Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تضافر السر د والحجاج عند الجاحظ :
المؤلف
إيمان صابر سيد صديق
هيئة الاعداد
باحث / إيمان صابر سيد صديق
مشرف / محمد السيد سليمان العب
مشرف / أحمد إبراهيم هندي
مناقش / محمد أحمد حماد
مناقش / سعيد الوكيل
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
183ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
31/7/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قســــم اللغـــــة العــربيــــة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 182

from 182

المستخلص

تحاول هذه الدراسة – فى إطار معطيات لسانيات النص – البرهنة على أن مؤلفات الجاحظ ليست نصوصًا سردية فحسب، ولكنها نصوص سردية حجاجية، فالبخلاء - مثلاً - عبارة عن طائفة من قصص بخلاء العرب ؛ أي أنها خطابات ذات بنية سردية ولكن بخلاء الجاحظ في الوقت نفسه لم يكونوا يروون فحسب، بل يروون ويريدون بالإضافة إلى ذلك إقناع الناس بوجهة نظرهم في البخل والاقتصاد، وهذا يعني أن هناك تضافراً بين هاتين البنيتن : السردية والحجاجية.
ويتشكل السرد عند الجاحظ فى عدة أنواع منها :الخبر والنادرة والرسالة، فإن كل نوع منها ينقسم إلى فروع ، فهناك مثلًا : أخبار الشعراء والزهاد والحمقى والأذكياء، وهناك أيضا نوادر البخلاء والظرفاء والفساق واللصوص، كما توجد الرسائل الوعظية والخلقية. هذا من ناحية الأنواع أما من ناحية الأسلوب فتتسم الأخبار بأسلوب الهزل والفكاهة أحياناً وتتسم بالغرابة أحياناً أخرى، أما النوادر فتتسم بأسلوبي الهزل والسخرية، وتميل الرسائل إلى الأسلوب الوعظى. وتتداخل هذه الأشكال والأساليب فى سرد الجاحظ؛ فقد نجد فى سياق الخبر نادرة تختزل الرسالة التى يروم الخبر توصيلها إلى المتلقى.
ويقوم السرد عند الجاحظ بوظيفة حجاجية، فكل من الأخبار والنوادر والرسائل يقوم على مقاصد خلقية وفلسفية وتعليمية وهزلية يسعى إلى توصليها إلى المتلقى لتعديل فكره أو تحفيزه على فعل شىء ما.
وقد قامت هذه الدراسة على عدة تساؤلات :
هل نجح الجاحظ في مقصده ؟ وما الحجج التي سعى لإثباتها ؟ والحجج التى عمل على دحضها ؟ وما الخطاطة الحجاجية التي رسمها الجاحظ في سرده ؟ وما التقنيات الحجاجية التي استعان بها في إقناع المتلقي بدعواه ؟
في ضوء ذلك، أسعى فى هذه الأطروحة إلى دراسة السرد والحجاج في نماذج مختارة من مؤلفات الجاحظ، وجاءت في بابين وخاتمة . فى الباب الأول الحجاج ومقولة النوع الأدبي، وهو ينقسم إلى ثلاثة فصول : الفصل الأول: أعرض مفهوم السرد لغة واصطلاحًا ، وأعرض مفهوم الحجاج بين القدماء والمحدثين، و أتناول العلاقة النصية بين السرد والحجاج، ثم أتناول في الفصل الثاني : بنية السرد، فأدرس أنواع السرد في هذه المؤلفات، و تداخل الأنواع في كتابات الجاحظ. ثم أتناول فى الفصل الثالث: السرد والوظيفة الحجاجية، فأدرس السرد والحجاج المضمر في أخبار الجاحظ ونوادره، و حجاجية السرد في الرسائل. وأتناول فى الباب الثاني استراتيجيات الحجاج عند الجاحظ، فأدرس في الفصل الأول : استراتيجيات الحجاج البلاغية عند الجاحظ ، أما الفصل الثاني فأتناول فيه آليات الحجاج اللغوية، والفصل الثالث أدرس فيه آليات الحجاج المنطقية في سرد الجاحظ. وفي الخاتمة أعرض أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة.
