Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية منهج مطور في الجغرافيا قائم على مدخل” العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة”(STSE) في تنمية القيم البيئية وبعض مهارات التفكير الجغرافي لطلاب المرحلة الإعدادية/
المؤلف
المختار، صَبا طارق جاسم.
هيئة الاعداد
باحث / صَبا طارق جاسم المختار
مشرف / فكري حسن ريان
مشرف / مروة حسين إسماعيل
مناقش / دعاء محمد محمود درويش
الموضوع
تعليم
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
410ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - مناهج وطرق التدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 410

from 410

المستخلص

خلق الله الإنسان في إطار بيئي واضح المعالم يشكل نظامًا متكاملًا يتصف بالاستمرارية والاتزان، مُصدقًا لقوله تعالى ” وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا” (سورة الفرقان، الآية 2)، ومنذ أن ظهر الإنسان على الارض وهناك تفاعل بينه وبين البيئة لإشباع حاجاته المختلفة، ومع بزوغ فجر الصناعة أصبحت هذه البيئة تتعرض للانتهاك والاستنزاف بصورة سافرة، مما أدى إلى ظهور مشكلات أخذت تهدد سلامة الحياة البشرية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ان هذه المشكلات قد تنوعت وتشعبت مع تنوع النشاطات البشرية وتشعبها، تلك النشاطات التي تتجه للبيئة باستمرار لإشباع العديد من الرغبات والحاجات، فقد أصبح الانسان يستعمل المواد بتكنولوجيا مستحدثة ومحسنة، نتج عنها مخلفات تفوق قدرة دورات البيئة وسلاسلها الطبيعية على استيعابها، وأنتج مواد غريبة عن الأنظمة البيئية لم يسبق أن كانت ضمن مكوناتها فظهرت مشكلات بيئية خطرة على صحة الإنسان وممتلكاته وبقية الكائنات الأخرى.( )
ومن يتأمل هذه المشكلات البيئية، يستنتج أنها لا تخرج عن كونها أزمة قيم، فهي بالدرجة الأولى سلوكيات ناتجة عن غياب القيم البيئية المتعلقة بطريقة معاملة الإنسان للبيئة، مما سول للإنسان أنه المالك الوحيد للبيئة يفعل بها ما يشاء فاستحكمت به سلوكيات الأنانية والمصلحة والاستهلاك والإسراف، فانعكس كل هذا على البيئة.
وتُعد القيم من أهم وأكثر الموضوعات تداولًا في عالم التربية لاتصال كل منهما بالسلوك الإنساني فالإنسان يمتلك هذا السلوك أو ذاك بناءً على ” قيم” باعتبارها محددات ومقاييس ومعايير تحدد له أن يختار من بين مجموعة من الخيارات عند اتخاذ القرارات المتعلقة بكل مجالات ومواقف حياته اليومية، وتجاه بيئته بكل مستوياتها: وهي القواعد التي يتخذها الأفراد للحكم على مدى صلاحية سلوكهم في المواقف البيئية المختلفة والتي يطلق عليها القيم البيئية.( )
وبقدر ما يمتلك الفرد من قيم بيئية، يكون باستطاعته حينذاك أن يتخذ سلوكًا إنسانيًا إيجابيًا، كذلك يتخذ مواقف يعتمد فيها على نظام قِيَمي بداخله وذلك في ضوء المعارف والمهارات والحقائق التي يمتلكها وبالتالي فإن ذلك سيكون له أثر كبير من حيث التفاعل مع بيئته بشكل مثمر.
