الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ملخص الرسالة هذه الدراسةُ بعنوان ”أنماط التحول التركيبي في شعر الهذليين (دراسة نحوية دلالية) ” تتناولُ نمطينِ رئيسَيْنِ يتحولُ التركيبُ من خلالِهما من شكلٍ إلى شكلٍ آخرَ ، وهما : (الفصل بين عناصر التراكيب المتضامة) ، و(الحذفُ) ، وهما ليسا من قبيل الحصر ، وإنما ما هما إلا نمطان من أنماطٍ أخرى متعددة ، ولكنهما أكثرهم تأثيرًا ، والفصلُ بين عناصر التركيب ينتجُ عن : الاعتراض ، أو الزيادة ، أو إعادة الترتيب ، والأول والثاني يعدان من قبيل الزيادة على عناصر التركيب الرئيسة ، ويقابلهما ”الحذفُ” ؛ إذْ إنه نقصانٌ ، وتغيير شكل التركيب زيادةً ، أو نقصانًا يُحدثُ فيهِ تحولًا باديًا في الشكل ، يرافقهُ ثراءٌ دلاليُّ ، وقد يُفصلُ بين عناصر التركيب المتضامة بأكثرَ من جملة ، وقد يُفصل بينهما بجملة واحدة ، كما قد يُفصَلُ بشبه الجملة ، وكذا بالكلمة ، ولا يَخفى ما بين الإيقاع العروضي والفصل من صلةٍ وثيقةٍ ؛ إذْ إنَّ الوزنَ والقافيةَ قد يفرضانِ على الشاعرِ أن يفصلَ بين عناصر التركيب ، حتى يستقيما ، كما أنَّ للتضمين العروضي أثرًا واضحًا في التركيب ، ولاسيما عندما يُفصل بين عناصره ، فيحدث التضمين ، وهذا الفصل بجميع مظاهره لا يخلو من دلالاتٍ تتضحُ في سياقه الذي وردَ فيه ، كما أنَّهُ قد تُحذفُ الجملةُ ويُحذف الفعلُ والاسمُ وكذا الحرفُ ، وتتعددُ أنماطِ كلٍ منهم ، وتتسعُ ، ولكلٍ دلالتُهُ ، كما أنَّ للإيقاعِ العروضي أثرًا ليس خافيًا في التركيب ، فقد يفرضُ على الشاعرِ أن يحذفَ جملةً أو بعضَ جملةٍ ، كي يستقيم الوزنُ وتسلمَ القافيةُ ، كما أنَّه قد يتمُ المعنى في البيتِ قبل أن تأتي القافيةُ ، فيتحتم على الشاعرِ أن يأتي بلفظٍ ليتمم به القافية ، وهذا اللفظُ يؤدي إلى تعميق المعنى ، فيما يُسمَّى بظاهرة ”الإيغال” ومن خلالها ـ مثلًا ـ قد يتم العدولُ عن إضمار الفاعل إلى إظهارِهِ ، إذًا يمكنُ القولُ : إنَّ مظاهرَ (الزيادة) على عناصر التركيب الرئيسة ، ومظاهرَ (النقص) في تلك العناصر ، تؤثر في التركيب ، فتجعلهُ يتحول من شكلٍ إلى آخرَ ، هذا التحولُ يصحبُهُ ـ لا شكَّ ـ ثراءٌ في المعاني الدلالية. |