Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النظريات المفسرة لطبيعة العلاقة بين العقل والجسد /
المؤلف
عبدالرازق، حنان منصور.
هيئة الاعداد
باحث / حنان منصور عبدالرازق
مشرف / عادل عبدالسميع عوض
مناقش / هاله محجوب خضر
مناقش / عبدالعال عبدالرحمن عبدالعال ابراهيم
الموضوع
الديكارتية - فلسفة. الفلسفة الفرنسية - ق17. الفلسفة الحديثة.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
207 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/4/2017
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 207

from 207

المستخلص

تصور ديكارت لطريقة ارتباط العقل والجسم في سياق نظريته إليهما كجوهرين متمايزين أساسا : أحد الجوهرين جوهر مفكر غير ممتد ، والأخر جوهر ممتد غير مفكر، والجوهران قادران علي الوجود مستقلين كل منهما عن الأخر، ويري ديكارت الجسم كشيء شبيه بالآلة ،وجاء استعمال كلمة آلة صراحة في نقاط عدة في كتاب ”التأملات” ، والجسم شيء يتشابه أساسا هو وأشياء أخري في العالم ، فوجوده وطبيعته قد تم إثباتهما طبقا لنفس الأسس ، وفي نفس الوقت الذي تم فيه إثبات تلك الأشياء الأخرى من العالم. كان ديكارت قد نبه إلي أننا لا يجب أن ننظر إلي علاقة العقل بالجسد كما لو كان قبطانا داخل سفينته ، ولكن أن نفكر فيه ككائن مقيم في جميع أنحاء الجسد، من هنا كان الإحساس بالألم متى أصبت في أي جزء من جسمي ، إلا أن هذا المفهوم لا يعني سوي أن الجوهر العقلي ممتد مكانيا ، وهو تماما ما يتعارض مع مفهوم ديكارت للجوهر العقلي .اتجهت أبحاث ديكارت في نهاية حياته إلي الاهتمام بالإنسان ، والإنسان الواقعي بصفة خاصة ، والإنسان الواقعي لا يمكن أن يكون مجرد عقل ، إنه نفس متحدة اتحادا طبيعيا بالجسم أو البدن ، فالنفس عند ديكارت متحدة بالبدن علي نحو أكثر واقعية من الوحدة التي تربط الربان بسفينته وذلك لأن مكان النفس بالنسبة إلي البدن ليس قائما فقط في قيادة البدن وتوجيهه بل هي متحدة به اتحادا لا انفصام له ، ولا شك أن هذا الاتجاه يتعارض مع الأحوال الأولي التي ذهب فيها ديكارت إلي الثنائية بين الجسم والنفس وبين المادة والفكر ، لكن هذه الثنائية إذا كانت جائزة في ميدان التصورات فإنها لابد أن تتلاشي في ميدان المعايشة الواقعية للوجود الإنساني فالاتحاد بين النفس والجسد تشهد بالتجربة الإنسانية في كل لحظة من لحظات الحياة .يتميز الجسد إذن بأنه شيئا ممتدا ، أي أن له أبعادا في المادة ، ومن ثم يقبل القسمة إلي أجزاء ، وتحكمه قوانين علم الطبيعة ، وهي قوانين ثابتة آلية حتمية ضرورية ، فالمادة عند ”ديكارت” امتداد متحرك ، والمقصود ”بالامتداد” ما تتصف به المادة من صفات كالشكل والحجم، والقابلية للانقسام ، فيقول ”ديكارت” في تعريفه للجسد : ”ما يمكن أن يحد بشكل، وما يمكن أن يحتويه مكان ويشغل حيزا، بحيث يقصي عنه أي جسم أخر وما يمكن أن يحس، إما باللمس أو بالسمع أو بالذوق أو بالشم ، وما يمكن أن يحرك علي أنحاء شتي وليست حركته في الحقيقة بذاته بل بشيء خارج عنه يمسه فيترك أثره فيه.