وإزاء الخطر المتزايد للمشكلات البيئية سَنَّت الدول القوانين والتشريعات التي تُنَظم علاقة الإنسان ببيئته بما يحميها ويمنع تعرضها للمشكلات المختلفة، أصبح من الضروري إجراء البحوث لدراسة السُبل والإجراءات التي تحد من تعرض البيئة لمشكلات أخرى و تقلل آثار المشكلات البيئية التي تعانيها، وارتفعت النداءات بضرورة وعي الإنسان بهذه المشكلات وإدراكه للنتائج المترتبة عليها مؤكدة في نفس الوقت أن توفير احتياجات الإنسان لا يتعارض مع المحافظة على البيئة الطبيعية وأن التشريعات والقوانين الخاصة بحماية البيئة لا تستطيع وحدها أن تحقق الغرض المرجو منها، ولا يمكن أن يحدث التصرف السليم للإنسان تجاه البيئة إلا باعتناق الفرد عن إرادة حرة لمجموعة من القيم الإيجابية التي تصبح أساسًا لسلوكيات سوية مع البيئة.( )
ومن أجل إعداد أفراد متفهمين لبيئتهم وواعين لكل ما يواجهها من مشكلات، وقادرين ليس فقط على المساهمة الايجابية في التغلب على المشكلات التي تواجه بيئتهم، بل قادرين على تحسين ظروف هذه البيئة إلى الأفضل، كانت الضرورة لتربية بيئية تحقق ذلك.( )
لهذا شهدت نهايات القرن الماضي وبدايات القرن الحالي اهتماما واضحا بتنمية المفاهيم والقيم والمهارات البيئية عالميًا وإقليميًا ومحليًا باعتبارها من أهم أهداف التربية البيئية، وكونها تُمثل أبعاد المواجهة البيئية.
فعلى المستوى العالمي عُقد مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية البشرية في ”ستوكهولم” (1972) ويُعد هذا المؤتمر بمثابة أول انطلاقة رسمية لحركة الاهتمام الدولي بالبيئة، وأوصى بضرورة نشر الوعي البيئي بالمشكلات البيئية الكبرى التي بدأت تُؤثر بعمق في نوعية الحياة البشرية، وتُهدد مستقبل الأجيال القادمة مثل الانفجار السكاني، والتلوث، واستنزاف موارد البيئة الطبيعية، ثم ورشة عمل ”بلجراد” (1975) التي صدر عنها ”ميثاق بلجراد” الذي نظمته ”اليونسكو” بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والذي حدد أسس العمل في مجال التربية البيئية وانعكس صدى هذا الميثاق في مدينة ”تبليسي” في ”جورجيا” عام 1977، وطالب بتنمية خُلُق وضَمِير بيئي ينقذ الجنس البشري من ويلات الممارسات الخاطئة في البيئة البشرية.( )، ثم أوصى كل من مؤتمر التربية البيئية في ”واشنطن” (1985) ومؤتمر ”نيو دلهي” (1985) بضرورة الاهتمام بالتربية البيئية في المناهج الدراسية بهدف تنمية الوعي البيئي والمعرفة والاتجاهات والقيم البيئية، كما أكد كل من مؤتمر ”ريو دي جانيرو” (1992) ومؤتمر الأمم المتحدة (قمة الأرض) أن العالم سوف يكون أكثر عدلا وأمنا ورفاهية إذا تم توجيه التعليم نحو زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع نحو البيئة وقضاياها ومشكلاتها.
وعلى المستوى المحلي حدد مشروع المعايير القومية للتعليم في مصر (2003).( ) المعايير التي يجب أن يصل إليها المتعلم، وكان للتربية البيئية قِسط وافر، فعلى سبيل المثال معيار: ”أن يتعامل المتعلم مع البيئة بشكل فعال” وضع له مؤشرات منها أن يتعرف التلميذ على القضايا البيئية وانعكاساتها، وأن يفهم كيفية التفاعل بين مكونات النظام البيئي، وأن يُحسن التعامل مع الموارد ويُنميها؛ وهذا يتضح من خلال الأهداف التي تسعى التربية البيئية لتحقيقها ومنها: ( )( )
- مساعدة الأفراد على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم لاكتساب المعلومات التي تُمَكنهم من فهم العلاقة المعقدة التي تربط الإنسان بعناصر بيئته.
- تنمية الاتجاهات والقيم وأوجه التقدير والميول المرغوبة لديهم، مما يجعلهم يقدرون أهمية المحافظة على البيئة لهم وللأجيال القادمة، ويفعلون ذلك برغبة داخلية في أنفسهم وليس خوفًا من سلطة أو تشريع.
- تزويد الأفراد بالمعلومات التي تعمق فهمهم ببيئتهم ومكوناتها.
- إكساب الأفراد القدرة على متابعة القضايا البيئية والتنبؤ بما قد يحدث من مشكلات بيئية.
- التأكيد على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تمتد جذورها لعامل البيئة.