ولا شك في أن هذه الدراسة ليست الأولى التى تناولت الحجاج في سرد الجاحظ، بل هناك بعض الدراسات التى كانت هادية لي في طريقي مع سرد الجاحظ ، ومن هذه الدراسات كتاب الدكتور محمد مشبال ’البلاغة والسرد، جدل التصوير والحجاج في أخبار الجاحظ’ الصادر عن منشورات كلية الآداب – جامعة عبد المالك السعدي - تطوان ( 2010) وهو يحاول أن يثبت فى هذا الكتاب أن بلاغة الجاحظ هى نتاج تضافر التخييلي والحجاجي معا، والإشكالات التي يعالجها متعددة ومختلفة ؛ وذلك كـ”إشكال وصف الأجناس الأدبية السردية القديمة، وإشكال قراءة النصوص وتأويلها، وإشكال علاقة الأدب القديم بالأدب الحديث وإشكال مفهوم البلاغة في صلاتها بالسرد الأدبي وما يثيره من تعارض بين مفهومي الحجاج والتصوير ”، وهو يحاول أن يكشف عن الطبيعة البلاغية لأخبار الجاحظ من جهة، وتأويل النص الخبري في ضوء امتداداته الإنسانية والجمالية والتواصلية من جهة أخرى.
ويأتي الكتاب الثاني للدكتور محمد مشبال ” خطاب الأخلاق والهوية في رسائل الجاحظ، مقاربة بلاغية حجاجية” وقد قامت المقاربة البلاغية في هذا الكتاب على استثمار المساحة الممتدة بين المبادئ النظرية ومطالب النصوص : فقد اهتم في المقام الأول بالتقنيات والمواضع الحجاجية وصور الأسلوب ، كما اهتم أيضا بالسياق الكلي الداخلي للنص والسياق الذي يربطه بنصوص وأنواع خطابية ومقامات تواصلية تسهم في صناعة بلاغته وخلق تأثيره من قبيل ” الحوراية ” و ” تداخل النصوص ”و” أنواع الخطاب ”. فالدكتور محمد مشبال يطمح في هذا الكتاب إلى أن يكون التحليل البلاغي وصفا للنص في كليته وليس لجزئية من جزئياته.
وتأتي الدراسة الثالثة بعنوان ” الحجاج عند الجاحظ: بحثٌ في المرجعيّات والنصيّات والآليّات” للمؤلف : هيثم سرحان، وهى بحث منشور في المجلة العربية للعلوم الإنسانية – جامعة الكويت، عدد 115، سنة 2011، ويحاول هذا البحث الكشف عن تجليات الحجاج السردي عند الجاحظ بالوقوف على مرجعياته، وآلياته، ونصياته لاستخراج معالم الخطاب الحجاجي وصيغه الدلالية؛ ذلك أن الخطاب الحجاجي ذو أبعاد تداولية؛ بمعنى أنه يصدر عن مقاصد، ويستهدف التأثير في قناعات المُخَاطَبين ودفعهم إلى تبني محموله.
سعت هذه الدراسات إلى دراسة الحجاج عند الجاحظ في نوع سردي واحد مثل الخبر أو الرسالة مهتمة بوسائل الحجاج البلاغية والعقلية، أما دراستي فقد سعت إلى دراسة الحجاج في كل من الخبر والنادرة والرسالة، وتحليل الوسائل اللغوية والبلاغية والعقلية التي تسهم في حجاجية هذه النصوص السردية.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسات سهلت الطريق لمن يريد البحث في سرد الجاحظ ؛ فإن الطريق لا يخلو من العقبات. إذ وجدت نفسي أمام مقدار كبير من مؤلفات الجاحظ السردية ؛ فكان عليّ الاختيار من بينها ، فوقع اختياري على ثلاثة من مؤلفاته وهى ” الحيوان ” و ” البخلاء ” و” رسائل ” الجاحظ ، وهنا جاءت العقبة الثانية وهى كثرة النصوص السردية في هذه المؤلفات ؛ فكان عليّ اختيار نصوص بعينها.