Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدلالات التاريخية للميثولوجيا المغربية
(من منتصف القرن الرابع إلي منتصف القرن السابع الهجريين )/
المؤلف
الصعيدي، الشيماء محمد فكري حسن.
هيئة الاعداد
باحث / الشيماء محمد فكري حسن الصعيدي
مشرف / محمود اسماعيل عبد الرازق
مشرف / غادة كمال
مشرف / محاسن الوقاد.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
313ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم التاريخ.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 313

from 313

المستخلص

الملخص
انتشرت الميثولوجيا في المغرب العربي بسبب العزلة المفروضة عليه من قبل العوامل الطبيعية والبشرية ، وتمثلت الأولي في جغرافيته التي ضمت عدة مظاهر تضاريسية متنوعة ، إضافة لعوامل المناخ التي عرضت سكأنه لتقلبات الطبيعة ، مما كان سبباً في استمرار مرحلة الطفولة للعقل البشري الساكن هذا المكان ، فانتجت كما من الميثولوجيا المتنوعة التي تفسر كل تلك المظاهر التضاريسية وما تبعها من سلوك يهدف لاسترضاء ما توصل إليه عقله من وجود كائنات غيبية لها قدرة علي مساعدته في السيطرة علي تلك الطبيعة حتي يتجنب غضبها .
تمثل العامل البشري في تعاقب الحضارات القديمة علي بلاد المغرب بما حملته من ثقافات وديانات وثنية وسماوية دمجت جميعها في خليط متجانس عمل علي إثراء الوجدان الشعبي بروافد ثقافية متعددة اختلطت بموروثاتهم فرسخ بوجدأنهم وظهر وقت الحاجة إليه ، وقد عمل النظام القبلي الشائع في تعميق جذور ثقافية بعينها تكفل له السيادة والبقاء ، فعمل علي ذوبان الفرد في قبيلته فيكون ولائه الأول لها ، ولتحقيق هذا الهدف نسجت أنواعاً من الميثولوجيا ، وهو السبب الذي وجد الإسلام بسببه صعوبة في ثتبيت أقدامه في تلك البلاد.
وقع الفاتحون الأوائل لبلاد المغرب في خطاء جسيم لمعاملتهم المغاربة باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية ، فنتج عن ذلك أن صار المغرب مهداً لحركات التمرد ضد الخلافة في المشرق ، وبذلك وقع المغرب في صراع مذهبي فضلاً عن الصراع الأثني ، نتج عنه نشاط فكرة التمرد لدي المغاربة علي السلطة السياسية والدينية ، كما ساهم عن التتابع المذهبي علي بلاد المغرب أن امتليء الخيال المغربي بالتنوع الميثولجي ، نتيجة ما اشاعه كل مذهب من أساطيره وحكاياته في محاولة لاستقطاب المغاربة إليه وضمه لجانب الثورة ضدد الخلافة المركزية وهو ما وجد هوي من جانب البربر أنفسهم .
مثلت معاناه البربر السبب المباشر في استدعاء الميثولوجيا من الوجدان الشعبي لمساعدتهم في مواجهة السلطة السياسية الغاشمة فكانت حركة ابن تومرت حركة اصلاحية ليس فقط لما تفشي في المجتمع المغربي من فساد أخلاقي وجمود ديني ، بل قد أوضح د. محمود إسماعيل جانب هام من تلك الحركة ألا وهو مواجهة اقتصادية تمثلت في سيطرة الاقطاعية وسيطرتهم علي مصادر الثورة في البلاد مما دفع البورجوازية بالثورة ضدهم خاصة وقد أثقل كاهل هؤلاء بالضرائب المفروضة عليهم لاسيما وقد أوضح سيادته أن ابن تومرت كان من أسرة فقرية ، بالرغم مما عرفوا به العلم والمكانة ، مما يعني معه سيطرة طبقة بعينها علي مصادر الثروة والإنتاج ، يؤكد ذلك كون قائدي الحركة ( ابن تومرت وخليفته عبد المؤمن بن علي كانا من الطبقة الوسطي) التي عانت من سيطرة الإقطاعية المرابطية .
