الفهرس 
الإطار النظري والمنهجي للدراسة
معاير الثراء الإعلامى كما يعكسها موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفايةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 311 |  |  |
| | | from | 311 | | |
المستخلص
ملخص الدراسة باللغة العربية
أولًا:مشكلة الدراسة وأهميتها
أسهم عدم أحقية الجماعات الـﺳـياﺳية فى امتلاك وسائل الاتصال التقليدى فى تفعيل استخدام هذه الجماعات للوسائل الرقمية. حيث تمثل المواقع الإليكترونية وما يدور فيه من تفاعل فضاءً ملائمًا لإنتاج خطابات تعكس هوية هذه الجماعات وتجسد قدرتها على التعبير عن نفسها، وعرض آرائها واستراتيجياتها الإعلامية،وتدعيم أيديولوجية الأنا فى ضوء خطاب الآخر،وتحقيق التقاء الرؤى بين الجماعات السياسية المختلفة، وترتب على ذلك - كما أشارت” Celine Matsuszak ” - الإحساس بوجود مجتمع فعلى بديل عن الوضع المهمش فى المجتمع الواقعى.
ولم يقف الباحثون مكتوفى الأيدى أمام كل هذه التحولات التى حظيت باهتمامهم وأثارت انتباههم، ودفعتهم للبحث عن إجابة حول التساؤلات المتعددة عن الإعلام الجديد واستخداماته، وتأثيره على حياة المستخدمين الخاصة والعامة، فتنوعت الدراسات التى حاولت البحث فى استخدامات فيسبوك عالميًا ومحليًا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وتركيا، وتايوان، وسنغافورة، والسعودية، والإمارات، وإيران، والأردن، وتونس، وفلسطين، ومصر وغيرها.
وبينما أظهرت الدراسات الأجنبية اهتمامًا واضحًا بالكشف عن العلاقة بين الإعلام الجديد والحركات الاجتماعية، نجد أن الدراسات العربية لم تمنح هذه القضية إلا اهتماما محدود. وفى ضوء ما سبق تحددت مشكلة الدراسة فى محاولة الكشف عن كيفية استخدام الحركات الاجتماعية فى مصر (حركتى ﹾكفاية، وشباب 6 أبريل) للإعلام الجديد فى صنع مجال عام افتراضى، وبناء معنى مشترك يتيح للجمهور المشاركة و التعبير عن آرائه بحرية، ومدى أسهام الإعلام الجديد فى دعم قدرة الحركات الاجتماعية على التفاعل والتواصل وإنتاج ونشر نصوص تعكس مواقف وتوجهات كل حركة تجاه ما يدور من أحداث وقضايا سياسية بما يخدم أهدافها. حيث يتحول الجمهور من مجرد متلقٍ سلبى للنص، كما هو الحال فى وسائل الاتصال التقليدية، إلى متلقٍ نشط يتفاعل مع النص ويسهم فى إعادة إنتاجه، كما يسهم فى نشر فكر الحركة من خلال مشاركة محتوى النصوص المدونة عبر صفحات ومواقع تلك الحركات الاجتماعية.
وتتمثل الأهمية المنهجية للدراسة فى محاولة توظيف مناهج وأدوات بحث كيفية تعتمد على المنهج الإثنوجرافى فى دراسة إنتاج وإبداع مستخدمى الإعلام الجديد والمواقع الإلكترونية؛ حيث كشفت الدراسات السابقة عن ندرة الدراسات التى وظفت الإثنوجرافيا الافتراضية Virtual Ethnography بوصفها منهجية تهتم بتحليل رسائل المتفاعلين وتعليقاتهم، ودراسة أنماط تفاعلهم فى سياقاتها المختلفة، وبطرق توظيف الصور والفيديوهات لدعم النصوص وجعلها أكثر تأثيرًا، وهو مايتيح للباحثين وصف ثقافة الجماعة التى تعكس هويتها وتحمل رؤيتها للعالم.
