Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحياة الاجتماعية والثقافية في المغرب الاقصى في العصر المريني (610-869هـ / 1213-1465م) /
المؤلف
الجدي، عبد الرازق محمد على.
هيئة الاعداد
باحث / عبد الرازق محمد علي الجدي
مشرف / عفيفي محمود إبراهيم،
مشرف / بشير رمضان التليسي
مناقش / عفيفي محمود إبراهيم،
الموضوع
التاريخ الاسلامي.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
299 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - تاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 329

from 329

المستخلص

يمثل التاريخ الاجتماعى والثقافي لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية وعاءً ادخاريًّا تتراكم خلاله مجموعة العلوم والمعارف والفنون والمظاهر الاجتماعية والثقافية المختلفة إلى ما يحويه من ثقافات متوازنة تتضافر فيما بينها جميعًا لتعبر عن المكون الاجتماعي والثقافي لهذا المجتمع، وتعد في الوقت ذاته تعبيرًا صادقًا عن روح الحياة الاجتماعية والثقافية لهذا العصر.
وتجب الإشارة إلى أن بلاد المغرب الأقصى قد شهدت منذ منتصف القرن السابع حتى نهاية القرن الثامن الهجرى (الثالث عشر الميلادي) أحداثًا سياسية وتطورات حضارية مهمة، ولعل هذه التطورات ترجع بجذورها إلى ما قبل ذلك عندما تفككت دولة الموحدين وانقسمت ممتلكتها إلى أربع دول في المغرب والأندلس هي: دولة بني حفص في أفريقية والأجزاء الشرقية من المغرب الأوسط، ودولة بنى زيان (بنو عبد الواد) في تلمسان والمغرب الأوسط، ودولة المرينيين في المغرب الأقصى -وهذا هو موضوع دراستنا-، ودولة بني نصر في غرناطة. ولقد عملت هذه الدول على إرساء قواعدها وتكوين شخصياتها المستقلة وذلك خلال النصف المتبقى من القرن السابع الهجري حتى إذا جاء القرن الثامن الهجري (الثالث عشر إلى الرابع عشر الميلادي) كانت هذه الدول قد تمكنت من استكمال عناصر نموها السياسي والحضاري، وقد تمثلت تلك النهضة الحضارية والفكرية فى تلك الآثار الرائعة التي شيدت، إضافة إلى هذا العدد الكبير من الأدباء والكتاب والشعراء والعلماء والفقهاء الذين برزوا في مختلف العلوم والفنون وذاعت شهرتهم حتى وصلت الشرق وصارت مدارسهم الفكرية ونظرياتهم العلمية مثالًا يحتذى به.
ومن هذا المنطلق يكمن العامل الرئيس في اختيار موضوع البحث لتوضيح الحياة الاجتماعية والثقافية في الدولة المرينية.
ومن أهم الأسباب التي دفعتني للكتابة في هذا الموضوع:
1- إلقاء الضوء على أبرز الجوانب التاريخية لدولة بني مرين والتعريف بأهم سلاطينها.
2- جمع المادة التاريخية من المصادر والمراجع وتنسيقها من الخلط والغموض.
3- دراسة الجوانب الاجتماعية والثقافية للدولة المرينية، دراسة متكاملة، وجمع ما تفرق من أخبارها.
4- عدم وجود دراسة متخصصة ترصد مظاهر الحياة الاجتماعية الثقافية في عصر بنى مرين، لمختلف الجوانب التي عرفها التاريخ الإسلامي في المغرب الأقصى؛ إذ اقتصرت الدراسات السابقة على تناول الحياة السياسية لتلك الدولة مع التطرق إلى الجوانب الحضارية بشكل عام، ومن ثَمَّ لم ينل الجانب الاجتماعى والثقافي حظًا وافرًا من الدراسة والبحث، مما استوجب دراسته دراسة شاملة.
منهج الدراسة:
ولكى تحقق الدراسة هدفها، اتبعت المنهج التاريخي الموضوعي القائم على جمع الروايات التاريخية من المصادر، ومقارنة بعضها ببعضها الآخر والوقوف على كل ما له صلة بالجوانب الاجتماعية والثقافية؛ بغية الوصول إلى النتائج العلمية الخالصة من شوائب الميل والانحياز التي تتسم بالموضوعية والمنهجية في كتابة التاريخ.
ولعل مشكلة البحث الأساسية التي تواجه الباحث تكمن في صعوبة استقصاء المادة العلمية الموزعة بين مصادر شتى ما بين حوليات تاريخية وكتب فقه ونوازل وتراجم وكتب جغرافية ورحلات وغيرها، هذا فضلًا عن بعض المراجع والمقالات الحديثة، هذه المادة المشتتة بين ثنايا المصادر والمراجع على الباحث أن يجمعها بكل دقة واتقان ما وسعه الجهد إلى ذلك، آملًا أن يكون عند حسن الظن به.
