![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من أهم القواعد التي لعبت دورا مهما في الحفاظ على الأسرة هي قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فهي من القواعد الفقهية التي اعتني بها الفقهاء قديما وحديثا في جميع أبواب الفقه وخاصة في قضايا الأسرة ، مما يؤكد على أهمية هذه القاعدة ومكانتها بين القواعد الفقهية، كيف لا والقاعدة تعد من قواعد الفقه الإسلامي المندرجة تحت القاعدة الأم المتفق عليها: لا ضرر ولا ضرار والتي تكشف من خلال تطبيقاتها وما يندرج تحتها من فروع كثيرة عن مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية وهو: منع الفعل الضار في جميع صوره قبل وقوعه احترازًا، ومعالجة أثره بعد وقوعه إزالةً ورفعًا. فعلى الحكمين أو الزوجين عند النظر في أي أمر يتعلق بالأسرة عليهم النظر إلى كم المفاسد متى ما كانت أكبر من المصالح فيجب عليهم دفعها قدر الإمكان، ولا ينظر في تحقيق المصلحة لكونها مغمورة في المفسدة، وذلك خلافا فيما لو كانت المصلحة أعظم من المفسدة فالقول الراجح هو الإتيان بتلك المصلحة لكون المفسدة مغمورة في تلك المصلحة، ورغم أنه من الصعب أن تتساوي المفاسد مع المصالح إلا أن الشرع ترك المجال للمجتهدين في إبطال العمل في هذه الحالة أو تقديم أحدهما بناء على المرجحات التى تظهر للمجتهد فعلى المجتهد أن يضع نصب عينيه عند اجتهاده أن أحكام الشرع مبنية على مصلحة المكلفين سواء كان ذلك في الأمر أو النهي في الدنيا أو في الآخرة, فالله تعالى لا يأمر إلا بما فيه مصلحة المكلف, ولا ينهي عن شئ إلا فيه ضرر على المكلف وهذا المعنى هو الذي من أجله بعث الله الرسل. |