الفهرس 
فهرس الموضوعاتيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 228 |  |  |
| | | from | 228 | | |
المستخلص
اختلفت مسميات العصر الراهن إلا أن الاتفاق العام يدور حول أنه عصر التحولات الكبرى بفعل ثورة المعلوماتية التي احدثتها التطورات المتتالية في وسائل الإعلام وآليات الاتصال ، فإذا كانت العولمة قد دفعت بالعالم إلى وجود كتلة واحدة وتلاشت الحواجز على الصعيدين السياسي والاقتصادي فقد أدت الاستحداثات التكنولوجية الخاصة بوسائل الاعلام والاتصال إلي بلورة معلومات محدثة تتجلى في الادراكات والمشاعر والمقيم تكشف عن نفسها من خلال انماط التفاعل فأشكال العلاقات الاجتماعية، كما فدعت بالفئات الاجتماعية إلي ضرورة البحث عن آليات للتكيف مع التغيرات السريعة الجارية، إلي جانب ما أدت إليه من مهام بحثية جديدة بغرض التقييم والتوجيه من قبل المتخصصين في العلوم الانسانية عامة والباحثين في مجال الاعلام خاصة.وبالانتقال إلي الواقع الليبي باعتباره مجتمع الدراسة المستهدف يمكن القول أن التغيرات الاجتماعية التي مرت بها الفئات الاجتماعية الليبية عامة والشباب خاصة فعلا الخمس سنوات الاخيرة تفوق في حدتها وبلورة الانعكاسات الناجمة عنها (الايجابية والسلبية) مجموع ما مرت به الفئات الاجتماعية الليبية خلال خمسة قرون سابقة عن هذا التاريخ (2011م) فمع نشأة وتطور الصحافة الالكترونية في ليبيا تبدلت العديد من اتجاهات الشباب الليبي نحو الذات ونحو القبلية ونحو المجتمع في صورته البنائية بل ونحو العالم المعاصر بتكتلاته واهدافه من ليبيا، وطرحت العديد من القضايا الاجتماعية التي عمدت الانظمة السياسية والأجهزة الاعلامية اغفالها بل وإنكارها وفق تعبئة جماهيرية هادفة إلي تزييف الوعي، كما أبرزت الصحافة الالكترونية في ليبيا هموم الشباب وقضاياهم ومشكلاتهم وطموحاتهم المشروعة؛ فمع تعدد وانتشار الصحافة الالكترونية تزايد الاعتماد عليها بصورة مطلقة من جانب الشباب الليبي بعد العطش الاخباري (إن صح التعبير) الذي احدته الاعلام التقليدي والهادف إلي تهميش دور الشباب تحت شعارات انفعالية، ومع تنوع الاتجاهات الايديولوجية للصحف الالكترونية في ليبيا تزايدت معدلات الحوار الصحفي حو القضايا الاجتماعية الخاصة بالشباب إلا ان الامر لا يصل إلي البلبلة الفكرية حول هذه القضايا في إطار الاتفاق النسبي حول اسبابها ومظاهرها، فالاختلاف هنا اقصر على أسباب المعالجة الصحفية ذات العلاقة بطرح حلول سريعة وناجحة لعدد من المشكلات الاجتماعية والقضايا الشبابية القائمة.في ضوء هذا التصور هدفت هذه الدراسة لمناقشة وتحليل دور الصحافة الالكترونية في معالجة القضايا الاجتماعية لدى الشباب الجامعي في ليبيا بالاستناد على دراسة ميدانية مقارنة بين جامعتي طرابلس والزيتونة.