أما الحياة العقلية في الإنسان فليست ممتدة في المكان ولا تقبل الملاحظات والتجارب ، فلا يمكنك رؤية فكرة في عقل شخص أخر ولا رصد ذكري ، كما يمكنك أن تكتشف بالحواس حالة انفعالية أو حالة شك يكابدها إنسان. توجد علاقة علية بين النفس والجسم من جهتين ، فالحالات النفسية والعمليات العقلية تؤدي إلي إحداث تغيرات معينة في الجسم ، كما أن بعض التغيرات الفسيولوجية في الجسم تكون علة لأحداث بحالاتنا النفسية وعملياتنا العقلية خذ أمثلة علي تأثير النفس في الجسم : يؤدي الإحساس بالجوع إلي تقلصات المعدة كالبحث عن الطعام ، إن انفعال الخوف والغضب يصحبه مزيد من إفراز العرق وارتعاش عضلات وأطراف ونشاط مفاجئ في خلايا المخ ، والتفكير قد يصحبه سرعة نبض القلب ، وإرادة فعل ما يصحبه توتر عضلي معين واستعداد لتنفيذ ذلك الفعل. يري ديكارت أن الإنسان قادر علي الوعي بوجوده وبحالاته النفسية ويمكنه وصفها في وضوح وتمييز ، فيري أنه حين يحدث لي إحساس بالألم ، فإني أعطي له اسما مثلا ثم أطلق نفس هذا الاسم علي الإحساسات المشابهة حين أعانيها في المستقبل، وبالمثل في سائر الحالات النفسية والعمليات العقلية ، وتتسم هذه الحالات بالخصوصية المطلقة حيث لا يعي بها إلا صاحبها ولا يشاركه فيها سواه، كما أنها تتسم بالصدق واليقين بحيث إنها لا تقبل الشك. عندما يقول ديكارت إن ماهية العقل هي الوعي فإنه يعني أننا الكائنات التي هي نحن ، لأننا كائنات واعية ، وأننا دائما في حالة واعية أو أخري ، وأن وجودنا ، كما هو نحن ، ينعدم فنفقد حالة الوعي ، علي سبيل المثال ، الآن عقلي يركز انتباهه بصورة واعية علي كتابة الفصل الأول من هذا الكتاب ، ولكن علي الرغم التغيرات التي تحدث لي عندما أتوقف عن الكتابة ، مثلا ، الشروع في العشاء ، فإنني سأستمر في حالة وعي ما أو أخري ، ومن ناحية أخري ، عندما يقول ديكارت إن الجسد هو امتداد فإنه يعني للأجساد أبعادا مكانية : الطاولة التي هي أمامي ، وكوكب الأرض ، والسيارة الموجودة في موقف السيارات كلها ممتدة أو منبسطة في المكان. لقد لجأ كثير من الفلاسفة منذ عصر ديكارت إلي مذهب التأثير المتبادل ، ولا يزال له أنصاره ، فهي النظرية التي يقول بها الحس المشترك ، ويبدو لنا بالتأكيد أن نفوسنا تستقبل مثيرات من أجسامنا ، وهي بدورها أجسامنا تشرع في حركات جسمية ، ويسبب مذهب التأثير المتبادل صعوبات خطيرة للفيلسوف ، فكيف يمكن للنفس التي لاهي مادة ، ولا حركة ، أن تتأثر أو تنشئ ، أو تحدد اتجاه الحركات التي تستمر داخل الجسم؟ إنها لا تفقد حركة ما ، لأنها ضئيلة في الكمية ، وفي كل وقت تستقبل فيه النفس إحساسا أو تخبر انفعالا ، ولا تكون مجبرة علي بذل الجهد ، لكي تضع في الحركة جزيئات مادية في المخ وتكون حركات جسيميه محدثة. كانت مهمة ”رايل” في ”مفهوم العقل” أو يصحح المنطق الخاص عن طريق استخدامنا الصحيح للمفاهيم العقلية ، فكان أول ما نادي به تحديد الجغرافيا المنطقية للمفاهيم وتحديد المفاهيم العقلية المختلفة بدقة وضرورة وانضباط ، فنحدد وضعها الجغرافي في عالم التصورات بمعني وضع حدود تطبيقها في الواقع ، ولذلك سمي هذا المنطق بمنطق مفاهيم السلوك العقلي ، فيقول : ”إن العديد من الناس يمكنهم التحدث عن أحاسيسهم الشخصية ، يعلمون كيف يتعاملون مع المفاهيم بالممارسة ، ولكنهم لا يستطيعون ذلك إلا في المجالات المألوفة ، وهم أيضا لا يستطيعون أن يقرروا ويحددوا التنظيمات المنطقية التي تحكم استخدام هذه المفاهيم ، فحال هؤلاء الناس هو حال جماعة من الناس يعرفون الطريق إلي إبراشيتهم ، ولكن لا يعرفون كيف يرسمون خريطة توضح هذا الطريق أو حتى خريطة توضح المنطقة أو القارة التي تقع فيها الإبراشية” ما يقصده ”رايل” بالشبح هو العقل ، أما الآلة فهي الجسد ، حيث يبين أن ”ديكارت” ومن تبعه قد اعتقدوا أن الإنسان مؤلف من كيانين منفصلين هما العقل والجسد أو الشبح والآلة حتى حوصر هؤلاء الفلاسفة بالعديد من الأسئلة أهمها : كيف يمكن لشبح أن يظهر للعيان في العالم الخارجي من خلال آلة ؟ لذلك يعتقد رايل أنه إذا كان جسد الإنسان آلة تخضع لقوانين الميكانيكا والكيمياء ووظائف الأعضاء ، فليس بداخل هذه الآلة شيء اسمه العقل ، فالإنسان ليس شبحا أو آلة بل هو إنسان يتصرف من خلال سلوكه لقد بدأ ”رايل” بالشك في بعض المعتقدات العامة المشتركة بين الناس والمعايير التي أعطاها الناس حجما يفوق حجمها الطبيعي ، ومنزلة تفوق منزلتها العادية ، حيث أدرك ”رايل” أنه لا يفل الحديد إلا الحديد ، فعكف علي إقناع الناس بالتوقف برهة للتأمل، وإعادة النظر في تلك المعتقدات والمتفق عليها ، والتوقف مرة ثانية لانتقاد المعايير السائدة ، فربما توصلنا من خلال التأمل إلي معتقدات عامة أفضل ولربما سادت معايير ، ومعتقدات جديدة جديرة بالمكانة التي يضعها الناس فيها. كانت السلوكية المنطقية مبدئيا حركة في الفلسفة ، وكانت أشد تطرفا في إدعاءاتها من السلوكية المنهجية ، لقد قال السلوكيون المنهجيون إنه لا مكان للثنائية الديكارتية في البحث العلمي ، ولكن السلوكيين المنطقيين قالوا إن ديكارت كان مخطئا منطقيا ، القضية عن حالة عقلية لشخص ما ، كالقضية التي تقول إن شخصا ما يعتقد أن المطر سيهطل أو إنه يشعر بألم في مرفقه ، تعنى تماما ، أو يمكن ترجمتها إلي مجموعة من القضايا عن السلوك الفعلي أو الممكن لذلك الشخص ، وليس من الضروري ترجمتها إلي قضايا عن سلوك يجري حاليا ، لأنه يمكن للشخص أن يشعر بالألم أو يمتلك معتقدا لم يعبر عنه بسلوكه في ذلك الوقت وذلك المكان ، وهكذا ، تجب ترجمة القضية إلي مجموعة من القضايا الفرضية عن سلوكه أو عما قد يفعله أو يقوله الشخص في هذه أو تلك الظروف . نظر ”رايل” إلي أن العقل ليس شيئا قائما في الجسد ، له كيانه المستقل وطبيعته المتميزة ، وإنما نظر إليه علي أنه مجموعة من الاستعدادات للسلوك ، إذا توفرت في ظروف معينة ، لكن حين لا يتوفر السلوك ، يظل صحيحا أن لدينا تلك الاستعدادات ، ليس الذكاء مثلا سوي استعداد معين لسرعة التكيف في المواقف المفاجئة أو حدة الذهن، وتجنب الأخطاء ، أو قد لا يبدو ذكاء الذكي في كل لحظة ، لكنه حين يواجه موقفا فجائيا ، أو يقوم بعمل ذهني صعب ، فإنه أكثر استجابة ونجاحا من غيره ، حين نقول إن انفعال الغضب أو الخوف يعد استعدادا للسلوك ، لا نعني دائما سلوك الصياح وخروج الفرد عن خطورة أو الهرب ، في كل الأوقات التي يحياها الغاضب ، أو الخائف ، وإنما تبدو هذه النماذج من السلوك إذا آثاره شخص ما أو ظهر منه ما يعتبره إهانة له ، إذن فأداء الفعل الذكي أداء واحد وأداؤه بفاعلية ومهارة يتم في مواجهة أية صعوبات أو عقوبات غير متوقعة .