Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
السياسة الأمريكية تجاه جواتيمالا :
المؤلف
العنـاني، محمـد عبدالباسـط محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمـد عبدالباسـط محمد العنـاني
مشرف / أشـرف محمد عبد الرحمن مؤنـس
مشرف / علي إبراهيـم عبداللطيـف
مناقش / حمدنا الله مصطفى حسن
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
385ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
26/5/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 385

from 385

المستخلص

المستخلص
السياسة الأمريكية تجاه جواتيمالا (1944-1954م)
تناولت هذه الدراسة ”السياسة الأمريكية تجاه جواتيمالا” في الفترة الممتدة بين عامي (1944-1954م)، وهى الفترة التي شهدت بدايتها نجاح الثورة الجواتيمالية، وشهدت نهايتها الإطاحة بثاني حكومات جواتيمالا الثورية (حكومة أربينس). وقد عكست سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه جواتيمالا على مدار هذه الفترة، والبالغة عشر سنوات – هى عمر الثورة الجواتيمالية- مدى عمق الهيمنة الأمريكية في جواتيمالا، ودرجة ارتباطها بالمصالح الاقتصادية، والتي كانت بمثابة حجر عثرة في طريق الإصلاحات الثورية التي حاولت الحكومات الثورية الجواتيمالية تنفيذها.
مرت العلاقات فيما بين الولايات المتحدة وجواتيمالا خلال هذه الفترة بأربع مراحل متتابعة، كان لكل منها تأثيرها على السياسة الأمريكية تجاه جواتيمالا. بدأت المرحلة الأولى مع اشتعال الثورة في عام 1944م، واستمرت حتى شهر أبريل 1947م، وتميزت بوجود حالة من التقارب والتفاهم فيما بين البلدين؛ حيث رحبت الولايات المتحدة بالثورة الجواتيمالية، وبانتخاب ”خوان خوسيه أريبالو” وهو أول رئيس تم انتخابه بعد الثورة بشكل ديمقراطي. ولم ينفذ أريبالو، خلال أول عامين له في الحكم، إصلاحات ثورية راديكالية، خاصة من الناحية الاقتصادية، ولذلك ظلت السياسة الأمريكية خلال هذه المرحلة داعمة لحكومته بشكل كبير.
شهدت المرحلة الثانية، والتي بدأت بشهر مايو 1947م، وانتهت بنهاية عام 1950م، تباعدًا فيما بين البلدين، نتيجة اتجاه حكومة أريبالو إلى تنفيذ بعض الإصلاحات الثورية التي اصطدمت بالمصالح الأمريكية المتغلغلة في جواتيمالا، مثل قانون العمل الذي أصدرته في مايو 1947م، بهدف تحسين أوضاع العمالة، ولكن الشركات الأمريكية العاملة فيها، والتي كانت تتمتع بامتيازات كبيرة، وتسيطر على مفاصل الاقتصاد الجواتيمالي، اعتبرت أن بعض بنود هذا القانون تمييزية ضدها، وأنه وضع فقط لتقليص امتيازاتها. ولأن الولايات المتحدة تدخلت للدفاع عن مصالحها الاقتصادية، تحولت حالة التقارب والتفاهم فيما بين البلدين، إلى حالة تباعد وتضارب في المصالح. وقد زادت الفجوة فيما بين البلدين نتيجة رفض جواتيمالا التوقيع على معاهدة الريو 1947م، ثم دعمها للفيلق الكاريبي رغبة في الإطاحة بالحكومات الديكتاتورية في أمريكا الوسطى، ثم ظهور بعض التأثيرات الشيوعية داخلها. ونظرت الولايات المتحدة إلى هذه المواقف على أنها تعكس تحديًا من جانب حكومة أريبالو لهيمنتها في المنطقة؛ ومن ثم اتخذت سياستها موقفًا معاديًا لجواتيمالا.
بدأت المرحلة الثالثة بانتخاب جاكوبو أربينس في مارس 1951م، ليتولى الحكم بعد انتهاء فترة حكم أريبالو. وكان أربينس أكثر راديكالية من سلفه، كما كان أكثر إصرارًا على تنفيذ الإصلاحات الثورية التي نادت بها الثورة. وقد تسببت الإصلاحات التي قام بها، مثل إصداره لقانون الإصلاح الزراعي في يونيو 1952م، ومصادرته لأجزاء كبيرة من أراضي شركة الفاكهة المتحدة؛ في تطور حالة التباعد والتحدي الموجودة بين الولايات المتحدة وجواتيمالا، إلى حالة من الصدام. وازداد هذا الصدام نتيجة دعم أربينس للحزب الشيوعي.
بدأت المرحلة الرابعة بتولي أيزنهاور حكم الولايات المتحدة في يناير 1953م، في الوقت الذي تسارعت فيه تطورات الحرب الباردة. وقرر أيزنهاور خلال الشهور الأولى له في البيت الأبيض أنه لا بُدَّ من الإطاحة بحكومة أربينس، فأعطى وكالة المخابرات الأمريكية السلطة الكاملة للتنفيذ؛ ومن ثم قامت على الفور بالتخطيط لهذا الأمر، ضمن العملية السرية المعروفة باسم (PBSUCCESS)، والتي قادت بموجبها حربًا اقتصادية، وسياسية، ونفسية غير مُعلنة ضد حكومة أربينس. ونفذت بعد ذلك المرحلة الأخيرة من هذه العملية، والتي بمقتضاها قامت مجموعة من المنفيين الجواتيماليين - الذين دربتهم واشنطن ودعمتهم بالسلاح والمال- بالعدوان المسلح ضد جواتيمالا خلال النصف الثاني من شهر يونيو 1954م؛ حتى استطاعت الولايات المتحدة في النهاية الإطاحة بأربينس في السابع والعشرين من الشهر نفسه. وهكذا كانت استقالته بمثابة إعلانٍ لانتهاء التجربة الثورية الجواتيمالية، التي كان اصطدامها بالمصالح الاقتصادية الأمريكية من أهم أسباب انتهائها.
الباحث
القاهرة، أبريل 2018م