![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فهدى به من الضلالة وبصر به من العمى، وأرشد به من الغي، وفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده وَعَبَدَ الله حتى أتاه اليقين من ربه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا وجزاه الله عنا أفضل ما جزي نبيًّا عن أمته. أما بعــــــد فإن علم السياسة والحكم من أقدم مظاهر نشاط الإنسان، ونظمه من أ كثرها شيوعاً فقد أصبحت دراسة الدولة ونظم الحكم في الآونة الأخيرة بالغة الأهمية، حيث بدا مصطلح الدولة المدنية يتردد في كل مناسبة سياسية أو دينية، بل وعلى السنة المواطنين ممن يعي معنى الدولة المدنية وممن يجهل معناها، فنسمع من البعض أن الحل لمواجهة الفساد في الدولة والسبيل إلى الإصلاح السياسي هو قيام دولة مدنية تسود فيها مبادئ العدالة والمساواة وكفالة الحقوق والحريات العامة ويتمتع فيها الجميع بالأمن والأمان، بينما نسمع من البعض الآخر أنه ضد ما يسمى بالدولة المدنية حيث يخشى على دينه زاعماً بأن الدولة المدنية تتعارض مع الدين، وسيظل هذا الجدل محتدماً حول الدولة المدنية والدولة الدينية وطبيعة كل منهما لاسيما بعد ما اصطلح على تسميته بثورات الربيع العربي. |