Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تنظيمات طرق الحج المغربي منذ نهاية عهد الموحدين حتى نهاية دولة بني مرين /
المؤلف
صالح، ربيعة أحمد عمران.
هيئة الاعداد
باحث / ربيعة أحمد عمران صالح
مشرف / محمد عيسى الحريرى
مناقش / سحر السيد سالم
مناقش / أحمد عبدالسلام أحمد ناصف
الموضوع
الحج. طرق الحج - المغرب.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
260 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
01/12/2018
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 300

from 300

المستخلص

تجذرت قدسية الحرمين الشريفين في وجدان مسلمي بلاد المغرب الإسلامي، فكانت أنفسهم تتوق لإداء فريضة الحج حتى غدت صفة من يؤدي هذه الفريضة ملتصقة باسمه، فخرجت الحجاج جموعا وفرادا في رحلة يمتد زمنها إلى مايزيد عن السنتين، طافوا خلالها مراكز الفكر والثقافة الإسلامية فتزودوا من مناهل العلوم المختلفة، وأرتووا روحيا بزيارة الحرمين الشريفين في الحجاز والمسجد الأقصى في القدس الذى كان خلال هذه الازمنة مرحلة اساسية من مراحل رحلة الحج. رحلة الحجاج المغاربة كانت تحظي بتنظيم دقيق من حيث إعداد القوافل و تجهيزها، وتقطع رقعة جغرافية شاسعة تتنوع فيها مظاهر التضاريس، وتتغير فيهاعناصر المناخ مع تعاقب فصول السنة عبر مسالك عرفت بطرق الحج المغربي. وعند تتبع الظروف المصاحبة لرحلة الحجاج المغاربة في الفترة بين سقوط الدولة الموحدية سنة 663هـ/ ونهاية دولة بني مرين 868هـ/ افترضنا وجود نوعا من التنسيق لتسهيل عبور الحجاج بين الدول القائمة حيذاك ببلاد المغرب الإسلامي، وهي دولة بني حفص في إفريقية، ودولة بنيزيان في المغرب الأوسط ودولة بنو مرين في المغرب الاقصى، هذا التعاون المفترض حدوثه يطال تطويرالإنشاءات القائمة على طول مسارات خطوط طرق الحج، وتنظيم العمل داخلها لتمكن من تسيير تنقل وفود الحجاج المارين عبرها. بيد إنه بعد جمع المعلومات من المصادر التاريخية المختلفة والذي أستمر لسنتين أتضح للباحثة أن رغبة أهالي بلاد المغرب الأقصى في الحج كانت محركا للعديد من الاحداث السياسية الهامة في المنطقة، ومن ناحية أخرى أرتبطت بما كان يجري من تطورات داخل الديار المصرية خلال هذه المرحلة التاريخية، وتمشيا مع المعطيات المنبثقة من عملية البحث عزمت الباحثة على تناول الدراسة في جانبين رئيسين: الأول وهو : محاولة معرفة ملامح الإنشاء العمراني بطرق الحج المغربي، وابراز نماذج المرافق التي استغلها الحجاج بالطرق. مع تحديد الجهات القائمة على صيانتها، وتحديثها.إن عرض نماذج للإنشاءات طرق الحج لازال تعترضه العديد من الصعوبات، ويرجع إلى عدم وجود مسح أثري شامل لمسارات طرق الحج من المغرب الاقصى وصولا إلى الديار المصرية، ولذامثل ما دونه الرحالة المغاربة مصدرا أوليا للوصول إلى تصور عن حالة الطرق العمرانية في هذه الفترة. والجانب الآخر المتناول في هذه الدراسة يتعلق بالتطورات السياسية والامنية وتأثيرها على حيوية طرق الحج، وهنا امتد مجال البحث من بلاد المغرب الإسلامي، إلى استعراض الاحداث المؤثرة على رحلات الحجاج المغاربة داخل الديار المصريةلتأثيرها المباشر على حركة مرور الحجاج إلى الحرمين الشريفين. ولتوضيح هذه الجوانب أرتئينا أن ندرسها على الوجه الآتي: وهو تقسيم البحث إلى تمهيد وخمسة فصول. تناول التمهيد مفهوم التنظيم، وعرضمدلول تنظيم طرق الحج في كتابة الرحلة الحجية المغربية، كما بيّن ملامح التغيرات الداخلية ببلاد المغرب الإسلامي خلال هذه المرحلة الزمنية المحددة بالدراسة، وتأثرها بمحيطها الإقليمي. أما الفصل الأول بعنوان: طرق الحج المغربي، عرض بشكل تفصيلي مسارات طرق الحج الرئيسة والمتمثلة في الطريق الساحلي، وطريق الهضاب، والطريق الصحراوي، وتتبع تفرعات الطرق الثانوية التي كان يلجأ إليها الحجاج في حال تعذر سلوك طريق الجادة. وبيّن في الفصل مواقع المحطات