الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فمنذ أن عرفت الفلسفة اليونانية طريقها إلى الحضارة الاسلامية من خلال حركة الترجمة، باشرت هذه الفلسفة تأثيراً واسعاً في المفكرين المسلمين على اختلاف علومهم؛ ففضلاً عن تأثيرها في الفلاسفة المسلمين ذو الاتجاه المشائي فإن تلك الفلسفة قد ظهرت لها اثار عند المتكلمين المسلمين من قبل، وعند أصحاب الاتجاه الأخلاقي، نجد أن هناك آثار فلسفية ظهرت في تراث متفلسفة الصوفية. وتأتي المعتزلة التي هي موضوع الدراسة في طليعة الفرق الكلامية الإسلامية الذين اعتمدوا علي تصورات فلسفية في شتى المباحث المعرفية التي تناولوها؛ من إلهيات، وطبيعيات ، ومباحث النفس ، وفي الجانب الأخلاقي كذلك. ويرجع إلي أنه كان للمعتزلة اتصال واسع بالفلسفة اليونانية التي عاصروا انتقالها إلى اللغة العربية من خلال اطلاعهم علي نتاج حركة الترجمة في عهد الخليفة ” العباسي” المأمون، ومن سبقه. وقد ظهر الاثر الفلسفي عند المعتزلة في طريقة إثبات وجود الله تعالى ، مثل دليلي الحركة والعلة الغائية ، وهما الدليلان اللذان وردا في فلسفة أرسطو، كما كانت هناك تصورات عرفها بحث المعتزلة في الطبيعيات كان وجودها لديهم يعود إلى مؤثر فلسفي ؛ وذلك مثل أفكار النّظّام حول مفهوم” الطفرة ” ، و ” الكُمون ”، و ” المُداخلة”، وغير ذلك . |