Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تجليات السياق الثقافي في المعالجات المعاصرة لمسرحية ”أنتيجوني” :
المؤلف
حبيب، إسراء محمد فهيم.
هيئة الاعداد
باحث / إسراء محمد فهيم حبيب
مشرف / مصطفى رياض محمود رياض
مشرف / إيمان عز الدين إسماعيل
الموضوع
مسرحية أنتيجوني- نقد.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
123 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - الدراما والنقد المسرحي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 123

from 123

المستخلص

تناقش هذه الدراسة أثر الخصوصية الثقافية والسياسية والتاريخية على معالجات من جنوب أفريقيا ونيجيريا وغانا لمسرحية ”أنتيجوني” لسوفوكليس، وقد أنتجت جميعاً في سياقات أفريقية مغايرة عن الأصل المعتمد، وذلك في النصف الثاني من القرن العشرين أثناء حقبة الكولونيالية وما بعد التحرر الوطني في بلدان خضعت للاحتلال البريطاني أو الاستيطان في القارة الأفريقية، وترصد هذه الدراسة الاستراتيجيات الأدائية واللغوية التي تهتم بالتاريخ واللغة والتجسيدات التقليدية بوصفهم آليات للصراع والتفاوض تجاه الهيمنة الثقافية للنص المعتمد، كما تقدم الدراسة إعادة قراءة تفكيكية لفضح أشكال الهيمنة والقوة داخل الخطاب المعتمد بوصفه خطابًا استعماريًا، وخلخلة كل ما يندرج ضمن فكرة المركزية التي روجت إليها الكولونيالية الأوروبية.
وقد اشتملت هذه الدراسة على أربعة فصول، بالإضافة إلى الملخص والمستخلص والمقدمة المنهجية والخاتمة التي توصلت فيها الباحثة إلى مجموعة من النتائج، ويتناول الفصل الأول إعادة صياغة الكلاسيكيات في عوالم الكولونيالية الجديدة، حيث استعرض ممارسة إعادة الكتابة لنص ”أنتيجوني” لسوفوكليس بوصفه نصًا غربيًا معتمدًا، كما أحاول استكشاف العناصر الكولونيالية في هذا النص بوصفه إرثًا للحضارة الغربية وأفكارها المركزية، ثم أستعرض خصوصية السياقات الأفريقية المغايرة التي عُرضت فيها نسخ أنتيجوني الحديثة في جنوب أفريقيا وغانا ونيجيريا.
والفصل الثاني يشتمل على تحليل ودراسة لمسرحية ”اختيار أودالي” Odale’s Choice للكاتب الأفروكاريبي كامو براثويتKamau Braithwaite ، والذي عرض خصوصية السياق في أفريقيا بشكل عام، لكنه لم يهتم بتوطين النص المعتمد في غانا تحديدًا لينقل لنا الاضطراب السياسي والتاريخي والاقتصادي الذي تعانيه دولة حديثة التحرر مثلما وطنت ”أنتيجوني” في سياقات بعينها في المعالجات الأخرى في هذه الدراسة وعلقت عن القضايا المعاصرة الملحة بها، كذلك ولم تقدم معالجته الصراع الثقافي ضد هيمنة النص الأصلي وتسيده سوى باعتماده الضئيل على بعض استراتيجيات المقاومة مثل لغة البيدجن المحلية للجنود، والإرشادات المسرحية الضئيلة التي تُلمح عن التجسيدات التقليدية للرقص والكرنفال وطقوس الحداد، واكتفى الكاتب بتصدير التيمة التعليمية المباشرة حول الاختيار وتحديد المصير، وقد يعود ذلك إلى قدم هذه المعالجة فهي من أولى المعالجات التي قدمت خطابًا نقيضًا لنص ”أنتيجوني” المعتمد في أفريقيا منذ بداية الستينات.