الكبرى، والصغرىونقاط التوقف (الاستراحات)مع عرض المقومات الطبيعية التي تتوفر بكل محطة، بهدف رصدّ ملامح التغير الذي طرأ على مسارات طرق الحج في هذه الفترة. والفصل الثاني بعنوان دور دول المغرب الإسلاميّ في تنظيم طرق الحج، تناولت فيه دواعي الاهتمام بطرق الحج المغربي، وركز الحديث على الدافعيْن الدينيّ والاقتصادي، لما لهما من تأثير على السياسة الداخلية للدول القائمة بالمنطقة خلال هذه الفترة، ثم تعرضت الدراسة إلى أبرز المتغيرات السياسية التي طرأت على البلاد الإسلامية، وتأثيرات هذه المستجدات على حيوية طرق الحج، وتناولت كذلك في هذا الفصل جانب الصراع الداخلي بين دول بلاد المغرب على امتلاك شبكة طرق المواصلات البرية، خاصة تلك التي تربطها ببلاد المشرق الإسلامي، واستكمالاً لهذه الصورة أفردنا جانباً للمراسلات السلطانية التي تمت فيما بين سلاطين بلاد المغرب والسلاطين المماليك الذين كان يرجع إليهم أمر الإشراف على الحرمين الشريفين بالحجاز.أما الفصل الثالث: فهو بعنوان الجهود التأسيسية لبناء طرق الحج المغربي، وفيه رَكز البحث عن أسس بناء طرق الحج المغربي، ووجدنا أنها اتخذت مظاهر عامة منها إحياء المحطات الكبرى، التي لعبت دوراً في حركة النقل البري بالمنطقة، وبناء استراحات حديثة ارتبطت بأسماء مؤسسيها، قدمت خدمات الاستضافة لمن يمر بها من المسافرين والحجاج، ثم حاولتُ تتبع ملامح عملية مراقبة جاهزية المحطات، والجانب الآخر الذي عرض في هذا الفصل ارتكزعلى الكشف عنجوانب من التنظيمات الإدارية المنفذة على مسارات طرق الحج، وانعكس بصورة جليّة في حاميات المحطات، و تعيين الإدلاء، ونظلم البريد، وتوفير وسائل النقل، وتنظيم خدمة الإيداع بالمخازن. والفصل الرابع تحت عنوان: إنشاءات طرق الحج المغربي، عُرِضت فيه أهم المعالم المعمارية التي أنجزت بطرق الحج، صنفت حسب نوع الخدمة المسداة عن طريقها للحجاج، وتركز نماذج الأبنية في تمهيد مسارات الطرق، ووضع علامات المرورية الإرشادية بها، كما تناول المنشآت المائية، وفي هذا الجانب تطرقنا لجانبين هما: طرق استغلال الموارد الطبيعة بطرق الحج والأساليب المتخذة للاستفادة منها، ثم قدمت صوراً للأبنية المائية من برك وأحواض، وآبار، وسدود. وتناولت الدراسة كذلك المنشآت الخدمية، المتمثلة في الزوايا، والفنادق، والمحارس الساحلية والربط، والقصور الصحراوية، إضافة إلى الأسواق والمستودعات. والفصل الخامس تطرقإلى الصعوبات التي واجهت عملية تنظيم طرق الحج، عرضنا فيه الصعوبات الأمنية التي أثرت بصورة مباشرة على طرق الحج، والتي تمثلت في تهديد قطاع الطرق على رحلات الحجاج، كما تناول الفصل جانب تأثير الظروف الطبيعية على حيوية الطرق، من تقلبات مناخية، وأحداث الجفاف ونقص المياه، وما يتبعها من مواسم غلاء الأسعار، والمجاعات، وانتشار الأمراض. ثم ختمت الدراسة بملخص لمجمل النتائج التي توصلت إليها الباحثة. يتبعه عدد من الملاحق التي توضح بعض النقاط الرئيسة في البحث، ثم قائمة بأهم المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في الدراسة. أما أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج فهي تتمحور حول الاتي أولاً- تنظيم ركاب الحاج ببلاد المغرب قد بدأ في فترات مختلفة، وهذا مبعثه الظروف السياسية والأمنية التي مرت بها كل دولة، إضافة إلى موقع الدولة من شبكة طرق الحج، ففي حين كانت ركاب الحج بإفريقية منتظمة خلال النصف الثاني من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي لم يتمكن بنو مرين في بلاد المغرب الأقصى أن يرسلوا ركب للحج باسمهم إلا في مطلع القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، ومردّ ذلك إلى انقطاع الطرق التي تربطهم ببلاد المشرق، عقب إعلان قيام دولة بني زيان بتلمسان، ودولة بني حفص بتونس. ثانياً-إيجاد ممرات آمنة لحجاج بلاد المغرب الأقصى كان من بين أبرز أسباب العمليات الحربية التي