ولكى تتضح الصورة التاريخية وفقًا لقواعد المنهج العلمي الصحيح فقد جاءت هذه الدراسة في أربعة فصول سبقتها مقدمة وتمهيد احتويا على عرض لأبواب الدراسة وأهم مصادرها.
وقد جاء الفصل الأول من هذه الدراسة بعنوان ”الحياة الاجتماعية فى عهد بني مرين بالمغرب الأقصى منذ العام 610-869 هـ - 1213 – 1465م” تناولت خلاله الأوضاع السياسية في الدولة المرينية، والمجال الجغرافي للدولة، والامتداد السياسي، والمراحل التي مرت بها وتكوينها. وتناولت كذلك عناصر المجتمع المغربي وطبقاته، ومظاهر الحياة الاجتماعية لدى دولة بني مرين، وكذلك حياة السلاطين والحكام في الدولة، وأنهيت الفصل بالحديث عن دور المرأة المغربية في الحياة الاجتماعية.
أما الفصل الثانى والمتعلق بـ”الحياة الثقافية في عصر بني مرين” فقد تناولت خلاله عوامل ازدهار الحياة الثقافية التي تمثلت في دور الحكام والأمراء في إنعاش الروح الثقافية من خلال قيامهم بإنشاء المؤسسات التعليمية، وتكلفهم بالإنفاق عليها، وشملهم العلماء والفقهاء والأدباء بجزيل العطاء. كذلك تحدثت عن المراكز الثقافية وأثرها في دفع الحركة الثفافية إلى الأمام مسلطًا الأضواء على أهم هذه المراكز التي تمثلت في: فاس وتلمسان وسبته ومراكش. كما تناولت الرحلة إلى المشرق والهجرات البشرية من الأندلس إلى المغرب وإلى أي مدن كان لها دور في الإثراء الثقافي الذي شهده المغرب الأقصى خلال فترة الدراسة، تلا ذلك حديث عن التواصل الثقافي الذي كان قائمًا بين المغرب بأقطاره الثلاثة، وأثره في دفع الحركة الثقافية إلى الأمام، وتحدث عن دور العلماء في نشر العلم والمعرفة وذلك من خلال مجالسهم العلمية التي كانوا حريصين على إقامتها، فضلًا عما كان يدور بينهم من مناقشات ومحاورات ومناظرات علمية جادة وهادفة. ثم تحدثت عن جانب آخر في هذا الفصل يتعلق بمؤسسات الحياة الثقافية والعلمية، فقد شملت هذه المؤسسات الكتاتيب والزوايا والرباطات والمساجد والجوامع والمدارس وخزائن الكتب، وقد تحدثت تفصيلًا عن كل مؤسسة من هذه المؤسسات فتحدثت عن سن التحاق الطالب بها وخروجه منها، وعن النظام التعليمي المتبع بداخلها، وما يحويه من مواد تعليمية وطرق تدريسها، وكذلك الوسائل المستخدمة في الإثابة والعقاب، والعطلات التي يحصل عليها الدارس. وأنهيت الفصل بحديث عن مصادر الإنفاق على المؤسسات التعليمية التي شملت الأحباس (الأوقاف) والمنح والهبات والعطايا المقدمة من قبل الحكام والأمراء وكبار رجال الدولة وإلى أي مدى كان التعليم يعتمد في إنفاقه على تلك المصادر.
وجاء الفصل الثالث: يتناول ”العلوم والأداب في عصر بني مرين في المغرب الأقصى خلال هذه الفترة”؛ إذ تناولت الحديث عن العلوم النقلية والعقلية في المغرب الأقصى منذ منتصف القرن السابع حتى نهاية القرن الثامن الهجري (13-14م) فقد شهدت هذه الفترة ازدهارًا كبيرًا في العلوم والآداب، نبغ فيها رجال استفادوا من المخزون الثقافي الذي خلفه كل من المرابطين والموحدين، وفي هذا السياق تحدثت عن: علم التفسير والحديث والفقه وأصوله وعلوم القرآن من قراءات وفرائض وفن رسم المصحف، كذلك علوم اللسان العربي من اللغة والنحو والبيان والأدب، فقد سلطت الأضواء على وضع تلك العلوم خلال فترة الدراسة، وكذلك على موقف الحكام منها وإلى أي مدى كانوا يتخذون الاتجاه المعارض أو المؤيد لها. كما تحدثت عن أبرز من نبغ فيها من العلماء وعن مؤلفاتهم وإلى أي مدى أسهمت هذه المؤلفات في تقدم العلوم المنتمية إليها، كذلك تم إلقاء الضوء على العلماء الأندلسيين الذين رحلوا إلى المغرب وشاركوا في هذه العلوم دراسة وتأليفًا. أما بالنسبة لجانب العلوم العقلية في المغرب الأقصى من طب وعلوم عددية وهندسية وفلك وتنجيم وفلسفة ومنطق وجغرافيا وتاريخ وأدب للرحلات فلقد درست هذه العلوم وتوضيحها والحديث عن أشهر أبناء المغرب الأقصى الذين نبغوا في هذه العلوم وأبرز مؤلفاتهم وأهمية تلك المؤلفات وما الجديد الذي أتت به.