ولكي تتحقق هذه الأهداف، هناك ضرورة لتضافر الجهود من مجالات عديدة، كوسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية وسُبلها المختلفة، ولعل في مقدمة هذه السُبل المناهج الدراسية التي تؤكد على فلسفة التربية البيئية وتسعى لتحقيق أهدافها عن طريق تكامل الخبرات المتضمنة في المناهج الدراسية على اختلافها، وفقًا لطبيعة كل منهج والأهداف الخاصة به ( )، وقد أكدت بعض الدراسات والبحوث السابقة على أهمية القِيم البيئية، وأوصت بضرورة الاهتمام بتنميتها وتقويمها لدى المتعلمين وتضمينها في المناهج الدراسية، كدراسة ”اليونسكو” (2000)( )، و” محمد عبد المجيد حُزين” (2001)،( )و”ري هونج شيل”(Ryu Hyng heal, 2002)( )، و”عبد المنعم محمد المرزوقي”(2006)( )، و”روجيرو كولن” (Ruggero, E.Coln,2009) ( )
كما أكدت دراسة كلوديا (Claudia Hanson Thiem, 2009)( )، على أهمية توظيف الجغرافيا لتنمية مهارات التفكير الجغرافي.
والمُتأمل في طبيعة الجغرافيا يجد أنها طريقة للتفكير أكثر من كونها مجموعة من المعارف والمعلومات، فهي تستخدم أسلوبًا مميزًا في التعامل مع المعلومات، حيث تُركز على دراسة العلاقات المكانية بين الظاهرات في المكان، وهي بذلك لا تركز على المعلومات كأساس لها، وإنما تأخذ الحقائق من فروع المعرفة الأخرى العديدة، وتقوم بتفسيرها وتحليلها لتأخذ في النهاية أشكالًا جديدة، وهذا النتاج الكلي الجديد يمكن أن يُطلق عليه التفكير الجغرافي.( )
ولعل ما شَهده علم الجغرافيا من تطورات في الوقت الحالي يُمثل بُعدًا جديدًا يُساعد على الاهتمام بتنمية مهارات التفكير الجغرافي في ظل تطور أساليب معالجة المعلومات والبيانات الجغرافية والاعتماد على التحليل الإحصائي، والمعالجة الرياضية، واستخدام الحاسبات ومواكبة التصورات في البيئة المحيطة، وتطورات أبحاث الفضاء وتوظيف مرئيات الاستشعار عن بعد والتعلم الرقمي.
ويرى ” منصور عبد المنعم” ( )، أن المنظور الجديد للجغرافيا يسعى إلى إعداد طلاب قادرين على التعامل مع المشكلات الجغرافية مستخدمين في ذلك التفكير الجغرافي القائم على مهارات التفسير والتحليل والتركيب والاستنتاج، ومن ثم فهو يُؤكد على ضرورة الاهتمام بتنمية مهارات التفكير الجغرافي لضرورة وجود جغرافيا جديدة تتماشى مع الأخبار التي يسمعها ويشاهدها الطلاب في الإذاعة والتلفزيون، وتتماشى كذلك مع السياسة العالمية والتجارة الدولية والزيادة السكانية والتقدم العلمي والتكنولوجي.
يتضح لنا مما سبق أهمية التفكير بصفة عامة والتفكير الجغرافي بصفة خاصة كهدف من أهداف تدريس الجغرافيا، وهذا ما تُؤَكده لنا قوائم أهداف تدريس الجغرافيا فقد أشار عبد اللطيف فؤاد إلى أهداف تدريس الجغرافيا فيما يلي:
• تنمية المفاهيم والتعميمات الجغرافية.
• تنمية التفكير الجغرافي.
• مساعدة الطلاب على تصور وإدراك ظواهر العالم الطبيعية والبشرية المختلفة( ).
كما حددت انجلترا عام (1999)( ) أهداف تدريس الجغرافيا في:
- تنمية مهارات التفكير الجغرافي والمهارات الأخرى.
- معرفة وفهم الأماكن في سياق محلي وقومي وإقليمي وعالمي.
- معرفة وفهم الطلاب الأشكال والظواهر الطبيعية.
- الاهتمام بدراسات السكان والعمران، والاتصالات وعناصر النشاط الاقتصادي والاهتمام بطرق استغلال البيئة.