أما الفصل الثالث عن مسرحية ”الجزيرة” The Island لأثول فوجارد Athol Fugard وجون كاني John Kani ووينستون نتشونا Winston Nitshona، وأتتبع فيه أثر السياسات القمعية للمؤسسة العنصرية الحاكمة للأقلية البيضاء، وممارساتها اللاإنسانية على السكان الأصليين من السود في جنوب أفريقيا, وآليات العقاب الصارمة داخل المعتقلات السياسية الشهيرة آنذاك والتي استهدفت قتل الروح المعنوية والبدنية للأسرى السياسيين، وقد وُضعت قوانين الفصل العنصري بهدف حماية نقاء العرق الأبيض, إلا أنها استهدفت تحديد حركة السود في البلاد, واستمرار الهيمنة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لهذه الأقلية العنصرية, وقد توسعت هذه القوانين لتشمل المرافق العامة كافة في الدولة، وأصبح من خلالها السود مكبلين وأسرى داخل وطنهم الأم مقموعين عرقيًا وجنسيًا وقضائيًا ومكانيًا وفقًا لقوانين رسمية تحكمهم، وقد وُطنت أنتيجوني بقوة لتعكس هذا السياق القمعي الذي تم تمثيله في زنزانة بمعتقل جزيرة روبن لينقل الوضع الراهن للسود حبيسي هذه القوانين الوضعية، ثم أحاول تتبع ورصد استراتيجيات المقاومة الثقافية التي يقدمها صناع العمل للصراع والكفاح ضد هذه العنصرية المتفشية ضد السود في ظل قوانين الفصل العنصري, كما أجيب عن الإشكالية الرئيسة وهي كيف أستطاعت هذه المعالجة المعاصرة أن تقدم عناصر تشكل خطابًا نقيضًا لنص ”أنتيجوني” المعتمد.
وأقدم في الفصل الرابع والأخير تحليلًا وافيًا لآليات المقاومة الكولونيالية وما بعد الكولونيالية في نص ”تيجوني: أنتيجوني أفريقية” Tegonni: An African Antigone لفيمي أوشوفيسان Femi Osofisan، الذي قدم توطينًا لنص سوفوكليس المعتمد في نيجيريا في زمن حكم الفاشية العسكرية في تسعينيات القرن الماضي، من خلال استلهام التاريخ الإمبريالي في فجر الاستعمار البريطاني بالقرن التاسع عشر، وكذلك من خلال استلهام النص الأسطوري لينقل لنا معاناة دولة تعيش في أوج العنصرية المحلية المعاصرة في نيجيريا، محاولاً تأكيد سطوة الكولونيالية المحلية التي لا تقل قسوة عن سطوة الكولونيالية الفعلية بمعناها الإمبريالي الماضي.
الخاتمة، وفيها استعرض ما توصلت إليه من نتائج لهذه الدراسة، التي تثبت العلاقة الوثيقة والمباشرة التي تجمع المعالجات الأفريقية المعاصرة لمسرحية ”أنتيجوني” بخصوصية السياق الثقافي والسياسي والتاريخي للقارة الأفريقية بشكل عام ولبعض السياقات الأفريقية بعينها بشكل خاص، وهو ما يفسر تأثر الكتاب بالإرث الثقافي الغربي للكلاسيكيات الإغريقية المعتمدة في حقب ما بعد استعمارية في أفريقيا ليكشفوا في معالجاتهم عن ما بها من تناقضات وإدعاءات زائفة تروج للديمقراطية وحقوق الإنسان والمهمشين والأقليات على عكس ما يتجذر في ثنايا هذه المعتمدات من أفكار عن المركزية الأوروبية, وسمو الجنس الأبيض والثقافة الإمبريالية, والتحيز الجندري والأثني, وإعادة خلق التراتبيات الزائفة, كما وحاول الكتاب ربط هذا النص المعتمد ”أنتيجوني” بالتاريخ المعاصر من أجل الكشف عن استراتيجيات الهيمنة السياسية والقمعية التي تعيد نفسها منذ العصور السحيقة للإمبريالية حتى عصور الإمبريالية الثقافية المتجددة التي نعيش داخلها بفعل الأنظمة المحلية الاستبدادية واستمرار تدخل الهيمنة الغربية في شؤون الدول التي نالت تحررها بالفعل أو التي ما زالت تقع في حدود الكولونيالية الأقليمية، كما تفسر هذه النصوص محاولة هدم قدسية النص الإمبريالي، والاشتباك مع السيادة الثقافية واللغوية له، بإدخال الأشكال الأدائية المحلية والتجسيدات التقليدية كالرقص والكرنفال والطقوس والروي والإرتجال واللغة كافة، بوصفها استراتيجيات وآليات للكفاح والصراع ضد تسيد الثقافة الغربية المعتمدة واستحواذها.