![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص قَوْلُهُ: (وَاللهُ الْمُوَفِّقُ): مَأْخُوذٌ مِنْ التَّوْفِيقِ ؛ وَهُوَ: خَلْقُ قُدْرَةِ الطَّاعَةِ فِي الْعَبْدِ ، وَلَا يَلْزَمُ عَلَيْهِ كَوْنُ الْكَافِرِ وَالْفَاسِقِ مُوَفَّقَيْنِ لِوُجُودِ الْقُدْرَةِ عَلَى الطَّاعَةِ وَالْإِسْلَامِ فِيهِمَا ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْقُدْرَةِ: الْعَرَضُ الْمُقَارِنُ لِلْفِعْلِ ، وَهِيَ لَا تَتَقَدَّمُ عَلَى الْفِعْلِ ، كَمَا لَا تَتَأَخّرُ عَنْهُ ، وَالْكَافِرُ وَالْفَاسِقُ لَا طَاعَةَ لَهُمَا ، فَلَا قُدْرَةَ عَلَيْهِمَا بِهَذَا الْمَعْنَى لَهُمَا ؛ لَا سَلَامَةَ الْأَسْبَابِ وَالْآلَاتِ الْمَوْجُودَةِ فِيهِمَا ؛ لِأَنَّهَا قُدْرَةُ التَّكْلِيفِ ؛لَا الْفِعْلِ . *** تَنْبِيهٌ: فِي اسْتِعْمَالِ (الْمُوَفِّقِ) فِيهِ ـ تَعَالَى ـ نَظَرٌ ، عَلَى طَرِيقِ الْجُمْهُورِ/(ك232/أ) الَّذِينِ يَشْتَرِطُونَ التَّوْقِيفَ ؛ إِذْ لَا تَوْقِيفَ ـ هُنَا ـ إِلَّا فِي الْفِعْلِ وَالْمَصْدَرِ، وَقَدْ قِيلَ بِالْاكْتِفَاءِ بِهِمَا . (وَالْهَادِي): مَأْخُوذٌ مِنْ الْهِدَايَةِ ، وَهِيَ الدِّلَالَةُ عَلَى الْمَطْلُوبِ وَصَّلَتْ أَوْ لَمْ تُوَصِّلْ ، وَقِيلَ: هِيَ الدِّلَالَةُ الْمُوصِلَةُ إِلَى الْمَطْلُوبِ بِالْفِعْلِ ، وَالْأَوَّلُ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَالْخِلَافُ فِي ذَلِكَ طَوِيلٌ ؛ انظر: شَرْحَ عَقِيدَةِ (هـ) لَهُ . قَوْلُهُ: (لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ) : أَيْ: لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ مَوْجُودٌ ، أَوْ فِي الْوُجُودِ إِلَّا هُوَ ، أَوْ لَا مُسْتَغْنِيَ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ ، وَمُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ ؛ كُلُّ مَا عَدَاهُ ؛ إِلَّا هُوَ . وَفِي إِعْرَابِهَا وَمَعْنَاهَا كَلَامٌ طَوِيلٌ ؛ لَخَّصْنَاهُ فِي: ”عُمْدَةِ الْمُرِيدِ ، شَرْحِ جَوْهَرَةِ التَّوْحِيدَ” . وَلَعَلَّهُ خَتَمَ بِهَا كِتَابَهُ يَتَأَوَّلُ بِذَلِكَ قَوْلَهُ ـ : «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَهُ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ » . وَهَذَا آخِرُ مَا انْتَهَى بِنَا الْقَصْدُ إِلَيْهِ ، وَعَرَّجَتْ بِنَا رَكِائِبُ التَّقْصِيرِ عَلَيْهِ ، لَكِنَّا نَرْجُوا اللهَ فِي الْقَبُولِ ، فَإِنَّهُ خَيْرُ مَسْؤُولٍ ، وَأَكَرَمُ مَأْمُولٍ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ،وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ للهِ رَب الْعَالَمِينَ .(ك232/ب) ،وَكَانَ الْفَرَاغُ مِنْ تَأْلِيفِهَا: يَومَ الْأَرْبُعَاءِ ؛ [أَوَاخِرَ صَفَرَ الْخَيْرِ ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَلْفٍ] مِنْ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ ـ عَلَى صَاحِبِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ . |