسباب اختيار الموضوع:
كان لاختيار هذا الموضوع عدة أسباب، منها:
- دراسة خفايا أوزان الشعر دراسة إحصائية تطبيقية على ديوان كامل، والخروج بعلم العروض من الأمثلة القديمة والشواهد الجامدة التي تطغى على كثير مما أُلِّفَ فيه.
- قلة الدراسات العروضية وندرتها، إذ نكَصَ كثير من الباحثين عن الخوض في هذا المضمار.
- معرفة ما طرأ على موسيقى الشعر من تجديد في العصر العباسي، ومحاولة البحث عن سبب ذلك.
- كان السبب في اختيار شعر أبي فراس الحمداني أنه نموذج وسط بين العصور العربية القديمة وبين العصور الحديثة التي شهدت تجديدا في الأوزان؛ إذ جاء ديوانه محتفظا بنسب القدماء في أوزان الشعر وبحوره، خارجا عن بعض قواعد العروضيين خروجا يسيرا، معتنيا بالمجزوءات عناية ملحوظة.