وقد اهتم كثير من الباحثين بتنمية مهارات التفكير الجغرافي من خلال عمليات تدريس الجغرافيا ومنها: دراسة كل من ”علي عامر محمود” ( 2000 )( )، ”هيل” (hill,2000) ( )، ”مصطفى عبد الوهاب أبو جبل ” (2004) ( )، ”ياسار وسرمييت” seremeet, 2009)& yasar) ( )، ”حسن القرش، وأحمد عبد الرشيد” (2010)( )
وقد بَيَّنَت هذه الدراسات أن هناك قصورًا في طرق تدريس الجغرافيا، حيث إنها تُدَّرس بالطريقة التقليدية، فالمعلم يهتم بتقديم كم كبير من المعلومات والحقائق للطلاب ويطلب منهم حفظها واسترجاعها، مما جعل الطلاب ينظرون إلى مادة الجغرافيا على أنها مادة جافة لا جدوى لهم من دراستها، لهذا باتت الحاجة ملحة لتغيير هذه الاستراتيجيات، وذلك باستخدام مداخل وطرق جديدة غير تقليدية تعكس طبيعة المادة وتحقق أهدافها، وتهدف الى ربط العلم بحياة الطلاب وجعله وظيفيًا.
ومن بين المداخل التي تهدف إلى ربط العلم بحياة الطلاب مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة ((STSE وذلك من خلال :
- إعداد الطلاب لفهم تأثيرات التطورات العلمية والتكنولوجية على مجتمعاتهم وبيئاتهم المختلفة، الثقافية والطبيعية والسياسية والاقتصادية.
- دراسة القضايا والمشكلات الناتجة عن ذلك.
- مناقشة المقترحات التي يمكن وضعها للحد من خطورة هذه القضايا والمشكلات وحماية البيئة، وهذه أفضل من مجرد تعلم نظريات وحقائق فقط.
وهذا سيعزز من دافعية الطلاب نحو التعلم ويُوَفر الفرص الكافية أمامهم، مما يؤدي إلى تنمية المهارات المتطلبة لحل المشكلات واتخاذ القرارات وتكوين المعرفة فتتحقق وظيفية التعلم.
ويشير ”بدريتي وآخرون” (pedretti,et,al, )( )، إلى أنه بالإضافة إلى اهتمام مدخل (STSE) بالقضايا الناتجة عن تأثير تطور العلم والتكنولوجيا على المجتمع والبيئة، فإنه في الوقت ذاته يُعْطي هذا المدخل اهتمامًا للأخلاق والقيم واتخاذ القرار.
كما يهدف هذا المدخل أيضًا إلى إعداد الطالب المتنور علميًا وثقافيًا حتى يستطيع مواجهة مواقف الحياة اليومية.
وبالنسبة لمادة الجغرافيا فقد أكد ” بلا نشرد وآخرون”( ) (Blanchard,et al) على أن قضايا العلم والتكنولوجيا والمجتمع تعتبر من القضايا الهامة، التي يجب أن تتناولها مناهج الجغرافيا سواء في مراحل التعليم العام أو في برامج إعداد معلمي الجغرافيا.
وقد أشارت دراسة كل من ”جيهان السيد”( 1996)( )، و”أمل القحطاني” (2002)( )، و”ريهام رفعت”(2007)( )، و”هبة محمد أحمد”(2012)( )، إلى أن مناهج (STSE) تُمَكن من إعطاء الفرصة لتطوير المهارات العقلية والاجتماعية والشخصية مثل: ( حل المشكلات، اتخاذ القرارات، التعلم التعاوني، التفكير الناقد، المناقشة، مهارة الاتصال الكتابي والشفهي، المسئولية الاجتماعية، المواطنة الفعالة، الوعي البيئي)، ونتيجة لفاعلية هذا المدخل في مناهج الجغرافيا من خلال الاطلاع على نتائج الدراسات السابقة، تسعى مناهج الجغرافيا إلى اكتساب الطالب قدرًا من المفاهيم عن القضايا والمشكلات البيئية بما يساهم في تشكيل سلوكه وتمكينه من التعرف على المشكلات البيئية، وتتبع أسبابها، واقتراح الحلول لهذه المشكلات وذلك من خلال أحد غايات التربية البيئية والممثلة في إعداد المواطن الذي يحكم سلوكه القيم البيئية.
ثانياً: مشكلة البحث
نبع الإحساس بمشكلة البحث من خلال ما يلي:
1- الدور الحقيقي الذي يمكن أن تسهم به مادة الجغرافيا في معالجة القضايا والمشكلات البيئية التي يعاني منها المجتمع في الفترة الأخيرة والتي في حقيقتها تعبر عن أزمة قيم، حيث ظهرت العديد من المشكلات كالاحتباس الحراري، والتصحر، والتلوث، ...إلخ ولعل هذا من أكثر الأسباب التي سعت إليها الباحثة ألا وهو تطبيق مدخلا من المداخل التدريسية يتلائم مع تدريس تلك القضايا والمشكلات.
