الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن قدرة الانسان على التفكير شانها شأن سائر القدرات موزعة بين الناس وان الفوارق بينهم من جهة التفكير كالفوارق الفردية في متغيرات النمو الاخرى تختلف باختلاف نشأة الفرد ومقدرته على التفكير وباختلاف المشاكل التي تعترضه في الحياة ، وأصبح لكل جيل أنماط تفكير خاصة به ولم تعد كمية المعلومات التي يكتسبها الطالب هي هدف العملية التربوية الأساسي وإنما كيفية اكتسابها ومعالجتها وتوظيفها في الميدان المناسب هو الهدف الأساسي. br إن أهم أهداف التربية تنشئة أفراد قادرين على التفكير والبحث وحل المشكلات والتربية الرياضية هي إحدى المجالات التربوية التي تعمل على تنمية مهارات التفكير وقدرات التعلم العقلية من خلال التطبيق العملي الصحيح للمنهج. (15: 16) br ويشير ”محمد حمزة السليماني” (1994م) أن مسئولية تنمية التفكير لدى تلاميذ المدارس الثانوية تقع على المدرسة من خلال استخدام طرائق وأساليب تعتمد على الاستقصاء والمناقشة والتفاعل الإيجابي بين التلاميذ والمعلم. (25:74) . br إن التعرف على نوع التفكير الذي يفكر به الطالب ضرورة ملحة كي نستطيع رسم الخطط لبناء مستقبل طلابنا والنهوض به نحو التقدم والازدهار والوصول الى مستوى الإبداع، فالتفكير يحفز المهارات ويسعى إلى استثارة العقل كي يتصرف في المواقف المختلفة التي يمر بها الطالب في حياته. (51: 8 ) br وعلى هذا الاساس فإن المؤسسات التربوية الرياضية عليها ان تعني عناية خاصة بتدريب الافراد الرياضيين على التفكير السليم في جميع مرحل حياتهم فالقدرة تنمو بأحسن حال بالتدريب المنظم المتواصل على حل المشكلات ، ولاشك ان التفكير السليم يسهم في بناء الشخصية ويجعلها تتصف بالمثابرة والمرونة والانفتاح الذهني واحترام المعايير العقلية العلمية. ولم يصل الانسان الى ما وصل اليه الان الا بعقله وتفكيره لأنه ضروري لتعديل السلوك ففيه يستطيع ان يحس بمشكلته ويدرك عناصر الموقف ويحدد غايته ويرسم خططه وبالتفكير يتقدم الانسان. (6: 25) br وتذكر”روس Ross” (2000م) أن التفكير يقوم على الملاحظة والوصف الدقيق للظواهر المحيطة بالفرد من أجل جمع البيانات والمعلومات واستخدامها مع الخبرات الموجودة لديه في اختيار الاستجابة المناسبة وتعليم هذه المهارات للطلاب وممارستها يساعدهم في ملاحظة الظواهر وتحليلها. (40: 3) br وقد نال موضوع التفكير والتعلم اهتمام الباحثين في مجال علم النفس المعرفي إذ يعد من الموضوعات ذات الصلة الوثيقة بتغيرات العصر نظرا” لأنهما متداخلان في كل مظاهر الفروق الفردية. كما أن التفكير هدف مهم من أهداف التعليم . br وقد ذكر علماء النفس التربوي أن أفضل طريقة في تيسير تعلم الطلاب تكمن في التعامل مع الفروق الفردية في الوظائف المعرفية للتركيز على الأساليب العقلية(Intellectual Styles)، وأساليب التعلم (Learning Styles ) نظرا” لان التعلم مرتبط بالتفكير والفروق الفردية تتدخل في استخدامنا لأساليب معينة عندما نفكر وأيضا” عندما نتعلم. (69: 41) br ويذكر ”برناردو Bernardo” (2002م) أن أحدى الطرائق الممكنة التي يمكن من خلالها تحديد الطرائق المعقدة التي يتعلم بها الفرد وهي دراسة الطريقة أو الأسلوب الذي يفكر فيه هؤلاء الأفراد، ونتيجة لذلك فقد ركز اهتمام بعض الباحثين في الآونة الأخيرة على دراسة تأثير بعض أساليب التفكير والتي تشير الى طريقة الفرد في استخدام قدراته تجاه المهام المعرفية على التحصيل. (50: 194) br ويرى الباحث أنه كلما ارتقى الانسان زادت حاجته للتفكير فهو يعيش اليوم في بيئة معقدة متبدلة تحيط به المشكلات من كل الجوانب فان لم يعرف كيف يعمل بفكره ويحكم عقله تعذر عليه ان يكيف نفسه بمقتضى بيئته وان يجد الحلول المحكمة لمشكلاته. br ويعد النشاط الرياضي ميدانا هاما من ميادين التربية العامة وعنصراً قويا في إعداد المواطن الصالح حيث أنها تهدف إلى التوفيق بين قوى الفرد العقلية والجسدية فهي تجعل العقل نشيطاً قوياً والجسم صحيحاً قادراً على العمل فالنشاط الرياضي على اختلاف أشكاله سواء كان منهجيا أو صفيا إنما يمثل جانبا أساسيا في العملية التربوية. |