Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
” فاعلية إستراتيجية دورة التعلم فوق المعرفية في تدريس العلوم على تنمية بعض مهارات التفكير المستقبلي و عادات العقل لدى تلاميذ الحلقة الثانية من التعليم الأساسي” /
المؤلف
عبد الحميد, وسام إسماعيل صبري.
هيئة الاعداد
باحث / وسام إسماعيل صبري عبد الحميد
مشرف / آمـــال ربيـــع كامل محمد
مشرف / نها محمد صوفي محمد ا
مشرف / منى عبد الهادى حسين
الموضوع
التعليم - طرق التدريس. التعليم الأساسى.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
601 ص. ;
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
20/8/2017
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية التربية - المناهج وطرق التدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

يتميز العصر الحالي بالتطور العلمي السريع، الذي يحتم على الأفراد امتلاك مقومات الحياة العلمية والعملية، من خلال التفكير العلمي السليم الذي يسهم في تنمية طاقات الإبداع، بعيداً عن الحفظ والتلقين، وبرمجة العقول، وقادر على الخروج من ثقافة تلقي المعلومة إلى ثقافة بنائها، ومعالجتها، وتحويلها إلى معرفة تتمثل في اكتشاف علاقات وظواهر تمكنه من الانتقال من مرحلة المعرفة إلى مرحلة ما وراء المعرفة ” التفكير في التفكير”، لذا فقد زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة بتطوير القدرات العقلية للأفراد، وتنمية التفكير لإعداد مواطن قادر على الابتكار والتجديد والتنبؤ بالمستقبل المجهول الذي يمكن أن يواجه العالم.
يعتبر الاهتمام بالمستقبل والإعداد له هدفًا استراتيجيًا للتربية الحديثة، إذ لابد من إعداد الفرد لحياة المواطنة والتكيف مع التغير وتنمية مهارات التفكير المستقبلي
(التوقع، التصور المستقبلي، التنبؤ، وحل المشكلات المستقبلية) والتعلم الذاتي والمستمر مدي الحياة، ولا شك في أن هذا التغير الجذري في توجيهات التربية في القرن الحادي والعشرين يجعل من الضروري أن نضع تصورات وخطط تعد للمستقبل ولكي نفعل ذلك فإن أمامنا خيارين إما أن يهزمنا المستقبل بما يجلبه لنا أياً كان وإما أن نساهم بأنفسنا في تشكيل هذا المستقبل.
ويعني التفكير المستقبلي تحرر طرائق تفكيرنا لنتخيل بإطار أوسع أكثر مما اعتدنا عليه وهناك عدد من مهارات التفكير المستقبلي التي يمكن تدريب التلاميذ عليها بواقعية وإبداع في نفس الوقت كمهارة (التوقع، التصور المستقبلي، التنبؤ، حل المشكلات المستقبلية) ويندرج تحت كل مهارة من هذه المهارات عدد من المهارات الفرعية، كما أن هناك عدد من الطرائق والمنهجيات لتنمية التفكير المستقبلي والتي تساهم بشكل كبير في تفهمنا بشكل كبير للمخاطر والفرص التي
ستأتي في المستقبل.
ويرتبط التفكير المستقبلي بالعديد من المهارات العقلية التي يؤديها التلميذ والمهارات النفس حركية التي يتطلب أداؤها جميعاً توظيف العقل، ويشترط حدوث الأداء الماهر لتلك المهارات؛ ونظراً لأهمية التفكير المستقبلي فقد أعلنت لجنة السياسات التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٦١ م أن الهدف الذي يتقدم كل الأهداف التعليمية هو: تنمية القدرة علي التفكير المستقبلي و التغلب علي المشكلات المستقبلية.
ويعد تنمية التفكير بأنواعه المختلفة من أهم أهداف تدريس العلوم التي ينبغي تنميتها لدى الفرد، وذلك على اعتبار أن التفكير منظومة معرفية متفاعلة وقابلة للملاحظة والتجريب والتنمية، ولكي يتحقق ذلك لابد أن يركز تدريس العلوم على مساعدة التلاميذ لاكتساب الأسلوب العلمي في التفكير أو الطريقة العلمية في البحث، والتركيز على طرق العلم وعملياته.