2- الاطلاع على الكتب والأدبيات والتي اتضح من خلالها ما يأتي:
- أن مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة (STSE) الذي يهتم بتدريس القضايا الناتجة عن تأثير تطور العلم والتكنولوجيا على المجتمع والبيئة، من المداخل الحديثة التي أثبتت فاعليتها في تحقيق الكثير من أهداف التربية البيئية.
- كونه أكثر وظيفية للمتعلم لما يتميز به هذا المدخل من تحويل الموقف التعليمي إلى أنشطة تُهيئ للطلاب فرص التعلم من خلال دراسة مشكلات حقيقية واقعية.
- أن هذا المدخل يعتمد على تنمية مهارات التفكير للمتعلمين ومهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات وتنمية القيم والاتجاهات الإيجابية نحو البيئة.
وعلى الرغم من أهمية مدخل (STSE)إلا أن الباحثة وجدت أن هناك قصورًا واضحًا في الاهتمام بتناول قضايا ومشكلات هذا المدخل في التدريس على المستوى المحلي.
تدعيم الإحساس بالمشكلة
ولتدعيم الإحساس بالمشكلة قامت الباحثة بالإجراءات التالية:
1. الاطلاع على الدراسات السابقة:
- الاطلاع على دراسة ”مصطفى عبد الوهاب أبو جبل” ( 2001 )( )، وعبد العزيز الصوافي (2002)( )، و”انجي صلاح إبراهيم” (2011)( )، و”محمود محمد إبراهيم” (2014 )( )، التي أشارت إلى عدم تناول مناهج الجغرافيا لمفهوم القِيَم البيئية، حيث بَيَّنت هذه الدراسات أن أمر تنمية القيم البيئية غير مقصود وغير مستهدف ولا يجد العناية الكافية سواء في تخطيط مناهج الجغرافيا أو في بنائها أو في تنفيذها أو في تطويرها، ومن ثَّم كان لا بد من إعادة النظر فيما يُقَدم لأبنائنا وكيفية تقديمه بما يساهم في تنمية قيمهم البيئية والقدرة على التفاعل والتعامل بشكل إيجابي مع بيئاتهم.
- أما بالنسبة لمهارات التفكير الجغرافي، فقد أكدت الدراسات السابقة أن مناهج الجغرافيا في مراحل التعليم المختلفة وأساليب تدريسها لا تنمي لدى الطلاب مهارات التفكير الجغرافي، والتي تعتبر مهارات مهمة جداً لكيفية التصدي للمشكلات المستقبلية التي قد تواجه الفرد، مثل: دراسة ”محمود أحمد محمدين (2010)( )، و”لبنى عبد الحفيظ” (2010 )( )، ”فاطمة محمود عباس” (2010) ( ) و”منال محمود السيد أبو شادي” (2011) ( ) و”محمد مصطفى أبو شعيشع” (2012)( )، حيث أوصت بأن تكون مهارات التفكير الجغرافي هدفًا رئيسًا من الأهداف العامة لمادة الجغرافيا و ضرورة الابتعاد عن الامتحانات التقليدية التي تُطَبق في مدارسنا اليوم والتي تقيس أدنى القدرات العقلية (الحفظ – والاستظهار) والاعتماد على الاختبارات التي تقيس مهارات التفكير المختلفة .
2. القيام بدراسة استطلاعية وذلك على النحو التالي:
أ‌- إعداد مقياس قِيَم بيئية تم تطبيقه على مجموعة من طلاب الصف الأول الإعدادي لمعرفة مدى اكتسابهم للقيم البيئية، وقد بَيَّنت نتائج تطبيق المقياس ضعف الطلاب في إدراكهم للقيم البيئية والسلوك الإيجابي نحو البيئة وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب.
ب‌- إعداد استبانه مفتوحة لعدد من معلمي الدراسات الاجتماعية للتعرف على:
- ما مدى معالجة مناهج الجغرافيا للقضايا الناتجة عن التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة، و مدى إدراك هؤلاء المعلمين لأهمية وخطورة تلك القضايا ودورها في تنمية القيم البيئية للتعامل مع تلك القضايا، ومدى اهتمامهم بمناقشتها داخل الفصل مع الطلاب.