كما ترجع أهمية الدراسة إلى نقص الدراسات العربية التى اهتمت بالكشف عن العلاقة بين الحركات الاجتماعية والإعلام الجديد، رغم أن هذا الموضوع شكـﹼل مجالًا لاهتمام العديد من الدراسات الأجنبية.
وتهدف الدراسة إلى الكشف عن مدى استفادة الحركات الاجتماعية كما تمثلها حركتى كفاية وشباب 6 أبريل من الإعلام الجديد، وقدرتها على توظيف ما يتميز به الإعلام الجديد من ثراء فى دعم موقفها ونشر أفكارها و كسب أعضاء جدد.
ثانيًا: تســــــاؤلات الـــــــدراسة
فى ضوء مشكلة الدراسة وقضاياها النظرية تم صياغة التساؤلات التالية:
1. هل استطاعت الحركات الاجتماعية كما تمثلها حركتى كفاية وشباب 6 أبريل إيجاد مجال عام افتراضى يسمح للجمهور بالمشاركة والتعبير عن آرائه بحرية؟ وهل يتوافر لكل من موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية على موقع فيسبوك خصائص المجال العام التى حددها هابرماس؟
2. ما محتوى النصوص السياسية المدونة على موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية خلال فترة الدراسة؟ وما أوجه التشابه والاختلاف بينها من حيث: موضوع النص، والهدف منه، ومدى أرتباط النص بالفترة الزمنية التى أنتج فيها؟
3. كيف يتفاعل الجمهور مع النصوص المدونة على موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية؟ وما أنماط التفاعل ؟ وهل يسهم تفاعل الجمهور فى تطوير هذه النصوص أو إعادة إنتاجها ؟
4. ما الحقوق السياسية التى يوفرها الإعلام الجديد للحركات الاجتماعية كما تعكسها النصوص المدونة على كل من موقع وصفحة الحركتين، وكما تعكسها آراء أعضاء الحركتين؟
5. كيف استطاع موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية التغلب على معوقات العملية الاتصالية وإزالة الغموض حول القضايا والأحداث المطروحة خلال فترة الدراسة؟
6. هل يرى أعضاء الحركتين أن موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية كانتا وسيلة ذات فعالية فى العملية الاتصالية ؟
7. كيف استطاعت حركتى كفاية وشباب 6 أبريل الاستفادة من معايير الثراء الإعلامى فى تفعيل أدائهما عبر الموقع والصفحة؟
ثالثًا: الإطار النظرى للدراسة
واعتمدت الباحثة على مفاهيم وقضايا نظرية المجال العام، ونموذج المستخدم المنتج، ونظرية ثراء وسائل الإعلام ؛ إطارًا نظريًا للدراسة. حيث تقوم نظرية المجال العام في بنيتها الجديدة على محاولة فهم حدود الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام الجديد، مُمثلة فى مواقع التواصل الاجتماعى والمدونات والمنتديات ومجموعات النقاش فى إدارة وتوجيه النقاش السياسي والاجتماعى فى المجتمع من أجل تعزيز المُشاركة العامة، وترشيد مُدخلات صناعة القرار وصولًا إلى دعم كفاءة الفعل الديمقراطي فى المجتمعات عبر بلورة رأى عام يحظى بأولويات واتفاق جماهيرى. كما يوفر مدخل المستخدم المنتج إطارًا ملائمًا لتحديد علاقة الإعلام الجديد بالحركات الاجتماعية، ليس فقط فى إطار كونها أداة للتعبير السياسى، وإنما كوسيلة للحشد والتنظيم والتعبئة؛ حيث لم تجد الحركات الاجتماعية الفرصة للظهور بوسائل الإعلام التقليدية فاتجهت إلى الإعلام الجديد كبديل أتاح لها الفرصة فى إنتاج وتطوير المادة الإعلامية الخاصة بها.
