الفهرس 
التمهيد
الفصل الأول: روافد ال واقعية السحرية في أعمال خيرييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 186 |  |  |
| | | from | 186 | | |
المستخلص
لم تكن الواقعية السحرية تقنية مجلوبة من الغرب أو أمريكا اللاتينية، وإنما كانت شكلا من أشكال التطور الإبداعي، وسعيا نحو خلق عالم قصصي قائم على الجدة والحداثة، ومواكبة لحركات التطور التي طالت كل الجوانب، لم يسلم الأدب منها، فكان لزاما أن يساير كل ما هو جديد.
بدأت تلك الملامح لأدب عربي ذي خصوصية وممايزة، مبتعدة عن الشكل الغربي المعروف، هذه الخصوصية في حركة دائمة ونشاط نحو الاشتباك مع عناصر وأشكال أخرى ترفد الأدب وتمده بعصار التجديد عبر العصب الذي تمده تلك العناصر.
جاءت هذه الدراسة لرصد إحدى الظواهر الحديثة في الأدب العربي الحديث، وهي الواقعية السحرية عند الكاتب خيري عبد الجواد أحد كتاب الثمانينات المجددين الذين حاولوا أن يشقوا طريقة ونهجا جديدين يُعرف بهم في الكاتبة الجديدة والتي تلت كتاب أدباء الستينات.
وتكونت الدراسة من تمهيد، عرض الباحث فيه سيرة مختصرة للكاتب وأهم أعماله , ثم مفهوم الواقعية السحرية وأهم روادها، والجذور العربية للواقعية السحرية .
جاء الفصل الأول بعنوان: مصادر الواقعية السحرية في أعمال خيري عبد الجواد، وهي ثلاثة مصادر أولها حكايات الجدة والحكايات الشعبية، ثم البيئة الشعبية التي نشأ فيها الكاتب، وهي منطقة بولاق الدكرور في القاهرة، ثم جاء كتاب ألف ليلة وليلة كأحد المصادر والروافد المهمة التي استقى منها الكاتب ثقافته، وتأثر بالعوالم العجائبية والسحرية في ألف ليلة وليلة.
ثم جاء الفصل الثاني بعنوان: أثْرُ الواقعية السحرية في البنية السردية، ليعرض العلاقة بين الواقعية السحرية والمكونات السردية الأخرى مثل: الشخصية الروائية، والرَّاوي, والبنية اللغوية، والزمان، والمكان، وقد حاول الباحث إبراز عوالم التأثير والتأثر بين الواقعية السحرية وتلك البنى السردية.
والفصل الثالث والأخير عرض لأثر كتاب ألف ليلة وليلة على أعمال الكاتب، وتمثل ذلك الأثر في ثلاثة جوانب، أولها ظهور الكنز الذي تجلى كثيرا في ألف ليلة وليلة، وأيضا في أعمال الكاتب، ثم بيان تأثر الكاتب بالهيكل البنائي لحكايات كتاب الف ليلة وليلة، ثم تناول الباحث حضور الجنس كثيمة أساسية في ألف ليلة وليلة وفي أعمال الكتاب الذي استطاع توظيفه لخدمة نصوصه.
أما خاتمة الدراسة فقد تناولت عرضا موجزا لما تم تناوله فيها، ثم أبرز النقاط التي توصلت إليها الدراسة وأخيرا التوصيات وثبت المصادر والمراجع ثم في النهاية فهرس المحتويات.
ونتيجة لذلك توصلت الدراسةُ إلى ما يأتي :
أولا: للواقعية السحرية جذور عربية استطاع كتاب أمريكا اللاتينية الإفادة منها وحسن استثمار تلك الطاقات الهائلة الموجودة في تلك النصوص الثرية من الناحية العجائبية والسحرية، ولكن مصطلح الواقعية السحرية وصل إلى العرب عبر كتاب أمريكا اللاتينية، وبالرجوع إلى كتب التراث اكتشف الكتاب العرب أنه يمكنهم توظيف تلك النصوص القديمة وإعادة إنتاجها.
ثانيا: اتصال الكتاب العرب بالتراث والتفاعل معه، ومحاولة إعادة تدويره وإسقاط ما حدث قديما على الأحداث الجارية خلق شكلا جديدا للأدب، منذ كتابة نجيب محفوظ لأعماله التاريخية الثلاثة الأولى، عبث الأقدار، ورادوبيس، وكفاح طيبة، جاء بعد ذلك الكاتب جمال الغيطاني وكان ذا صلة كبيرة بكتب التراث خاصة المتعلقة بالتصوف، وتجل ذلك في روايته الضخمة ”التجليات”، وأيضا في روايته ”الزيني بركات”.
ثالثًا: الكاتب خيري عبد الجواد، ظهر في الثمانينات، وحاول أن يتجاوز سابقيه في التأثر بكتب التراث، فكان اهتمامه منصبا في بدايته على الحكي الشعبي، فظهرت مجموعته القصصية الأولى ”حكايات الديب رماح” والتي اشبهت الحكايات التراثية الشعبية التي سمعها الكاتب في طفولته، واشتغل عليها وأعاد انتاجها لينتج منها قصص المجموعة الأولى.
رابعًا: وقد مرَّ الكاتب خيري عبد الجواد بعدة مراحل:
المرحلة الأولى التي تسترشد بالتراث الشفهي.
المرحلة الثانية تعول كثيرا على التراث المكتوب
المرحلة الثالثة وهي مرحلة السيرة الذاتية للكاتب نفسه، وتستدعي معها لغة عصرية شديدة الاحتفاء باليومي والمعيش، وما يدور على ألسنة الناس من ابتذالات وممارسات مغرقة في عفويتها، ووسط كل هذا تتكون ذات ترنو لأن تحظى بقدر من السمو والرفعة لمثقف يعاني قهرا اجتماعيا واقتصاديا.
هذه الدراسة بمنزلة تعبير عن رأي للباحث غير قاطع أو جازم، يمكن اعتبارها لبنة أو بذرة يستطيع الباحثون من خلالها الانطلاق ودراسة نقاط أخرى تناولها البحث في عجالة.