- ما مدى الاهتمام بتنمية مهارات التفكير من خلال منهج الجغرافيا للصف الأول الإعدادي والإستراتيجية المستخدمة لتنميتها.
وقد أسفرت نتائج الدراسة الاستطلاعية عن الأتي:
• تأكيد معظم هؤلاء المعلمين على عدم معالجة مناهج الجغرافيا بالمرحلة الإعدادية للقضايا الناتجة عن العلاقات التفاعلية المتبادلة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة، رغم تأكيدهم أهمية وخطورة تلك القضايا ودورها في تنمية القيم البيئية لدى الطلاب.
• عدم اهتمام هؤلاء المعلمين بمناقشة هذه القضايا، وذلك للأسباب التالية:
- خطة الدراسة لا تسمح بذلك.
- اقتصار الامتحانات على الكتاب المدرسي.
3. قيام الباحثة بتحليل محتوى مقرر الجغرافيا للصف الأول الإعدادي بهدف معرفة مدى تناول هذا المحتوى للقضايا الناتجة عن العلاقات التفاعلية المتبادلة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة (STSE)، وقد توصلت الباحثة إلى أن هذا المحتوى لا يهتم بمعالجة تلك القضايا، ومن ثَّم لا بد من تطوير مناهج الجغرافيا بالمرحلة الإعدادية ليتضمن محتواها تلك القضايا من أجل إعداد الإنسان ليتحمل المسئولية تجاه بيئته ومجتمعه وتنمية الجانب الإيجابي نحو البيئة.
تحديد المشكلة
في ضوء ما سبق تتحدد مشكلة البحث الحالي في ضعف القيم البيئية ومهارات التفكير الجغرافي لدى طلاب الصف الأول الإعدادي.
ومن ثم يسعى البحث إلى:
محاولة الكشف عن فاعلية استخدام منهج مطور قائم على مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة (STSE) في تنمية القيم البيئية وبعض مهارات التفكير الجغرافي .
ومن هنا يتحدد السؤال الرئيس للبحث في:
ما فاعلية منهج مطور في الجغرافية قائم على مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة(STSE) في تنمية القيم البيئية وبعض مهارات التفكير الجغرافي لدى طلاب المرحلة الإعدادية؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
1- ما القيم البيئية المناسبة لطلاب الصف الأول الإعدادي في مادة الجغرافيا؟
2- ما مهارات التفكير الجغرافي المناسبة لدى طلاب الصف الأول الإعدادي في ضوء مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة؟
3- ما التصور المقترح لمنهج مطور في الجغرافيا قائم على مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة (STSE) لطلاب الصف الأول الإعدادي؟
4- ما فاعلية المنهج المطور في الجغرافيا في تنمية القيم البيئية لدى طلاب الصف الأول الإعدادي؟
5- ما فاعلية المنهج المطور في الجغرافيا في تنمية بعض مهارات التفكير الجغرافي لدى طلاب الصف الأول الإعدادي؟
ثالثًاً: فروض البحث
يسعى البحث الحالي إلى التحقق من صحة الفروض التالية:
1. يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسطي درجات طالبات المجموعتين التجريبية و الضابطة في التطبيق البعدي لمقياس القيم البيئية ككل وفي كل محور على حدة وذلك لصالح المجموعة التجريبية.
2. يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسطي درجات طالبات المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس القيم البيئية ككل وفي كل محور على حدة وذلك لصالح التطبيق البعدي.
3. يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسطي درجات طالبات المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التفكير الجغرافي ككل وفي كل مهارة على حدة وذلك لصالح المجموعة التجريبية.
4. يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات طالبات المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار مهارات التفكير الجغرافي ككل وفي كل مهارة على حدة وذلك لصالح التطبيق البعدي.
رابعاً: أهداف البحث
يهدف البحث الحالي إلى:
1. تنمية القيم البيئية لدى طالبات الصف الأول الإعدادي.
2. تنمية بعض مهارات التفكير الجغرافي لدى طالبات الصف الأول الإعدادي.
3. الكشف عن فاعلية مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة(STSE) في تنمية القيم البيئية.
4. الكشف عن فاعلية مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة (STSE) في تنمية بعض مهارات التفكير الجغرافي.
