الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تناول البحث دراسة عن نشأة المكتبات في مصر البطلمية وهي الفترة التي يطلق عليها الهيلينستية , واهتمام الملك بطلميوس الاول بالنهضة الفكرية والثقافية والأدبية والعلمية , ونجد توافد العلماء علي الإسكندرية نتيجة لإنشاء الموسيون بناء علي فكرة ديمتريوس الفالليري , ونتيجة لذلك الاهتمام بالعلم والعلماء في مدينة الإسكندرية نشأت مكتبة الإسكندرية الكبرى, وكذلك عمل الملك سوتير الأول علي دمج الديانة في مملكته فأوجد دين جديد للمعبود سيرابيس يتبعه كل من المصريين والإغريق وهو إله مركب من الإله الإغريقي زيوس والإله المصري أوزير والعجل أبيس وبالتالي استطاع أن يدمج الحضارة المصرية القديمة بالحضارة الإغريقية , وأنشأ للمعبود سيرابيس معبد السيرابيوم والذي احتوي علي مكتبة أخرى هي مكتبة الإسكندرية الصغرى والتي تعرف باسم مكتبة السيرابيوم , ويعتقد أن السبب الرئيسي لإنشاء تلك المكتبة هو زيادة حركة نسخ الكتب والمؤلفات في المكتبة الرئيسية .كما نجد أنه نتيجة لاهتمام الملوك البطالمة بالحركة الثقافية والأدبية والعلمية في مصر زادت حركة كتابة الكتب ونسخها وشراءها و تجارتها في أنحاء المملكة البطلمية داخل الحدود المصرية وكذلك في أنحاء العالم الهيلينستي , وزادت حركة صناعة ورق البردي الذي يعد المادة الأساسية في كتابة الكتب والمؤلفات في ذلك الوقت , ونتيجة لذلك أصبحت مدينة الإسكندرية المركز الرئيسي لتجارة البردي في العالم الهيلينستي . وظهر في تلك الفترة ملوك مملكة برجامون والذين حالوا منافسة مكتبة الإسكندرية وانشاء مكتبة برجامة وبالتالي قام البطالمة بمنع تصدير ورق البردي لهم للحفاظ علي مكانتهم العلمية البارزة وبالتالي ظهر لنا الرق والذي ساعد في حفظ النصوص لفترة زمنية طويلة .وكان لمكتبة الإسكندرية دور حضاري عظيم الشأن في تلك الفترة الزمنية , ونجد أن الدور الحضاري لمكتبة الإسكندرية والموسيون كان عامل جذب للعديد من العلماء للحضور والإقامة في مدينة الإسكندرية مما جعل الإسكندرية عاصمة للعلوم والآداب والفنون في العالم الهيلينستي . وبالتالي نجد أن الإسكندرية أصبحت صاحبة العصر الذهبي لازدهار الدراسات الأدبية في العالم القديم حيث خرج منها العديد من الآداب أمثال كاليماخوس , كما تميزت بالمؤرخين أمثال أراتوسيثينيس القوريني , وفلكيين عظماء أمثال أرخميدس , ورياضيين أمثال إقليدس , وأطباء وعلي رأسهم أبقراط أبو الطب .كما لم تقتصر النهضة الحضارية والعلمية علي مدينة الإسكندرية فقط بل نجد أن الملوك البطالمة اهتموا بأن تكون تلك النهضة الفكرية شاملة جميع أنحاء البلاد فاهتموا بإنشاء مكتبات في المعابد البطلمية وجعلها دور لتلقي العلم والثقافة بجانب دورها الديني , كما نجد نتيجة النهضة الفكرية ظهور مكتبات خاصة عند طبقات من الشعب وخاصة طبقة العلماء السكندريين. |