الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من مُتطلبات تحقيق العدالة الجنائية أن يتوفر لكل من الشهود والمُبلّغين والخُبراء الحماية الجنائية المطلوبة، وتتحقق تلك الحماية على مستويين، الأول؛ موضوعي؛ بتجريم كل اعتداء يقع عليهم بمناسبة إتمام عملهم، فضلاً عن تشديد العقوبة إذا ما وقع عليهم اعتداء بمناسبة الإدلاء بالشهادة، أو بالإبلاغ، أو بتقرير الخبرة. أمّا الثاني؛ إجرائي، ويتم ذلك بتوفير كافة السبل التي يُمكن من خلالها إخفاء هويات الأشخاص المهددين، حتى لا يلحق بهم أذى نتيجة لعلم الجناة بهم، أو بمحل إقامتهم. ولعلّ ذلك يتأتى من خلال إعمال وسائل الاتصالات التكنولوجية الحديثة، كما هو الحال باستخدام تقنية الفيديو كونفرنس، والتيلي كونفرنس. واتجهت التشريعات الحديثة، كذلك أحكام القضاء الوطنية، فضلاً عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بالاعتراف بمشروعية استخدام تلك الوسائل في المحاكمات الجنائية، كذلك الاعتراف بالقيمة القانونية للشهادة المُجهلة. بيدَ أن الحماية الجنائية للشهود والمبلغين والخبراء، ليس فقط من اهم ضلوع العدالة الجنائية، فهي أيضاً وسيلة علاجية لمكافحة جرائم الفساد التي تتغلل في مفاصل الدولة، فضلاً عن الجرائم الأخرى شديدة الخطورة لا سيما الجرائم المنظمة. |