خامساً: حدود البحث
1. عينة من طالبات الصف الأول الإعدادي بمدرسة(عبد القادر قنصوة- الإعدادية بنات) بإدارة (شرق مدينة نصر التعليمية) بمحافظة القاهرة، وتُقْسم إلى مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة.
2. الوحدتان الأولى بعنوان (المناخ والنبات الطبيعي) والثانية بعنوان (الأخطار الطبيعية والبيئية) من كتاب الدراسات الاجتماعية (الجغرافيا) المقرر على طلاب الصف الأول الإعدادي في الفصل الثاني 2015 – 2016.
3. القيم البيئية المناسبة لطلاب الصف الأول الإعدادي.
4. بعض مهارات التفكير الجغرافي المناسبة لطلاب الصف الأول الإعدادي.
سادساً: أهمية البحث
1- مخططي المناهج: قد يُفيد مخططي مناهج الجغرافيا بمراحل التعليم العام في تطوير هذه المناهج وفقًا لمدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة (STSE).
2- المعلمين:
- تقديم تصور مقترح في الجغرافيا قائم على مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة (STSE) يمكن أن يستفيد منه المعلم في تنمية القيم البيئية ومهارات التفكير الجغرافي لطلاب المرحلة الإعدادية.
- قد يفيد معلمي الجغرافيا في توضيح كيفية تدريس قضايا (STSE) بطريقة تُسهم في تحقيق الهدف من دراستها.
3- الطلاب: تقديم مقياس القيم البيئية واختبار لبعض مهارات التفكير الجغرافي يمثلان أداتان موضوعيتان تفيدان في تقويم هذين المتغيرين لدى طلاب المرحلة الإعدادية.
4- الباحثين: يفتح أمام الباحثين المجال للدراسات المستقبلية وذلك من خلال التدريس وفقًا لمدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة ((STSE لمراحل دراسية مختلفة وبمتغيرات مختلفة.
سابعاً: منهج البحث
سوف يتم إجراء البحث الحالي وخطواته وفقاً لمنهجين هما:
1. المنهج الوصفي التحليلي:
وذلك فيما يتصل بعرض مشكلة البحث وتوضيح جوانبها، وعرض الدراسات السابقة والإطار النظري للبحث وتحليل منهج الجغرافيا للصف الأول الإعدادي والاستفادة من كل ذلك في تصميم التصور المقترح لتطوير المنهج.
2. المنهج التجريبي التربوي:
وذلك فيما يتصل بتجربة البحث وضبط متغيراته، حيث يتم الاستعانة بالتصميم التجريبي ذي المجموعتين (التجريبية والضابطة) مع التطبيق القبلي والبعدي لمتغيرات البحث.
ثامناً: أدوات البحث
أعدت الباحثة الأدوات التالية :
أولاً: أدوات التجريب
1. التصور المقترح لمنهج مطور في الجغرافيا قائم على مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع البيئة (STSE) لتطوير منهج الجغرافيا للصف الأول الإعدادي.
2. دليل للمعلم لتدريس المنهج المطور.
3. كتاب الطالبة وفقًا لمدخل(STSE).
ثانياً: أداتي القياس
1. مقياس القيم البيئية. ( من إعداد الباحثة )
2. اختبار مهارات التفكير الجغرافي. ( من إعداد الباحثة )
تاسعاً: إجراءات البحث
للإجابة عن السؤالين الأول والثاني من أسئلة البحث تم اتباع الخطوات التالية:
1. الاطلاع على الدراسات والبحوث التي تناولت القيم البيئية.
2. إعداد قائمة بالقيم البيئية المناسبة لطلاب الصف الأول الإعدادي وعرضها على السادة المحكمين لإجراء التعديلات اللازمة، وذلك للوصول إلى الصورة النهائية للقائمة.
3. الإطلاع على الدراسات والبحوث السابقة التي تناولت مهارات التفكير الجغرافي.
4. إعداد قائمة بمهارات التفكير الجغرافي المناسبة لطلاب الصف الأول الإعدادي وعرضها على السادة المحكمين لإجراء التعديلات المناسبة للوصول إلى الصورة النهائية للقائمة.
