![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن إبرام العقد الذي يقصده المتعاقدان في صورته النهائية, أصبح في بعض الأحيان لا يتم,بصفة فورية ونهائية,فكثيرًا ما يحدث من الناحية العملية ألا يتحقق هذا الهدف, إلا من خلال اتفاقيات متتابعة, تمهد وتحضر للعقد النهائي المنشود,وتعتبر مرحلة تحضيرية سابقة وممهدة لهذا العقد, فإن كان من المؤكد أن الشخص الذي يرغب في التعاقد, يكون حرًا في إختيار من يتعاقد معه بحيث يستطيع المفاضلة بين شخص واخر, لكي يختار من بينهما الشخص الذي يطمئن إليه, ويضمن بالتعامل معه تحقيق مصالحه الخاصة, ومع ذلك فإن هذا الشخص قد يقيد حريته فى هذا الشأن بمحض إرادته, وذلك بأن يخول شخصًا معينًا حق الأفضلية في التعاقد معه, فيعده بأن يفضلهعلى غيرهمن المتعاقدين المحتملين, إذا ما قرر يومًا ما إبرام هذا العقد المنشود, ومثل هذا الا تفاق يسمي بالوعد بالتفضيل, والذي يعرف القانون المدني الفرنسي (الجديد)بموجب المرسوم رقم (131 - 2016) في المادة (1123-1) الوعد بالتفضيل بأنه:”العقد الذي يتعهد بمقتضاه أحد الأطراف ,أن يعطى الأفضلية للمستفيد من الوعد,فى التعاقد معه في حالة قرر التعاقد”( ).فجوهر هذا الوعد هو ما يرتبه من حق في الأفضلية في التعاقد للمستفيد من الوعد على غيره ممن يرغبون في التعاقد مع الواعد, فهذا الوعد هو تعبر واضح عن قدرة إرادة طرفى هذا الوعد فى ترتيب إرتباطاتهم التعاقدية في المستقبل, ومدى ما تتضمنه من إلزام على النحو الذى يرونه محققا لمصالحهم, ذلك من خلال التمهيد للعقد المقصود, بمنح أفضلية إبرام هذا العقد لشخص معين سواءً كان شخصًا طبيعيًا أو معنويًا, وتفضيله على سائر الراغبين في التعاقد مع الواعد( ).والوعد بالتفضيل بهذا المعنى فى الواقع,ليس بفكرة قانون جديدة, حيث يرجع هذا الوعد إلى ما قبل القرن التاسع عشر( ). إلا أنه له العديد من التطبيقات الحديثة التى تلائم الظروف المتطورة,مما يبقي لهذا الوعد أهمية متزايدة ومتجددة, حيث تتعدد مجالات استخدامه - بصفة خاصة- فى الدول المتقدمة فى الوقت الحاضر. |