الفهرس 
المدخل الى الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 248 |  |  |
| | | from | 248 | | |
المستخلص
يعد موضوع الابتكار من الموضوعات التي حظيت بالبحث والدراسة من قبل الباحثين في علم النفس؛ حيث بدا الاهتمام به في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات من القرن الماضي، حيث تكاتفت جهود الباحثين في الكشف عن طبيعة الابتكار، وتحديد بنيته العاملية، وخصائص الأفراد المبتكرين وسماتهم، واستراتيجيات تنمية الابتكار لدى الافراد، وقد اقتصرت تلك الجهود على الابتكار في المجال الفني والمعرفي، ولم يرتبط بالمجال الانفعالي باعتباره جانبا غير معرفيًّ يرتبط بالعمليات العقلية الدنيا، في حين يرتبط الابتكار بالعمليات العقلية العليا، بالإضافة إلى الاعتقاد السائد لدى الكثير بأن الانفعالات والمشاعر قد تؤدى إلى الوقوع في الكثير من الأخطاء؛ فالانفعالات ترتبط بالفشل أكثر من ارتباطها بالنجاح. (أبو زيد الشويقي، 2008)
فالابتكار كلمة ظلت منذ أقدم العصور لغزًا محيَّرًا للفلاسفة والعلماء والأدباء في مختلف الحضارات الإنسانية؛ فكان اللجوء إلى الغيبيات والقوى الخارقة الخفية التي توحي للأفراد المبتكرين بتلك الأعمال الخارقة، وفي العصر الحديث حاول علماء النفس تفسير الظاهرة الإبداعية في وضوء نظرياتهم العامة كنظرية التحليل النفسي ونظرية الجشطالت؛ فظهر مفهوم الإلهام والإيحاء والاستبصار، ولكن مع الاهتمام المتزايد لعلماء النفس والباحثين بمفهوم الابتكار، بدراستها وإخضاعها لمنهجية البحوث العلمية والتجريبية؛ وقد حدث تطور هائل في فهمنا لها، وأخذ المفهوم اللاهوتي للابتكار يتلاشى بصورة تدريجية، وتمكن عدد من رواد علم نفس الإبداع من تطوير أدوات لقياس الابتكار، وإعداد برامج لتدريبه وتحفيزه في المؤسسات الصناعية المتقدمة، ومؤسسات الدعاية والإعلان وغيرها من المؤسسات المالية والإدارية، ولكن لن يمر وقت طويل حتى يحدث تحول جذري في برامج المؤسسات التعليمية بهدف تنمية الابتكار لدى المتعلمين. (فتحي جروان، 2002: 11)
وتمثل الابتكارية الانفعالية (Emotional creativity) مفهومًا جديدًا في مجال علم النفس يحدد مدى ابتكارية الفرد في تعامله مع ذاته ومع الآخرين ويشكل مدخلًا جديدًا في مجال دراسة الشخصية، حيث يُظهر مدى قدرة الفرد على السيطرة على سلوكه، وضبط انفعالاته، كما تتمثل الابتكارية الانفعالية في قدرة الفرد على التعامل بنجاح مع الآخر حينما يستطيع التأثير فيه عن طريق إشعاره بمشاركته أحاسيسه وانفعالاته متقبلًا لها، منفعلًا بها مشاركًا للآخر مشاركة إيجابية تجعل من الممكن أن يؤثر في الآخر، ويتأثر بما يدور حوله. (كريمان عويضة، 2002).