الفهرس 
القسم الاول: التعريف بابن الحاجبيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 474 |  |  |
| | | from | 474 | | |
المستخلص
لقد كان المذهب المالكى واحدً ا من المذاهب الإسلامية التى أثرت التراث الإسلامى وانتشرت فى
كثير من البلدان والأحيان، وأنجب علماء كثي رين جابوا العالم شرقًا وغربًا بمؤلفاتهم فى الفقه والأصول، ساهموا
بدور كبير فى إثراء هذا المذهب وانتشاره.
ولقد كان أبو عم رو عثمان بن الحاجب أحد هؤلاء العلماء الذين تربوا على المذهب المالكى وشغفوا
به ح بًا، وكان محبًا للعلم وأهله ناشرًا له.
وكان من أذكياء عصره متقنًا لمذهب مالك، حافظًا له متعمقًا فيه، ألف مختصره فى الفقه ثم مختصره
فى الأصول.
ولقد جاء كتابه الفقهى بعد انقراض دولة العبيديين وذهاب فقه أهل الشيعة، وظهر فقهاء السنة
الشافعية فى مصر فى منتصف القرن السابع الهج رى، فكاد المذهب المالكى ينقرض فى مصر، فكان على ابن
الحاجب أن يقوم بدوره في حماية هذا المذهب والمساهمة في نشره.
فألف كتابه الفقهى الذى سماه (جامع الأمهات) حيث استقاه من ستين مصنفً ا، وجمع فيه ست اً وستين
ألف مسألة فى الفقه، وق رأ هذا الكتاب فى مصر ثم انتقل إلى المغرب، فانتشر هناك انتشارًا كبي را، ثم عكف
عليه الطلاب يدرسونه ويشرحونه.
لقد أصبح ابن الحاجب بهذا الكتاب ذا مكانة كبيرة، وله أثر عظيم، حتى صار مرجعًا فى الفقه
المالكى، فلقب ب (إمام عصره) وتولى الفت وى واعتُمد عليه فى علوم الشريعة، حتى أضحى قوله الفصل فى كافة
المسائل الفقهية.
و يُعد خليل بن إسحاق الجندى المص رى، واحدًا من أهم وأشهر شُ رَّاح كتاب ابن الحاجب الفقهى،
والذى سماه: التوضيح شرح مختصر ابن الحاجب الفرعى.
بل يعد الشرح الوحيد الكامل والمتاح الآن أمام الدارسين لفهم مختصر ابن الحاجب وتحليله.
ولما كان ابن الحاجب بهذا الحجم، وله دور فى إثراء المذهب المالكى، وخليل بهذه القدرة الرائعة
على إفهام كلام ابن الحاجب وشرحه، ارتأيت أنه من الأهمية بمكان أن أقوم بعمل دراسة فقهية تتعلق بابن
الحاجب، من خلال مختصره الفقهى، وشرح خليل عليه، تحت عنوان (فقه ابن الحاجب دراسة فقهية مقارنة)