كما توفر نظرية ثراء وسائل الإعلام معايير فعالية الإعلام الجديد وما يمتلكه من إمكانات وأدوات تقنية فى توصيل الرسالة السياسية التى تريد الحركات الاجتماعية توصيلها، وتكوين قنوات للتفاعل وأطر مرجعية مشتركة بين الجمهور تسهم فى تأسيس نمط اتصالى يؤسس قيم مشتركة.ويساعد فى بناء مجال عام افتراضى.
رابعًا: منهج الدراسة وأدوات جمع البيانات
استعانت الدراسة بمنهج وأدوات البحث الأثنوجرافى فى جمع بيانات الدراسة وتحليلها كيفيًا؛ فاعتمدت على الأثنوجرافية الإفتراضية وتحليل النص فى تحليل النصوص المدونة على موقع حركة شباب 6 إبريل وصفحة حركة كفاية على فيسبوك، وتحليل النصوص الشفاهية التى تم الحصول عليها خلال المقابلات الشخصية التى أجريت مع أعضاء الحركتين.كما اعتمدت فى جمع البيانات الميدانية على أدوات البحث الأثنوجرافى كالملاحظة والمقابلة ودليل المقابلة.
خامسًا: الإجراءات المنهجية
لاختيار عينة الدراسة التحليلية من النصوص المدونة على موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية قامت الباحثة بعمل حصر شامل لجميع النصوص المدونة على الموقع والصفحة، من عام 2011 وحتى عام 2015، وقامت بحفظ جميع النصوص المتاحة خوفًا من سرقة الصفحة أو ضياع النصوص لأسباب خاصة بالحركة أو بغيرها. وتبين من الحصر أن النصوص السياسية المدونة على صفحة حركة كفاية بلغت نسبتها(92٪) من إجمالى النصوص المدونة على الصفحة. بينما وصلت نسبة النصوص السياسية المدونة على موقع حركة شباب 6 إبريل إلى (93٪) من إجمالى النصوص المدونة على الموقع ، ثم وقع الاختيار على عينة عمدية من النصوص المدونة خلال الفترة الممتدة من عام 2012 حتى عام 2015 بواقع ستة شهور متفرقة عن كل سنة. وتم اختيار هذه الشهور بوصفها أكثر الشهور التى شهدت نشاطًا على كل من موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية فى نشر نصوص تناولت أحداثًا سياسية محورية، ودار حولها نقاش وتفاعل بصور متنوعة بداية من إبداء الإعجاب والتعليق على النصوص ومشاركة النصوص.
وتكونت عينة الدراسة الميدانية من)11( عضوًا من أعضاء الحركتين، وحرصت الباحثة أن يكونوا من القائمين على إدارة موقع حركة شباب6 أبريل وصفحة حركة كفاية. كماتمت مقابلة (2) من الخبراء بالأهرام الأستراتيجى أحدهما من مؤسسى حركة كفاية.
سابعًا: محتويات الدراسة
قسمت الدراسة إلى بابين، الباب الأول: بعنوان الإطار النظرى والمنهجى، وقد احتوى على أربعة فصول، الأول: الإطار النظرى للدراسة، والثانى: عرض لبعض الدراسات السابقة التى اهتمت بالموضوع ، والثالث: الإجراءات المنهجية للدراسة، واهتم الفصل الرابع بإلقاء الضوء على تطور استخدام الحركات الاجتماعية للإعلام الجديد عالميًا ومحليًا.أما الباب الثانى فيناقش نتائج الدراسة وقد تضمن أربعة فصول تبدأ من الفصل الخامس بعنوان مجتمع الدراسة، ثم الفصل السادس بعنوان : دور الإعلام الجديد فى بناء مجال عام للحركات الاجتماعية، والفصل السابع بعنوان: تحليل النصوص المدونة على موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية، أما الفصل الثامن فجاء بعنوان: معاير الثراء الإعلامى وتفعيل أداء الحركات الاجتماعية، وأخير مناقشة أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج وتوصيات.