قادها سلاطين بني مرين ضد الدولتين الجارتين الحفصية، والزيانية طوال النصف الثاني من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، إلا أن نجاحهم كان محدود الأثر، ولذا لم يكن أمام بني مرين إلا التنسيق مع جيرانهم؛ لأجل تيسير تنقل حجاج بلاد المغرب الأقصى. ثالثاً- بعد تولي المماليك لحكم الديار المصرية انتظمت مواسم الحج، وأُوِلى اهتماماً متزايداً بالحجاج وظروف رحلتهم، فغدت الطرق إلى الحرمين الشريفين أكثر تنظيماً وأمناً، وتزامن ذلك مع الاستقرار النسبّي الذي بدأت تشهده الدول الناشئة في بلاد المغرب، فعرفت هذه الفترة تزايداً وانتظاماً في رحلات الحجاج المغاربة إلى الحجاز. رابعاً- اعتمد بنو حفص على طريق الحج البحري، فقد عمل السلاطين الحفصيون على نقل الحجاج عن طريق سفن إسلامية إلى الإسكندرية برغم مخاطر حركة الملاحة البحرية من غرب المتوسط إلى شرقه، بسبب العواصف وحركة الرياح الغربية العكسية بحوض المتوسط. خامساً- على الرغم من هيمنة أسطول النقل التابع للمدن الإيطالية البحري على حوض البحر المتوسط، ومساهمتها في نقل الحجاج ظل للسفن الإسلامية دورٌ ولو محدود في حركة النقل البحري والتجاري، استغلت لنقل الحجاج المسلمين عبر مينائي الإسكندرية وتونس.سادساً- خط الملاحة البحري يسير في خطيّن: أحدهما بالقرب من الشواطئ الشمالية لبلاد المغرب ويتوقف في موانئ بحرية مثل: الإسكندرية، طرابلس، جربة، سوسة، تونس، خوفا من خطر العواصف، والخط الآخر كان يمر عبر جزر البحر المتوسط. سابعاً- طرق الحج البرية معابر السلع التجارية تجاه بلاد المشرق، وكان أكثرها ارتيادا الطريق الساحليّ فهو الشريان الرئيس الذي ارتبطت بها أغلب الطرق الداخلية المنتهية عند العواصم الكبرى ببلاد المغرب مثل فاس، وتلمسان، وسجلماسة. ثامناً- لحق بمسارات الطرق نوع من التحول بفعل تغير موقع حلقات الربط ما بين الطرق، وذلك بفعل اندثار دور بعض العواصم ببلاد المغرب التي كان لها دور فاعل خلال القرون الأولى للتواجد الإسلامي ببلاد المغرب، مثل القيروان، وقلعة بني حماد، وتاهرت، ومن ثم برز دور عواصم أخرى لعبت دوراً محورياً في حركة تنقل الحجاج، وأعمقها آثرا مدينة تلمسان التي شكلت محطة هامة في حركة تنقل الحجاج ما بين المغربين الأقصى والأدنى.تاسعاً- لعب عنصر الماء بالطرق دوراً أساسياً في رسم مسارات الطرق البرية، كما كان اختيار المحطات الرئيسية في طرق الحج يعتمد على معطيات وخصوصيات تتعلق بكل محطة، من بينها: الموقع الجغرافي، والمكانة الثقافية، والدور التجاري. عاشراً- أدت حالة الصراع السياسي والعسكري ما بين دويلات بلاد المغرب خلال الفترة المدروسة إلى تغير دائم في الحدود السياسية بين الدول، مما ساهم في خروج الطرق عن سيطرتها وبقيت في يد الكيانات السياسية المحلية، وهو ما أثر على نمط وسير عملية تنظيم ومراقبة طرق الحج، فعرفت الطرق تنظيمات بإشراف الدولة المباشر سادت داخل نطاق نفوذ الدول السياسي، كما وجدت تنظيمات نفدت على يد السلطات المحلية، المسيطرة على المحطات الكبرى بالطرق. و أخيراوإنه من واجب الاعتراف بالجميل والعرفان اللذين يقتضيان منيّ ذكر ما تلقيته من التوجيه المنهجي، والعون المعرفيّ، والتشجيع المعنوي، من أستاذي الجليل الذي تفضل بالإشراف على هذا العمل، وتتبع خطوات البحث فيه الأستاذ الدكتور/ محمد عيسى الحريري الذي كان لتوجيهاته وتوصياته بالغ الأثر في إخراج البحث على هذه الصورة، سألةً الله المولي أن يمد في عمره ويمتعه بالصحة والعافية. كما يتوجب أن أدّين بالفضل لدعوات والدتي، التي انتظرت انجاز هذا العمل بفارغ الصبر، وأشكر رفيق دربي في حلىّ وترحاليّ فقد كان خير سندٍ ليّ، أسأل الله أن يجازيه عنىّ كل خير، وأشكر زهراتي الثلاث (سمر، سلمى، سلام) على تحملهن وتفهمن ظروف دراستي. كما أتوجه بالشكر العميق لكل من مد لي يد العون، وساعدني على إنجاز هذا العمل .والله ولي الأمر من قبل ومن بعد.