![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بنى الأقباط كنائسهم بمحاذاة المعابد الكبرى أو بداخلها. وقد عثر على نموذج في الموقع البطلميّ ببلدة دندرة، لكنيسة صغيرة ذات هيكل ثلاثيّ تماثل الكنيستين الكبيرتين الموجودتين بالديرين الأبيض والأحمر بمدينة سوهاج. وقد بنيت الكنيسة على الطراز البازيليكّي وبها ممرات جانبية وردهة أمامية من جهة الغرب، وترجع هذه الكنيسة إلى بداءة القرن السادس الميلاديّ. وعلى غرار كنيسة مدينة هابو، توضح كنيسة بلدة دندرة أن المسيحيّين كانوا يتمتعون بحرية دخول الأراضي المختصة بالمعابد الوثنية وبناء الكنائس داخلها ووسطها من دون الحاجة إلى إزالة المعابد الفرعونية الهائلة. واستطاع الأقباط بناء الكنائس داخل أماكن العبادة الوثنية، المطالبة بحق ملكيتها. و شهد القرن السابع الميلاديّ تحولاً مهمًا في الشكل الداخليّ للكنائس القبطيّة. فعلى الرغم من الاحتفاظ بالطراز البازيليكّي، أدى استحداث الخورس في معمار الكنيسة إلى مزيد من الفصل الفعلى بين الشعب ورجال الدين. والخورس في معظم الأحيان عبارة عن حائط يحجب الهيكل عن النظر وبه مدخل واحد. وقد اسحدثت فتحات في الحائط؛ لعمل مدخلين آخرين يفضيان إلى الحجرات الجانبية التي تعد جزءًا من الهيكل الثلاثيّ. وقد عثر على أحد أوائل نماذج الخورس، المبنى داخل كنيسة حديثة، في الكنيسة الرهبانية الكبيرة الموجودة بدير الأنبا أرميا بمنطقة سقارة. وشاع استخدام الخورس في أديرة وادي النطرون مثل: البراموس، والأنبا بيشوى، والسريان، والأنبا مقار. وتضم كنيسة العذراء بدير السريان خورسًا كاملاً له مدخل واحد يقفل بأبواب خشبية. ولا يزال تصميم الكنيسة المبنية على الطراز البازيليكّي مستخدمًا، وبه مدخل من جهة الشمال وردهة أمامية بأقصى الغرب. والحوائط بها حنيات على الجدران الداخلية تعلوها رسومات جدارية كما هو الحال في كنائس قبطية أخرى. وكان استخدام الخورس شائعًا طوال العصور الوسطى وحتى العصر المملوكى حيث إذ بَطَلَ العمل به. ولقد تطور معمار الكنيسة في مصر من الطراز البازيليكّي الرومانيّ إلى تصميم قبطيّ خالص استعان بعناصر المعمارة من مثل: الخورس؛ ليعكس احتىاجات الطوائف المسيحيّة وطقوسها؛ ومن ثم يبرز الأسلوب الذي زينت به هذه التصميمات، من أشكال لقديسين وشخصيات من الكتاب المقدس، أن هذه المساحات كانت دائمًا مقدسة، بغض النظر عن عدد الشرف والمقصورات الموجودة بالكنيسة. فإننا لا نعرف الكثير عن المهندسين المعماريين المسئولين عن هذه التصميمات الكبرى، ولكن ربما كان دافعهم إلى هذا العمل هو إيمانهم بأن الله يرشدهم. ويعكس تطور معمار الكنيسة ثراء تاريخ المسيحيّة في مصر بما في ذلك أهمية المجتمعات الرهبانية. |