للإجابة على السؤال الثالث سيتم إتباع الخطوات التالية:
1. تحديد أهم قضايا (STSE) المقترح تدريسها لطلاب الصف الأول الإعدادي من خلال منهج الجغرافيا والتي سيتم بناء التصور المقترح في ضوئها. وذلك
أ‌- إعداد استبيان مفتوح، وعرضه على عينة متباينة من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية تخصص جغرافيا وموجهين في الإدارة التعليمية، ومعلمين في المدارس، في تخصص الدراسات الاجتماعية وطلاب معلمين في كلية التربية، وذلك للتعرف على أكبر عدد من قضايا (STSE) التي يمكن أن يدرسها طلاب الصف الأول الإعدادي.
ب‌- إعداد قائمة بأهم قضايا (STSE) (الاستبيان المغلق)، وعرضها على عينة أخرى متباينة من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية تخصص جغرافيا، وموجهين في الإدارة التعليمية، ومعلمين في المدارس في تخصص الدراسات الاجتماعية، وطلاب معلمين في كلية التربية, للحكم على مدى أهمية هذه القضايا لطلاب الصف الأول الإعدادي وكذلك مدى مناسبتها لمنهج الجغرافيا المقرر عليهم.
ج‌- مراجعة وفحص وتحليل نتائج البحوث والدراسات السابقة التي تناولت قضايا (STSE).
د‌- تحديد القضايا التي حصلت على درجة أهمية (مهمة جداً) أكثر من 90%، وكذلك درجة مناسبة (مناسبة جداً) أكثر من 90%.
2. إعداد المنهج المطور بناءا على قضايا (STSE) التي يتم تحديدها على أنها مهمة جداً لطلاب الصف الأول الإعدادي، وكذلك ملائمتها لمنهج الجغرافيا المقرر عليهم.
3. إعداد دليل المعلم لتدريس المنهج المطور.
4. إعداد كتاب الطالبة وفقًا لمدخل(STSE).
للإجابة عن السؤالين الرابع والخامس من أسئلة البحث سيتم ما يلي:
إعداد أدوات القياس وتشمل:
1. مقياس القيم البيئية.
2. اختبار مهارات التفكير الجغرافي.
3. اختيار عينة البحث (فصلين دراسيين) أحدهما يُمَثل المجموعة التجريبية والآخر يمثل المجموعة الضابطة من طلاب الصف الأول الإعدادي.
4. تطبيق أدوات القياس قبليًا على المجموعتين التجريبية والضابطة.
5. تدريس المنهج المطور للمجموعة التجريبية في حين تدرس المجموعة الضابطة الوحدات التدريسية في صورتها القديمة.
6. تطبيق أدوات القياس بعديًاعلى المجموعتين.
7. رصد النتائج ومعالجتها إحصائيًا.
8. تفسير النتائج ومناقشتها ومن ثم تقديم التوصيات والمقترحات.
عاشرًا: مصطلحات البحث
مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة: (STSE)
هو مدخل يسعى إلى تكوين رؤيا شاملة للتفاعل المتبادل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة، وإدراك المشكلات والقضايا الناتجة عن ذلك بإبعادها المختلفة ومحاولة مواجهتها عن طريق ما اكتسبه الفرد من معارف ومهارات تفكير وقيم بيئية بما يحقق الشعور بالمسئولية تجاه تلك القضايا واتخاذ قراراته نحوها في سياق أخلاقي وقيمي.
القيم البيئية: ( Environmental values)
هي الأحكام والسلوكيات التي يصدرها الطالب إزاء المواضيع البيئية، وذلك وفق تقييمه وتقديره لهذه المواضيع، وتتم هذه العملية من خلال ما اكتسبه المتعلم من معارف وخبرات للتفاعل مع البيئة والمتغيرات التي تطرأ عليها.
مهارات التفكير الجغرافي: ( The Geographical thinking skills)
مجموعة من الأنشطة العقلية التي يمارسها الطالب للتفاعل مع القضايا البيئية وما يطرأ عليها من تغييرات وما تتعرض له من مشكلات، مثل مهارة الحصول على المعلومات الجغرافية وتحليلها والتفسير، والإستنتاج، وحل المشكلات، والتقويم، واتخاذ قرارات مرتبطة بالبيئة، وتقاس بدرجة الطالب في الاختبار المعد لمهارات التفكير الجغرافي.
تطوير المناهج: (Curriculum Development)
عملية علمية منظمة تهدف إلى الوصول بمنهج الجغرافيا إلى أفضل صورة ممكنة بحيث تحقق أهداف تعليم الجغرافيا المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمهارات التفكير الجغرافي والقضايا والقيم البيئية