ثامنًا : أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة
1. كشفت الدراسة التحليلية عن استطاعت كل من الحركتين محل الدراسة التواصل والإعلان عن نفسها من خلال الموقع والصفحة، لكن حركة كفاية تفوقت فى استغلال إمكانات مواقع التواصل الاجتماعى بالمقارنة بحركة شباب 6 أبريل،على الرغم من أن حركة شباب 6 أبريل تملك موقعًا يتيح لها إمكانات أكثر من صفحة فيسبوك، إلا أنها اهتمت باستيفاء الموقع من حيث الشكل؛ حيث يلاحظ وجود ثلاثة أقسام على موقع حركة شباب 6 إبريل غير مفعلة وهى:( طلاب 6 أبريل،المنطقة الحرة، مكتبة الصور)، وربما يرجع ذلك لامتلاك حركة 6 أبريل صفحات على مواقع أخرى تغطى عليها كل فاعليات الحركة، وإن كانت الدراسة قد كشفت أيضًا أن حركة شباب 6 أبريل رغم امتلاكها حسابات على كل مواقع التواصل الاجتماعى إلا أنها لم تستغل جميع إمكانات كل موقع كما حدث بالنسبة لحركة كفاية.
2. أوضحت نتائج الدراسة تفوق حركة كفاية فى استخدام الإعلام الجديد لتحقيق أهدافها إذا ما قورنت بحركة شباب 6 أبريل، وإدراكها لقوة وإمكانات الإعلام الجديد، وكيفية استخدامه الاستخدام الأمثل، وربما يرجع ذلك إلى أن حركة كفاية تدرجت فى استخدام الإعلام الجديد منذ ظهوره مع بداية جروبات الياهو مرورًا بالمنتديات والمدونات والمواقع الإلكترونية، وصولًا للفيسبوك .وعلى الرغم من توافر العنصر الشبابى الذى يتقن استخدام الإعلام الجديد بحركة شباب 6 أبريل إلا أنهم اهتموا بأن يكون للحركة حسابًا على جميع مواقع التواصل الاجتماعى؛ مما أدى إلى تشتت الجهد.
3. كشفت الدراسة توظيف حركة كفاية وحركة شباب 6 أبريل للموقع والصفحة فى إقامة مجال عام يتبادل الجمهور من خلاله الأفكار والصور والفيديوهات؛ ومن هذا المنطلق حققت الحركتان عبر الموقع والـصفحة الديمقراطية الافتراضية حيث إنها تدفع الجمهور حول المشاركة فى حوار عام من خلال التفاعل الجماعى Interaction Many to Many إلى جانب بنيتها اللامركزية التى تساعد الأفراد على تخطى حواجز الرقابة حيث تطور مفهوم الديمقراطية ليشمل مشاركة الأفراد فى النقاش العام حول المصالح والقضايا والأحداث، مما ساعد حركة شباب أبريل وحركة كفاية على إقامة مجتمع افتراضى عبر الموقع والصفحة وكأنه مجتمع فعلى؛حيث حل الموقع والـصفحة محل المجتمع الفعلى، وأصبح النص أو الكلمة المنتجة بواسطة الأشخاص وكأنها أشخاص حية تتفاعل مع الأعضاء بالنقاش؛ وهذا يتفق مع دراسة (Farid Shirazi,2012) حيث أشارت إلى أن الإعلام الجديد أتاح للمستخدميين مساحة من الحوار والنقاش السياسى بدون قيود مما سمح بتكون الديمقراطية الافتراضية؛ حيث يتحاور جميع المحتجين مع بعضهم بعضًا فى المجتمعات الرقمية. ويتححق ذلك أيضًا من خلال أحد خصائص الإعلام الجديد وهى الكونية Global حيث أصبحت بيئة الاتصال بيئة عالمية، تتخطى حواجز الزمان، والمكان، والرقابة.
