الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مدينة فاس هي الحاضرة الأم ، التي اتخذها حكام بني مرين لتكون مقر دولتهم ، خلافا لمن سبقهم من المرابطين والموحدين ، الذين اتخذوا من مدينة مراكش حاضرة لهم ، ولهذا فقد حظيت باهتمامهم في مجال البناء والتعمير ، وليس أدل على ذلك من تأسيسهم لمدينة ملكية جديدة ، في مقابلة المدينة الأم ، لتكون قاعدة الحكم والملك طوال ذلك العصر ، ألا وهي : فاس الجديد . تأتي أهمية هذه الدراسة لتوضيح مدى التفاعل بين عنصري الزمان والمكان من خلال المساجد والجوامع التي شيدوها بكل من المدينتين ، فاس القديم ، فاس الجديد ، وإلقاء مزيد من الضوء على خصائصها المعمارية والفنية ، وهل كانت هناك موروثات حافظت عليها تلك المساجد ؟ وأيضا هل اتسمت بخصائص جديدة عما سبقها ، وأخيرا ، هل تركت بصماتها في عمارة وفنون مساجد العصور التالية عليها . من ناحية أخرى ، لكون مدينة فاس حاضرة ملك بني مرين ، فقد كانت محط رحال المهاجرين الأندلسيين ، الذين خرجوا من ديارهم طوعا وكرها ، بعد تزايد حركة الاسترداد الصليبية بأرض الأندلس ، وفروا إلى بر العدوة . ليس هذا وحسب ، بل كانت كذلك محل قرار العديد من أفراد الحكم النصري بغرناطة ، وبهذا يتضح مدى ذلك الحضور القوي للعنصر الأندلسي بتلك الحاضرة ، فهل كان لذلك الحضور أثره على المناحي الحضارية بحاضرة فاس خلال ذلك العصر المريني ، والتي من أهمها الجانب المعماري وفنونه ؟ وإذا ما ثبت ذلك ، فما هو مدى نشاط أو خمول ذلك الأثر الأندلسي في ضوء المساجد قيد الدراسة ؟ |