يري سيرل أن العقل البشري عبارة عن جهاز حيوي مثل أي جهاز أخر في المنظومة البيولوجية وخصائصه الأساسية مثلها مثل خصائص الدماغ ، حيث تختلف بشكل كبير عن باقي خصائص الأجهزة الحيوية الأخرى ، وذلك لأنه يمتلك القدرة علي الاحتفاظ بكثير من نواحي حياتنا الإدراكية المتنوعة، ولا يعني، هنا بكلمة الوعي أو الإدراك هذا المفهوم السلبي الذاتي للفكر الديكارتي التقليدي ، لكنه يعني كل صور الحياة الواعية بداية من الحواس الخمسة وكيفية الإحساس بالجوع والشبع وقيادة السيارات وكتابة المذكرات وكافة العمليات العقلية الخاصة سواء أكان منها المفاهيمية مثل التعليم واتخاذ القرار أو الحسية كالإبصار مثلا ، الأكثر من هذا أن كافة الملامح الأساسية التي يتعلمها الفلاسفة في فلسفة العقل تعتمد علي مدري إدراكهم للوعي مثل الذاتية والقصدية والمنطقية والإرادة الحرة إن وجدت ، والسببية المنطقية ، وأكثر تلك الأمور إثارة للجدل هو الوعي الذاتي. ويؤكد سيرل أنه منذ ديكارت أخذت مشكلة العقل والجسد هذا الشكل : كيف يمكننا أن ننشئ علاقة بين شيئين يبدو أنهما مختلفان تماما من حيث المظهر، فمن ناحية هناك أشياء عقلية مثل أفكارنا ومشاعرنا ، ونحن نفكر فيها بموضوعية ووعي ولا مادية ، ومن ناحية أخري هناك أشياء فيزيائية نفكر فيها بوصفها كتلا ملموسة لها وجود من حولنا وتتفاعل بدورها مع باقي الأشياء المادية.كما أن هناك مشكلة الشكية في العالم الخارجي وتحليل الإدراك ، ويري سيرل أن الشك في وجود العقول الأخرى ، وهو الصادر من الثنائية الديكارتية يعد هو حالة من نوع أعم من الشك : الشك بوجود العالم الخارجي ، وقد ذكر سيرل أيضا مشكلة حرية الإرادة بوصفها إحدى مشكلات فلسفة العقل ، فيري أن ثمة بعض الأشياء عندما أفعلها أشعر أنني أمتلك حرية إرادتي ، لكن السؤال هنا : هل أمتلك حرية إرادة فعلا أم مجرد وهم ؟ كما يعتقد أن هذه المشكلة امتداد لمشكلة العقل والجسد وإن كانت ليست هي المشكلة نفسها .كما يقدم سيرل مشكلة الذات والهوية الشخصية والتي يقول عنها : إن هذه هي المشكلة التي رأي أتباع ديكارت أنه قدم عنها إجابة نهائية ، ورغم أن ديكارت نفسه لم يخاطب المشكلة مباشرة ، كما يطرح ديكارت مشكلتين أخريين هما مشكلة الحيوانات اللاإنسانية ومشكلة النوم ، فهل تمتلك الحيوانات عقول ؟ يذكر سيرل أن حل ديكارت لهذه المشكلة كان قاسيا ، فقد رأي أن الحيوانات لا تمتلك عقولا. لذلك جاء البحث بعنوان : النظريات المفسرة لطبيعة العلاقة بين العقل والجسد ، ونظراً لكثرة النظريات وكثر ممثليها آثرنا الإشارة إلى نماذج من النظريات المفسرة لطبيعة هذه العلاقة ممثلة فى ثلاثة نظريات : نظرية الثنائية عند ديكارت ثم نقد رايل لهذه النظرية رافضاً إياها مقدماً نظرية مخالفة وهى النظرية السلوكية، أما النظرية الثالثة فهى النظرية المادية عند سيرل. وفى هذا البحث شغلنا سؤال أساسى، ما هى النظريات المفسرة لعلاقة العقل بالجسد ؟ بالإضافة إلى تساؤلات فرعية وردت فى البحث وللتحقق من هذه التساؤلات كان من اللازم استخدام المنهج التحليلى النقدى المقارن الذى يعد ملائماً لهذه الدراسة. وتم تقسيم البحث إلى ثلاثة فصول ومقدمة وخاتمة، وثبت بأهم المراجع العربية والأجنبية، وجاءت الفصول على النحو الآتى : الفصل الأول : ثنائية العقل والجسد عند ديكارت. الفصل الثانى : موقف جلبرت رايل من ثنائية ديكارت. الفصل الثالث : العقل والوعى عند سيرل.