4. أوضحت نتائج الدراسة أيضًا أن موقع حركة شباب 6 أبريل و صفحة حركة كفاية على موقع فيسبوك أدتا دورًا بارزًا فى إيجاد حالة من النقاش الذى بدا واضحًا من خلال تفاعل الجمهور مع النصوص المدونة على الموقع والصفحة بالتعليق بين مؤيد ومعارض لبعض القضايا والأحداث؛ حيث كشفت تحليل التعليقات عن قدرة الموقع والصفحة على تكوين مجال عام افتراضى أشبه ما يكون بالمجال العام الذى وصفه هابرماس، وهو المجال الذى يسمح للجمهور بالمشاركة فى تطوير النصوص إما بتوفير معلومات تؤكد المحتوى أوتنفيه، بالإضافة إلى تدواله وتوسيع نطاق نشره من خلال مشاركة المحتوى، وهذا يتفق مع قضايا مدخل المستخدم المنتج فالمستخدم هو من يقوم بإنشاء المنتج الخاص به وصنع ما يسمى ”بالثقافة التشاركية” حيث يتعاون الجمهور النشط فى تطوير المحتوى ويشارك فى إعادة إنتاجه وهذا ما يسمى (بالإبداع الشعبى). ويتفــــــــــق هــــــــــذا مع دراســـــــــــــــــــــــــة Michael Dahlberg-Grundberg,2016)) حيث أشارت إلى أن المواقع تعطى فرصة للجمهور ليشارك بحرية فى تطوير هذه المعلومات والتفاعل مع بعضهم البعض. وهذا يتحقق من خلال خاصية الانتباه والتركيزconcentrating نظرًا لأن المتلقي في مواقع التواصل الاجتماعى، يقوم بعملٍ فاعلٍ في تطوير المحتوى، والتفاعل معه، فإنه يتميز بدرجةٍ عاليةٍ من الانتباه والتركيز، بخلاف التعرﱡضِ لوَسائِلِ الإعلام التقليدية، حيث يكون المتلقي عادة سلبيًّا وسطحيًّا.
5. كشفت متابعة النصوص المدونة على موقع وصفحة الحركتين أن القضايا والأحداث السياسية تحتل مكان الصدارة مقارنة بغيرها من القضايا؛ حيث مثلت القضايا والأحداث السياسية فى موقع حركة شباب 6 أبريل (93٪( من إجمالى النـصوﺹ المدونة، وتقاربت هذه النسبة مع نـسبة القضايا السياسية المدونة على صفحة حركة كفاية؛ حيث جاءت بنـسبة (92٪)، ويتفق هذا مع ما أكدته دراسة (حمزة خليل،2012) ودراسة (جيهان حسن،2014) حيث أكدا أن الموضوعات السياسية من أهم الموضوعات التى يتم مناقشتها، وذلك لأن المواقع الالكترونية تسمح للجمهور بإبداء رأيه دون خوف، وهذا يتفق مع مفهوم العرض الانتقائى الخاص بترتيب الأولويات والغرس وتوجيه الرأى العام من خلال الأفكار والمعانى المنتقاة التى تستهدف رسم صورة ذهنية معينة للأحداث السياسية التى تتفق مع أهداف وسياسات الحركة وعلاقاتها وانتماءاتها، وهذا ما يفسر التباين بين الواقع الحقيقى والصور التى ترسمها كل حركة عبر المواقع الرسمية الخاصة بها التى تؤهل الحركتين للقيام بدور حارس البوابة لجمهور الموقع والـصفحة؛ حيث يستطيع حارس البوابة أن يقوم بنشر أو حذف أو إضافة النصوص التى تحمل فى طياتها الأفكار التى تريد الحركة توصيلها للجمهور، وأكدت دراسة (SummerHarlow,2011) على دور شبكات التواصل الاجتماعى فى وصول الحركة لأهدافها، وحشد وتعبئة أعضاء داعمين للحركة.
