Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مرتكب الكبيرة بين أهل السنة والجماعة وبعض فرق الخوارج والمعتزلة :
المؤلف
الجندى, محمد السيد محمد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / محمد السيد محمد محمود الجندى
مشرف / عبد الفتاح أحمد فؤاد
مشرف / نورا معوض عباس.
مناقش / عبد الفتاح أحمد فؤاد
الموضوع
كبائر. العقوبات.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
213 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفه
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 213

from 213

المستخلص

أن الأعمال داخلة في الإيمان وإذا علم المسلم ذلك كان حريصاً على أن يأتي بما يمكنه من التكاليف الشرعية رغبة منه في تكميل إيمانه، وتشوّقاً إلى زيادة إيمانه ليبلغ بها منازل الصالحين يوم القيامة .
وإذا وقع المسلم في الذنب فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن ذنبه هذا معصية, أو فسق لا يزول إلا بالتوبة، وأيضاً لا يخرجه عن الإسلام، فتكون أمامه فرصة للتوبة من الذنب ومن الاستغفار منه إضافةً إلى ما يكون في نفسه, وإذا اعتقد العبد بأن الإيمان يزيد وينقص، فإنه سيحرص على عمل الطاعات، والمسارعة إليها، والإكثار منها ليزيد إيمانه ويكمل ويرفعه ذلك يوم القيامة ويجعله في المنازل العليا في الجنة والنعيم.
وسيحرص على مجانبة المعاصي التي تؤديه إلى العقاب والعذاب في الدنيا والآخرة، إضافة إلى تأخرّه عن الدرجات العليا من الجنة.
2-أنَّ منهج الخوارج ، والمعتزلة في تناول قضية مرتكب الكبيرة، وحكمه، هو منهج عقلي في المقام الأول يقوم على تغليب العقل على النقل .
ومن المعروف أنّ الحكم على ايمان شخص أو كفره، وخلوده في النار ، وعدم خلوده ، يرجع إلى رب العباد فهو أعلم بعباده، ورحيمٌ بهم ورحمته وسعت كل شيء، ولذلك يؤخذ على المعتزلة، والخوارج تحكيمهم للعقل في مسألة فوق طاقته ، لا يستطيع استيعابها، قال تعالى” (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ” الأعراف: الآية156 .
3-أنّ منهج أهل السنة في تناول القضية – مرتكب الكبيرة – هو منهج معتدل، قائم على التوفيق بين نصوص القرآن الكريم المنزل من رب العالمين بما يتناسب مع رحمة الله جلّ علاه ، والعدل الإلهي، القائم في الاساس على الرحمة .
وأهل السنة مع ذلك لم تُغفل الجانب العقلي في المسألة، بل على العكس تناولهم العقلي لقضية مرتكب الكبيرة، وحكمه، أقرب إلى العقل، والمنطق من المعتزلة ، والخوارج .
4-أنّ مرتكب الكبيرة لا نستطيع أنّ نحكم عليه بالكفر ، ولا بالخلود في النار قال تعالى” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”( ) ، النساء: الآية 48 .
5- أنّ هناك توافق كبير بين أراء الخوارج، والمعتزلة ، في مسألة العمل والإيمان، وكذلك حكم مرتكب الكبيرة غير أنّ الخوارج كانت أكثر وضوحاً من المعتزلة عندما قالو أنّ مرتكب الكبيرة مخلد في النار ، بينما المعتزلة رأت أنّ مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين، أي في حالة ليست حالة كفر ولا إيمان فيظن البعض أن المعتزلة لم تحكم على مرتكب الكبيرة بالكفر.
6- بعد التحقيق في المسألة ، واستعراض الأدلة تبين أنّ المعتزلة تقول بخلود مرتكب الكبيرة في النار ، ومن ثمّ فهو محكوم عليه بالكفر ، لأنه لا يخلد في النار إلا الكافر ففي الحقيقة ليس هناك اختلاف كبير بين الخوارج ، والمعتزلة في المسألة .
7- أنّ مرتكب الكبيرة ، وما يتعلق به من أحكام سواء دنيوية، أو اخروية، من المسائل العقدية المرتبطة بالعدل الإلهي، القائم علي السببية، وارتباط السبب بالمسبب ، والعلة بالمعلول، وهذا الارتباط دار حوله خلاف كبير بين العلماء .
وبناءً عليه فإنّ مسائل الخلاف لا يبنى عليها أحكام تتعلق بالكفر والإيمان، فمن الأولى تفويضُ ذلك إلى الملك الحق العلام .