الفهرس 
الاطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 280 |  |  |
| | | from | 280 | | |
المستخلص
تعتبر الجودة غاية أية مؤسسة مجتمعية - خدمية أو إنتاجية – تسعى جاهدة للبقاء في سباق التقدم، وخاصة في ظل متغيرات القرن الحادي والعشرين، وأصبح تحقيقها هدفاً يتطلب جهداً واقعياً للوصول إلى أفضل المستويات العالمية في مختلف المجالات، لذا يسعى كل مجتمع إلى تحقيقها في نظامه التعليمي. على اعتبار أن أي تقدم لأي مجتمع يتأثر بدرجة اهتمامه بجودة العملية التعليمية، وخاصة خلال الوقت الحالي وذلك لما لها من دور فعال في إحداث تغيرات في القيم والمعتقدات الثقافية لدى الأفراد العاملين بها، وكذلك في ترتيب أوضاعها الداخلية وفي علاقتها مع بيئتها الخارجية، وقد شهد الوقت الحالي الكثير من التغيرات المعرفية، والتطورات التكنولوجية الهائلة التي أثرت على كافة مؤسسات المجتمع وطالت جميع جوانبها ومنها المؤسسات التعليمية، وقد نتج عن هذه المتغيرات تغيير وظائف ومهام تلك المؤسسات وإدارتها، كما أصبح سعيها الدائم لمواكبتها تلك التطورات أمراً ضرورياً من خلال إيجاد نوعية جديدة من العاملين في المجال التعليمي وتنفيذ خطتها والتعرف على الأساليب الجديدة لإدارة العمل، والعمل على المهارات والقدرات التي تمكنهم من القيام بأعمالهم بكفاءة. ولكي تحقق الجودة معاييرها ومن ثم الحصول على الاعتماد، لابد من توفير عدة متطلبات أهمها ثقافة الجودة الشاملة داخل المؤسسة وهو ما يطلق عليه (الثقافة التنظيمية)، والتي تتمثل في مجموعة القيم والمعتقدات للعاملين في المؤسسة التعليمية عند تطبيق إدارة الجودة الشاملة، يجب الاقتناع بثقافتها، وتغيير ثقافة العاملين لتساير تلك الثقافة حتى يمكن حصاد الفائدة من تطبيقها داخل المؤسسات التعليمية، فسر نجاح إدارة الجودة الشاملة هو تغيير ثقافة العاملين بالمؤسسة التنظيمية. وبالإضافة إلى ما سبق فإن الثقافة التنظيمية تعد متطلباً مهماً في تحقيق الجودة الشاملة، لأنها تلعب دوراً مهماً وتحتل مكانة متميزة في التطوير التنظيمي الذي يعتبر أهم سمة من سمات العصر الحديث، حيث يمكن اعتبار الثقافة أحد أساليب التطوير من خلال نشر الوعي والمعرفة الخاصة بإدارة الجودة الشاملة، وذلك من خلال التركيز على مشاركة العاملين من كل المستويات. وعلى هذا فإن المعايش للمؤسسة التعليمية والمستجدات التي تمر بها يمكن أن يخرج بمجموعة من المسلمات لعل من أبرزها ما يلي: يتم تطبيق الجودة الشاملة داخل المؤسسة التعليمية من أجل تحقيق التطوير التنظيمي للمؤسسة، وذلك عن طريق تغيير ثقافة المؤسسة بالتخلي عن الثقافة القديمة والتحلي بالثقافة الجديدة المتمثلة في الثقافة للجودة، مع وجود مقاومة من قبل العاملين تتطلب أن يكون هناك من يتغلب عليها، والعمل على ترسيخ الثقافة التنظيمية للجودة بالمؤسسة. تضطلع الثقافة التنظيمية بدورها داخل المؤسسة التعليمية، حيث تعد وسيلة من وسائل التطوير التنظيمي، ومتطلب من متطلبات إدارة الجودة الشاملة داخل المؤسسة التعليمية، بما يضمن عملية توكيد الجودة داخلها. مشكلــــــة البحــــــث: لقد أصبحت الجودة ذات أهمية في تحقيق التطوير التنظيمي للمؤسسة التعليمية، والذي يحقق بدوره الحصول على الاعتماد، كما تتضح هذه الأهمية أيضاً في العلاقة بين متطلبات الجودة الشاملة والتطوير التنظيمي، لذا تحرص كل الدول على تطبيق إدارة الجودة الشاملة بالمؤسسات التعليمية في مختلف مراحلها ومنها الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت لما لها من دور فعال في تحقيق ونشر ثقافة العلم المتميز وذلك من خلال معاهدها المختلفة ووحداتها العلمية المتنوعة. وجاء البحث الحالي ليهتم بكيفية دعم التطوير التنظيمي للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وذلك عن طريق إيجاد ثقافة مؤسسية تنظيمية في ضوء متطلبات إدارة الجودة، مما يساعد في تحقيق المعايير ومن هنا يمكن صياغة مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي: ما أهم متطلبات تفعيل التطوير التنظيمي للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت؟ وتقتضي حيثيات هذا السؤال الإجابة عن الأسئلة الآتية: ما أهم الأسس النظرية للتطـويــر التنظيمي؟ ما واقع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت؟ ما أهم الاتجاهات العالمية المعاصرة في مجال التطوير التنظيمي؟ ما أهم ملامــح التصــور المقــترح لتفعيــل التطوير التنظيمي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت؟ أهـــــــداف البحـــــــث: يهدف البحث الحالي إلى تحديد متطلبات تفعيل التطوير التنظيمي للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت، وتشمل هذه المتطلبات كل من المتطلبات (الإدارية والثقافية والتشريعية والتربوية والمادية)، وغيرها وذلك من خلال: التعرف على الأسس النظرية للتطوير التنظيمي، والتعرف على واقع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت، والكشف عن واقع التطوير التنظيمي للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت، ووضع تصور مقترح لتفعيل التطوير التنظيمي للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت. أهميـــة البحـــث والمستفيدون منها: تظهر أهمية البحث الحالي فيما يلي: يتزامن البحث مع جهود دولة الكويت في تحقيق التطوير التنظيمي عن طريق: نشر ثقافة الجودة والاعتماد بالمؤسسات التعليمية، استيفاء معايير الجودة بالمؤسسات التعليمية، اعتماد المؤسسات التعليمية وتوكيد جودتها. تأتي أهمية البحث في توضيح فكرة الجودة الشاملة كمدخل من مداخل التطوير التنظيمي بالمؤسسات التعليمية وتأثير متطلبات الجودة على التطوير التنظيمي.