الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مما لا شك فيه أن دراسة التاريخ الإسلامى من الدراسات الهامة والتى لا غنى عنها لما فيها من ثراء علمى فمن خلاله نعرف أخبار الدول والأمم السابقة ؛ فمنه نتعلم من السابقين ونرى أثارهم التى تركوها لنا فى حياتنا سواء أثر مخطوط أو مطبوع أو زخارف ومدن أثرية. وقد اهتممت فى هذه الدراسة بمدينة لها تاريخ عريق سواء دينى أو سياسى وقد تمتعت بشهرة واسعة فى الحقبة الإسلامية وخاصة فى عهد الدولة الأموية ، وقبل هذه الحقبة أيضاً حيث كانت مدينة طليطلة مقر الحكم الكنسى للدولة المسيحية فى إسبانيا ؛ وعندما دخل الإسلام والمسلمون إلى الأندلس فاتحين تحول هذا المقر السياسى إلى مدينة قرطبة ولكنلم يتحول المركز الكنسى الدينى منها بل ظل مستقراً فى طليطلة . عندما استقر المسلمون بمدينة طليطلة تحولت حياة السكان للأفضل ؛ إذ عانى السكان فى عهد الحكم القوطى لللإضطهاد والحقد والكراهية من قبل الحكام ورجال الدين ، مما كان دافعاً لمساعدة السكان للمسلمين لفتح بلادهم والإستقرار بها ؛ ولكن هذا لم يمنع من وجود الكارهين للحكم والوجود الإسلامى فى بلادهم ، ومن ثم فقد حاول الحكام المسلمين السيطرة على النزاعات ومحاولات إثارة الفتنة بين أفراد وطوائف الشعب كافة إذ حاولوا كثيراً تقليب السكان سواء عرب أو بربر أو نصارى أو يهود على اليهود أنفسهم أو على بعضهم البعض ولكن الحكام العرب وقفوا لهم بالمرصاد وحاولوا بكل الطرق سواء سياسية أو حربية القضاء على هذه الحركات. كما لا ننسى محاولات السيطرة البائسة للحكام الاسبان فى الشمال للقضاء على نفوذ الحكم الإسلامى فى البلاد ، ومحاولاتهم للإتصال بأعداء الدولة الأموية فى الشرق الإسلامى والمغرب وكذلك مساعدتهم لبعض الثوار داخل البلاد لإثارة الخلاف والشقاق داخل البلاد حتى يكون سبباً كافياً لإضعاف الدولة الأموية ومن ثم القضاء على الحكم الإسلامى داخل البلاد. ولكن بكل حنكة ومهارة تمكن الحكام المسلمين من القضاء على هذه المحاولات كافة وابدعوا فى حكمهم للبلاد مما كان سبباً كافياً لتتمتع البلاد بالإزدهار والرخاء سواء العلمى أو الإقتصادى مما كا نسبباً كافياً لتناغم أفراد الشعب فيما بينهم ومن ثم كانت هذه الفترة بمثابة العصر الذهبى للحكم الأموى للبلاد. |