الفهرس 
مبحث تمهيدييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 87 |  |  |
| | | from | 87 | | |
المستخلص
لقد شهد العالم تطوراً علمياً هائلاً في كافة مجالات الحياة تقريباً، ولعل أهم هذه التطورات، وأكثرها تأثيراً في حياتنا استخدام وسائل الوفاء الإلكترونية، المتمثلة في البطاقات الإلكترونية والتحويل الإلكتروني للأموال، حيث يؤرخ لظهور هذه البطاقات في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية النصف الثاني من القرن الماضي، ويمكن القول بأن الانطلاق الفعلي للبطاقات قد بدأ على مشارف الستينيات، وقد غزت البطاقات أول ماغزت دول أوربا الغربية، سواء التي ساد فيها نظام الشيك مثل فرنسا وانجلترا، أو التي غلب فيها نظام التحويل المصرفي مثل ألمانيا، أو التي تفوقت فيها النقود الورقية على وسائل الوفاء الأخرى مثل أسبانيا وإيطاليا ومن خارج أوربا اليابان.
ولم تكن البطاقات مصرفية النشأة – خلافاً لما يعتقدُه الكثيرون – فلم تقم البنوك بخلق هذه الوسيلة الحديثة من وسائل الوفاء، وإنما قامت بهذا الدور مؤسساتٌ غير مصرفية، مثل الشركات البترولية والمحلات التجارية الكبرى، ومكاتب السياحة والرحلات والفنادق السياحية ... ، إلا أن البنوك، - إدراكاً منها لأهمية وخطورة هذه الوسيلة الحديثة من وسائل الوفاء – قد تدخلت بثقلها المالي وخبرتها المصرفية منظمة لأقدم البطاقات المصرفية وأكثرها انتشارًا مثل (فيزا وماستركارد والبطاقات الزرقاء.
ذلك لأن البنوك هي من أهم المؤسسات في عصرنا الحاضر، لما لها من أهمية في تسيير دفة الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعاتنا المعاصرة، فهي تستقبل الأموال، وتحفظها، وتنميها، وتستثمرها، وتحول من يحتاج إليها، وتبث الأمن والطمأنينة لدى من يتعامل معها من منظماتٍ وأفراد. ومن هنا كان لزامًا عليها مواكبة هذه التطورات وإعادة النظر في الدور التقليدي الذي كانت تقوم به في تعاملاتها، منطلقة إلى تقديم خدماتها على نحوٍ يتلاءم مع النمو المتزايد لوسائل الاتصال الحديثة، ومعتمدة على آلياتٍ جديدة في هذا الصدد.