6. كشفت الدراسة التحليلية أن بالرغم من اهتمام الحركتين - بوصفهما حركات سياسية - بالقضايا السياسية إلا أنهما اختلفتا من حيث أولويات اهتمام كل حركة؛ مما يكشف عن اختلاف فى الأهداف التى تسعى كل حركة لتحقيقها.فجاءت أنشطة المسئولية الاجتماعية فى مقدمة اهتمام حركة شباب6 أبريل، حيث اهتمت بتغطية هذا النوع من الأنشطة بالصور والفيديوهات، وجاء فى مقدمة أنشطة المسئولية الاجتماعية مبادرات كساء الفقراء، وتوزيع شنط رمضان على الفقراء، وتوزيع هداياعلى الأطفال الأيتام؛ وزيارة مستشفى 57357، وغيرها من أنشطة الترويج للحركة، بالإضافة إلى أنشطة التكريم، كما اهتمت الحركة بالرد على حملات التشكيك التى وجهت إليها،ىوأعطت أهمية كبيرة لقرار حظر الحركة بهدف كسب تعاطف الرأى العام الداخلى والخارجى، والضغط على الجهات المسئولة للتراجع عن قرار الحظر، بينما جاء فى آخر أولوياتها أحداث وزارة الدفاع، فض اعتصام رابعة، قانون الطوارئ، خارطة طريق، أحداث الحرس الجمهورى، أحداث جامعة القاهرة، الانتخابات البرلمانية. ويتضح من ترتيب أولويات القضايا والأحداث على موقع حركة شباب6 أبريل توظيف الحركة للإعلام الجديد بوصفه وسيلة للتسويق والترويج للحركة وكسب تعاطف الرأى العام فى الداخل والخارج.أما حركة كفاية فقد وجهت اهتمامها لقضايا وأحداث تهم الشأن العام فجاء فى مقدمة اهتمامها قضايا الإرهاب الذى عانت منه مصر خلال هذه الفترة، يليها قضايا الفساد، ثم حركة تمرد وأحداث 30 يونيو التى كانت فى مقدمة اهتمام الرأى العام بعد تجربة عام فى حكم جماعة الإخوان المسلمين، بينما جاء فى آخر أولوياتها قانون الطوارئ، خارطة طريق، أحداث الحرس الجمهورى، أحداث جامعة القاهرة.
7. كشفت الملاحظة قدرة موقع حركة شباب6 أبريل وصفحة حركة كفاية على إدارة المحتوى وتوظيف كل أدوات الموقع لتحقيق قدر من المواطنة الافتراضية لبعض الحقوق السياسية مثل (حق التعبير عن الأراء والأفكار، الحق فى المعلومات والبحث السياسى ، حق الاحتجاج) فى مجتمع افتراضى بديلًا عن الحقوق الحقيقية غير المتاحة فى المجتمع الواقعى، واتساع المجال أمامهم للتعبير عن الرأى بالقدر الكافى من خلال ساحات النقاش المتاحة سواء على الموقع أو الصفحة، وهذا يتفق مع دراسة (ثريا أحمد البدوى،2010) التى أكدت قدرة الإعلام الجديد على تعزيز حقوق الأقليات فى الاتصال،حيث مثلت منتديات النقاش” وطنًا افتراضيًا” للنوبين بديلًا عن الوطن الواقعى، ومجالًا لتحدى الصمت، وتعزيز الحق فى التعبير،ودعم المواطنة الافتراضية والشعور بالانتماء.
8. كشف المقابلات توظيف موقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية لتحقيق الأمان لأعضائها؛ حيث مكنتهم من عقد الاجتماعات والاتفاق على أماكن ومواعيد المظاهرة والتنظيم لها وضمان نجاح الوقفات دون تعرض أى عضو بالحركة للمسائلة؛ حيث يتم التنظيم للتظاهر بصورة سرية ثم يعرض على الصفحة لحث الجمهور على النزول والمشاركة فى المظاهرة أو الوقفة فى نفس يوم التظاهر مما يمكن الحركة من حشد قطاع عريض للمشاركة فى المظاهرات.
