الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تلعب وسائل الإعلام دورًا فعالاً في صياغة وتكوين رأي عام لدى الجماهير من خلال تعبئة الجماعات وحشدها حول أفكار وآراء واتجاهات معينة مهما كانت متباعدة جغرافيًّا وغير متجانسة ديمغرافيًّا، كما يتضح أن تعرض الجمهور المتكرر للرسائل الإعلامية يجعلهم يدركون العالم بشكل يتفق مع تعرضهم لوسائل الإعلام، وهو ما يساعد على غرس أفكار واتجاهات وصور ذهنية معينة لديهم، ولأنَّ وسائل الإعلام لا تستطيع أن تنقل كل ما يحدث في العالم حتى باستخدامها لكل ما وفرته ثورة المعلومات والاتصال من تطورات تقنية ومعلوماتية، فهي تنتقي الأحداث التي تتوافق مع سياستها، ويتم نفي الكثير من القضايا والأحداث والشخصيات أيضًا. وتؤدي وكالات الأنباء العالمية دورًا كبيرًا في توجيه السياسة العالمية من خلال بسط نفوذها على عملية جمع وتوزيع الأخبار ومعالجة القضايا حسب مصالح مالكيها، وهو ما يجعل صناعة الأخبار تعبيرًا عن التوجهات السياسية والاقتصادية للنخب المسيطرة على السياسة والاقتصاد في دول العالم، كذلك ترجمة لعلاقات القوة على المستوى العالمي، فهذه الفئة تحدد القضايا المتدفقة عبر وسائل الإعلام من غيرها، وقد سارعت هذه النخب إلى توسيع نفوذها عبر العالم خدمةً لمصالحها السياسية والاقتصادية؛ فأنشأت قنوات موجهة تخاطب الجمهور العربي بلغته، وتعتبر هذه القنوات منبرًا لحكومتها التي تدعمها بميزانيات ضخمة مقابل التعبير عن مواقفها تجاه مختلف القضايا والأحداث العالمية، كما يكشف تعدد هذه الفضائيات صراعًا بين الدول الكبرى والإقليمية على وعي شعوب المنطقة والتحكم في استقرار الحكومات ومحاولة بسط النفوذ وأحيانًا تعميق الإحساس بالفجوة بين الدول الغنية من جهة وبين واقع الشعوب العربية من جهة أخرى. ويتضح هذا جليًّا من خلال تركيزها على القضايا التي تخص بؤر التوتر والصراعات في المنطقة العربية، بالمقابل لم تستفد الدول والمؤسسات العربية بعد من توظيف الإعلام التلفزيوني الفضائي العربي لمخاطبة الرأي العام الأجنبي؛ فأغلب القنوات تبث باللغة العربية بلهجاتها المختلفة مقابل القليل منها يبث بالإنجليزية أو الفرنسية. |