![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعالج هذا البحث موضوع ”روابط التركيب في الشعر الحرّ”، وآليات ترابط التركيب، والعلاقة بين بنية التركيب والدلالة، بواسطة الكشف عن أشكال صور الربط، وأبعادها الدلالية، ومجموعة التفاعلات التي تنتجها الروابط في التركيب، والمعاني المستفادة من هذه الروابط، وهي دراسة يتمُّ فيها رصدُ الظواهرِ التركيبيَّةِ المختلفةِ التي يشكّلها الرابط، والدور الذي يقوم به في تماسك البناء اللغوي، وتآلف الكلام. وتكمنُ أهمية الدراسة في اتّصالها بدور علم النحو في الكشف عن العلاقات بين الكلمات في التراكيب المختلفة، وموقع كل كلمة، ووظيفة كل كلمة في ضوء السياق الذي ترد فيه، ويعدّ الرابط ظاهرة تركيبية تبيّن حجم العلاقة المتينة بين الكلمات والجمل، ويجعلها كالبنيان المرصوص يشدّ بعضها بعضا، وقد نشأ عن الرابط اتّساع في الأساليب اللغوية. وتنطلق الدراسة من الجملة النواة الأولى في تكوين النص، فالجملة هي اللبنة الأولى للنص، بما تحمله من وظائف نحوية، ولا بدَّ لهذه الوظائف النحوية من علاقات تربط بعضها بعضاً، والتعليق هو الأمر الذي بنى عليه الجرجاني نظرية النظم، ومن هنا تتّضح أهميّة الدراسة، فالروابط تقوم بإنشاء هذه العلاقات الدلالية بين أجزاء التركيب. والرابط وسيلة لتماسك التركيب، ويكشف للباحث البنية الحقيقية وما وراءها من أسرار دلالية، وأسرار العلاقات النحوية، نظراً لما يقوم به الرابط من انسجام بين عناصر التركيب، كما تبرزُ أهمية الموضوع من خلال دور نظام الربط في فهم المعنى وانتظام المفردات والجمل، فالربط عنصرٌ مهمٌّ من عناصر النظام النحوي. وأقصد بروابط التركيب كلّ كلمة أسهمت في تآلف الكلام، وتلاحمه، كالضمائر، وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة، وحروف العطف، وأدوات الشرط، والفاء الواقعة في جواب الشرط، والحذف، والتكرار، وغيرها الكثير ممّا استعانت به العربية في نسج أبنيتها وتراكيبها. ومباحث الربط في العربية متنوّعة ومتشعّبة ومتعدّدة، ولهذا السبب يظهرُ التباين والاختلاف في صياغة التراكيب بين شاعر وشاعر أو ناثر وناثر؛ لأنَّ كلَّ تركيب له خصائص تركيبية يقوم فيها الرابط بدور دلالي معين. وبناءً على ما تقدّم فإنَّ ظاهرة الربط من الظواهر التركيبية التي تؤكّد العلاقة القوية بين المفردات والجمل في ضوء السياق والنظام النحوي، ”كما أنَّ الروابط تسهم في تحديد رتبة بعض المركبات”. |