برز دور النظام القبلي وما تبعه من صراع إثني في بلاد المغرب ، ففي عصر الدولة الفاطمية بالمغرب كانت السيطرة لقبيلة كتامة وخاصة بني زيري التي ساندت الدعوة الفاطمية منذ بدايتها وبالتالي كانت تتمتع بالسيادة والمكانة وهو ما كان سباً في النزاع الداخلي بين بني زيري وبني حماد وغيرهم بل وسبب النقمة علي الدعوة الشيعية ذاتها ، وهو نفس الصراع الذي شهدته دولة المرابطين بسبب سيطرة وصنهاجة وهو ما دفع بالمصامدة لمساندة ابن تومرت في حرته ضد المرابطين في التطلع للزعامة .
يرجع نجاح ابن تومرت في حركته لاستخدامه كل رموز الميثولوجيا السائدة في مجتمعه سواء الموروثة أو الوافدة مثل معرفته بخط الرمل والغيبيات وترويج الأساطير والكرامت ، إضافة لما وفد إليهم مثل فكرة المهدية وكتاب الجفر ومكانة الغزالي ، وهو بذلك يستخدم معطيات تتلائم مع طبيعة المجتمع الذي يبث دعوته فيه ، ويعد هذا عاملاً ساهم في نجاحه ، فمعرفة معتقدات الشعوب ، واستخدامها في الولوج بينهم هو بداية النجاح لاي فكرة أو مشروع ، وقد استخدم ابن تومرت اللسان العربي والأمازيغي فضلاً عما تمتع به من فصاحة وهو جواز مروره بين العامة بشقيها العربي والأمازيغي .
استخدمت الميثولوجيا في مواجهة طغيان السلسطة السياسية كما يتضح من كرامات المتصوفة ، التي نشطت بالمغرب وكان لها باع طويل في التمرد علي السلطة والوقوف في مواجهتها لنصرة المظلومين ، أو استخدام تلك الحركة نفسها في الجهاد ضد حركة الإسترداد المسيحي والحرب في الأندلس بعدما تخاذلت دول العالم الاسلامي في الدافع عن الفردوس المفقود ، إضافة لأستخدام كرامات المتصوفة في مواجه أزمات المجتمع مثل علاج الأمراض ، واسترضا ء قوي الطبيعة الأخري ، وهو ما يعتبر استدعاء من التراث مرحلة الطفول العقل البشري التي تصور نزاعاً قائماً بين قوي الخير وقوي الشر .
حفظ الادب الشعبي المتمثل في السيرة الهلالية كماً كبيراً من مظاهر التحولات الاقتصادية أو الاجتماعية التي وقعت ببلاد المغرب قبل وبعد التغريبة، كشفت الهلالية بما حملته من رموز عن جوانب ثقافية في بلاد المغرب طالما صمتت المصادر التاريخية عن البوح عنها مثل توضيح مكانة المرأة العربية المغربية ، والصراعات الداخلية كما حلل الأدب أسباب ودوافع الهجرة ، وسبب انصراف العرب عن تكوين إمارات عربية في بلاد المغرب .
تحولت النهضة العلمية التي شهدها العالم الاسلامي عامة والمغرب العربي خاصة ، لضرب من الرجم بالغيب ، اثناء فترات الإنحطاط الفكري ، والتي ظهرت في العالم الاسلامي بسبب الفشل السياسي وما اعقبه من تزاع بين فقهاء الدين ، فكانت محاربة الفقهاء للعلوم العقلية عن جهل بطبيعته تلك العلوم ، وتغليب للمصلحة الخاصة علي المصلحة العامة ، فشاعت الخرافة ، وتسربت للعلوم فتحول الفلك إلي التنجيم الذي صار محاولات لإستطلاع الغيب ، وتحولت الكمياء الي السيمياء التي ما ما لبثت أن صارت جانب من السحر ، بل أن أسرار الحروف تحول هو الآخر لنوع من السحر واقترن بالطلسم ، فكان ظهوره بهذا الشكل حرص من المتصوفة لإنقاذ العامة من الوقوع في برثان مدعي السحر ، ولا يخلوا هذا أيضاً من جانب نفعي يهدف لإحراز المكانة والسطوة علي النفوس ، والتي تمثل دافع فطري للإنسان بهدف السيطرة علي من حوله منذ بدايه وجوده ، خاصة في ظل غيب حكومة مركزية موحدة .