Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدور الجهادي للمرأة في عصر الدولة العربية ( 1 - 132 هـ / 622 - 750م ) /
المؤلف
عبدالسيد، محمد حميدة عبدالعزيز.
هيئة الاعداد
باحث / محمد حميدة عبد العزيز عبد السيد
مشرف / رضوان محمد البارودي
مشرف / صبحي عبد المجيد إدريس
مناقش / رضوان محمد البارودي
الموضوع
الحضارة - التاريخ.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
196 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الحضرية
تاريخ الإجازة
17/10/2016
مكان الإجازة
جامعة كفر الشيخ - كلية الآداب - تاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 196

from 196

المستخلص

فلقد بدأ المسلمون جهادهم منذ العهد المكي قبل الهجرة, ولكن الجهاد في هذه المرحلة أخذ شكلاً متميزاً وهو جهاد الصبر علي إيذاء المشركين, وبذل الغالي والنفيس في سبيل نشر الإسلام, وفي الطريق أثناء الهجرة من مكة إلي المدينة نزل الوحي علي رسول الله  بصد العدوان, وبذل الجهد لنشر الدعوة الإسلامية, وحمل السلاح فى وجه من حاربها, والكفُ عمن كفَ عن المسلمين الأذى, وأوضح الأدلة على ذلك قوله تعالى: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ *وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ * فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(1).
ثم كان الأمر الصريح بدعوة غير المسلمين إلي الإسلام فمن قبل الإسلام, ودخل فيه كان له ما للمسلمين, وعليه ما عليهم, ومن أبي دفع الجزية, ويكف عنه المسلمون, وإلا فالقتال هو الخيار الأخير. وجاء هذا في المرحلة الأخيرة من مراحل تشريع الجهاد وهي مرحلة الأمر بجهاد المشركين مطلقاً وغزوهم في بلادهم, وجاءت هذه المرحلة طبقاً لما ورد في القرآن الكريم, قال تعالي:  فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (2). فمن هذه الآية بالذات أُخِذَ حكم الجهاد, واستقراره على جهاد المشركين مطلقا, وغزوهم في ديارهم حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون على الصحيح . عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية : ” أمر الله تعالى رسوله  أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام ، ونقض ما كان سمى لهم من العهد والميثاق ”, فكان الجهاد في سبيل الله .
قد يتخيل البعض أن الجهاد في العهد المدني قد قام على أكتاف الرجال وحدهم, وقد يظن ظان أن الرجال من أصحاب رسول الله أو غيرهم هم أصحاب الصولات والجولات في الفتوحات العظيمة, ونشر الإسلام, وهذا غير صحيح, فقد جاهدت المرأة عبر التاريخ, بل ومنذ اللحظة الأولى من بعثة رسول الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القرآن الكريم : سورة البقرة : الآيات من 190 – 192
(2) القرآن الكريم : سورة التوبة : الآية 5
- 5 -
, فأول نفس آمنت بالله ورسوله كانت امرأة وهي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها, وأول نفس استشهدت و نالت شرف الشهادة في سبيل الله كانت امرأة و هي سمية بنت خباط أم عمار بن ياسر, رضي الله عنهما, وقد حفظت لنا كتب التاريخ الكثير عن الدور العظيم الباهر الذي قامت به المرأة المسلمة في الهجرة, والعصر النبوي, وخلال فترة الفتوحات الإسلامية في الدولة الراشدة, وكذلك عصر دولة بني أمية, بل و عبر التاريخ الإسلامي كله, هذا إضافة إلى الدور التربوي, والذي يعد أكثر أهمية, والذي أعد الإسلام المرأة له, فقد كانت المرأة ولازالت تزرع الشجاعة و الشهامة و الرجولة و الإِباء, وتغرس القيم, وتعمق الإيمان وحب التضحية والبذل والجهاد في نفوس أبناء أمة الإسلام .