9. أوضحت الدراسة التحليلية وجود تناقض فى بعض النصوص المدونة على موقع حركة شباب 6 أبريل حول موقف الحركة تجاه بعض القضايا والأحداث على امتداد فترة الدراسة؛ بينما نجد أن النصوص المدونة على صفحة حركة كفاية تشير إلى موقف ثابت لا يتغير تجاه القضايا والأحداث، فعلى الرغم من اختلاف الأحداث والقضايا على مدى الفترة الزمنية للدراسة، كانت قضايا الفساد فى مقدمة اهتمامات حركة كفاية كما كان عدد فئات النصوص التى تنشرها حركة كفاية يقل تدريجيا مع تحقيق الحركة لأهدافها.
10. كشفت الدراسة تحقق معظم معايير الثراء بصفحة حركة كفاية على موقع فيسبوك إذا ما قورنت بموقع حركة شباب 6 أبريل؛ فعلى الرغم من تفوق موقع حركة شباب 6 أبريل من حيث عدد أعضاء الموقع، وتوظيف أكثر من موقع من مواقع التواصل الاجتماعى إلا أن صفحة حركة كفاية تحقق بها أكثر من معيار من معايير الثراء الإعلامى مثل: معيار الفورية حيث سرعة رد أدمن حركة كفاية على الجمهور مما يؤدى إلى حالة من النقاش النشط الذى يساعد على إعادة إنتاج النصوص؛ بعكس موقع حركة شباب 6 أبريل التى غاب فيها دور المسئول عن الموقع تمامًا، وايضا معيار اللغة الطبيعية حيث اعتمدت حركة شباب 6 أبريل على اللغة العربية الفصحى فقط مما يجعلها محددة ومقيدة فى حين اعتمدت حركة كفاية على العربية الفصحى بالإضافة إلى اللغة التى تجمع بين العامية والفصحى، وهى اللغة التى تجذب الشباب، وأيضًا توفر معيار التسجيل الخارجى بصفحة حركة كفاية بموقع فيسبوك بشكل أكثر قوة من موقع حركة شباب 6أبريل، وذلك يرجع إلى سهولة نسخ وطبع ومشاركة النصوص من على صفحة حركة كفاية على موقع فيسبوك بعكس موقع شباب6 أبريل؛ حيث يجد المستخدم صعوبة فى نقل ومشاركة النصوص المدونة على الموقع .
11. أوضحت نتائج الدراسة التحليلية تحقق معيار الذاكرة الحاسوبية المعالجة بشكل أكثر قوة فى موقع حركة شباب6 أبريل حيث وفر موقع حركة شباب 6 أبريل روابط للنصوص المدونة سابقا و تصنيف الموضوعات من الأحداث إلى الأقدم وذلك من خلال الأرشيف المنظم على الموقع بعكس صفحة حركة كفاية على موقع فيسبوك حيث وجدت الباحثة صعوبة فى حصر النصوص بينما تميز موقع شباب 6 أبريل بالتنظيم مما يسر على الباحثة إيجاد النصوص وفقا للفترة الزمنية بكل سهولة .
12. أوضحت النتائج تحقق معيارى تعدد الرموز والتوجه المتعدد بموقع حركة شباب 6 أبريل وصفحة حركة كفاية؛ حيث وفرت الحركتان للجمهور معلومات عن الحركة وطرق التواصل معها، وأيضًا وفرت نصوصًا وصورًا و فيديوهات، فكانت حركة شباب 6 أبريل أكثر استخدامًا للصور، حيث كان كل نص يدون على الموقع يصاحبه صور؛ حتى وإن كانت الصورة لا تتناسب مع موضوع النص، فى حين كانت حركة كفاية تعتمد على النص بشكل أكبر، وأقل استخداما للصورة لكنها كانت توظف الصورة المناسبة للنص، ففى بعض الأحيان تزداد أهمية الصورة على استخدام النص وفى حالات أخرى يكون النص أهم من توظيف الصورة مثل: عرض وتغطية أحداث معينة، أو عرض معلومات حول بعض القضايا لإزالة الغموض، فيكون التعبير عنها بالجمل والكلمات المعبرة عن المعانى والتفاصيل الصغيرة أوضح بكثير من عرض لقطات لفاعليات الحدث لن تكون قادرة على إيصال المعلومة بالتفصيل وبالشكل الأمثل.