وانطلاقًا من أهمية مادة العلوم في تنمية مهارات مختلفة من التفكير منها مهارات التفكير المستقبلي فقد أوليت أهمية خاصة فيما يتعلق بمناهجها وطرق تدريسها كما أن أهداف تدريس العلوم في مراحل التعليم المختلفة لا تخلو من التأكيد علي أهمية تنمية قدرة التلاميذ علي التفكير، ومن ثم فعلي معلم العلوم أن يهتم بالأساليب التي تشجع التلميذ علي التفكير السليم وتهيئه لاكتساب المعرفة من خلال حواسه وعقله معًا.
ولكي يصبح معلم العلوم قادرًا علي تحقيق تلك الأهداف بفاعلية فإنه بحاجة إلي نظرية تعليمية تساعده في فهم خصائص المرحلة العمرية لتلاميذه، ومعرفة الإستراتيجية المناسبة في تنمية قدراتهم العقلية حيث تبقي النظرية التعليمية التي يتبناها المعلم لها الدور الحاسم في تدريس العلوم وتحقيق أهدافه.
وتعتبر النظرية البنائية إحدى النظريات الحديثة التي لها أثر كبير في فهم كيفية التعلم والتحول من التركيز علي العوامل الخارجية التي تؤثر في التعلم إلي العوامل الداخلية مثل المعرفة السابقة، القدرة علي معالجة المعلومات، دافعية التلميذ وأنماط تفكيره المختلفة.
وانطلاقًا من أسس النظرية البنائية والمدخل البنائي فهناك العديد من النماذج ”Models” التي تم اقتراحها لتوظيف المدخل البنائي في تدريس العلوم، والتي تؤكد بصفة عامة على الدور النشط للتلميذ أثناء التعلم، كما تؤكد على المشاركة الفكرية الفعلية في الأنشطة بحيث يحدث التعلم ذو المعنى القائم على الفهم، ومن أهم هذه النماذج: نموذج دورة التعلم، نموذج الياءات الخمس، نموذج الياءات السبع، نموذج التعلم المتمركز حول المشكلة، نموذج التدريس بخريطة الشكل (V)،
خرائط المفاهيم ... الخ.
ويعتبر نموذج دورة التعلم تطبيقا تربويا مباشرا وترجمة لبعض أفكار النظرية البنائية ونظرية ”بياجيه” في النمو المعرفي حيث تتكون عمليا من ثلاث مراحل هي : استكشاف المفهوم، تقديم المفهوم، تطبيق المفهوم، ومع تطور إستراتيجيات تدريس العلوم وأهدافها طرأت بعض التغيرات علي عدد مراحلها ومسميات تلك المراحل حيث عّدلت لتتضمن مراحل أربعة هي:الاستكشاف، والتفسير، والتوسيع، والتقويم ثم تطورت بفضل ”Bybee” إلى نموذج الياءات الخمس لتتضمن خمس مراحل هي: الإثارة، والاستكشاف، والتفسير، والتوسع، والتقويم، ثم وسعها خبراء التربية لتصبح الياءات السبع لتتضمن سبع مراحل هي: الإثارة، والاستكشاف، والتفسير، والتوسع، والتمديد، والتبادل، والتقويم.
وعلي الرغم من كل محاولات التطوير السابقة إلا إنها لم تهتم بتضمين عنصر ما وراء المعرفة داخل دورة التعلم والذي يعمل علي فهم التلميذ لطريقة تفكيره.
وعملية ما وراء المعرفة مركزها القشرة المخية ولذلك فالإنسان الكائن الوحيد القادر علي التخطيط والوعي بالخطوات والاستراتيجيات التي يتخذها لحل المشكلات والقدرة علي تقييم كفاءة تفكيره، ولقد حظي موضوع ” التفكير في التفكير ”Meta-cognitive” باهتمام ملحوظ في السنوات القليلة الماضية باعتباره طريقة جديدة في تدريس التفكير، فالمفكر الجيد لابد أن يستخدم استراتيجيات ما وراء المعرفة، وهذا يتطلب منا كمعلمين أن نساعد التلاميذ علي أن يتعلموا كيف يفكرون في تفكيرهم، وفي تفكير الاخرين أيضا حتي يتحسن تعليمهم.