الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تمهيد يدين العالم للمبدعين من أبنائه ، بكل ما أحرزه من تقدم في العلوم و الفنون و الآداب ، وما توصل إليه لبناء حضارة إنسانية شامخة ، و في ظل التقدم الحضاري و الاقتصادي ، تتسابق الدول في جميع الميادين من أجل تحقيق التقدم و الرخاء لشعوبها ، ووسيلتها في ذلك استثمار جميع طاقاتها و إمكاناتها و ثرواتها. فالإنسان بما وهبه الله من عقل ، يستطيع إعماله في اتجاهين إما استخدامه كقوى بناء و تعمير ، أو تسخيره كقوى شر و تدمير . وقد بدأ الصراع على الأرض منذ بدء الخليقة ، و ظهر حب التملك الذي كان سببا لأول جريمة قتل دون ارتكاب جرم ما ، و تسخير الفكر البشري كقوى هدم ، و توالت جرائم الإغارة و السلب و النهب في المجتمعات البدائية (و إن كانت لا تقارن بما يجري في العصر الحديث) ثم تطورت وسائل السلب مع التطور الحضاري ، و ظهور ثروات جديدة لم تكن معروفة ، و ظهور قوى و اضمحلال قوى أخرى ، و نشأة تكتلات سياسية و عسكرية ، و أخرى اقتصادية . أدى التطور في العلاقات بأنواعها إلى تشكيل خطورة على الدول الأقل حظا في علاقاتها ، فدارت الحروب، واستنزفت الثروة البشرية ، و الطاقات ، و الموارد ... إما لدرء الخطر، و إما بالبدء به. و كغيرها من العلوم نشأت الجغرافيا السياسية استجابة لنداء الحاجة الإنسانية المتمثلة في إحقاق الحق، و إبطال الباطل. تقع دولة الكويت في الركن الشمالي الغربي للخليج العربي بين دائرتي عرض 28.30 و 30.06 شمال خط الإستواء وبين خطي طول 46.30 و 48.30 شرق جرينتش ، وتضم دولة الكويت الجزر التسعة التالية :- جزيرة أم المرادم: تقع في أقصى الطرف الجنوبي للحدود البحرية الكويتية مع المملكة العربية السعودية، طولها كيلو متر ونصف، وعرضها 540 مترًا جزيرة أم النمل: وتقع الجزيرة في الجهة الشمالية القريبة من الكويت داخل الجون ، وأوسع مسافة بحرية بينها وبين رأس عشيرج في بعض المواقع 2 كم وأضيق مساحة 600 م. جزيرة بوبيان: أكبر الجزر الكويتية حيث تبلغ مساحتها 5% من المساحة الكلية للكويت وتقع في الشمال الشرقي. وترتبط بجسر حديدي مع اليابسة ، و تقدر مساحتها القصوى بحوالي 1400 كيلو متر مربع خلال منتصف فترات المد و الجزر . جزيرة عوهه: تقع إلى الجنوب الشرقي من جزيرة فيلكا، وتبعد عنها حوالي أربعة كيلو مترات، يبلغ طولها 800 متر وعرضها 540 مترا . جزيرة فيلكا: تبلغ مساحتها حوالي 43 كيلو متر مربع و هي الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان جزيرة قاروه: ويبلغ طولها 275 مترا وعرضها في بعض الأماكن لا يتجاوز 175 مترا . جزيرة كبر: تبلغ مساحتها حوالي 750 متر مربع جزيرة مسكان: وهي جزيرة رملية منخفضة يبلغ طولها 1.206 كيلومتر وعرضها 800 متر . جزيرة وربة: ويبلغ طولها حوالي 12.5 كم وعرضها 3.5 كم وإجمالي مساحتها 37 كم . وفي ضوء ما سبق أقدم دراسة لمشكلة الحدود البرية الكويتية، نشأتها و تطورها خلال فترات زمنية متتالية متوافقة مع تتابع الحكام من أسرة آل الصباح. سواء أكانت هذه الحدود كويتية عراقية أم كويتية سعودية، و علاقة النزاع الإقليمي بالنزاع بين القوى الخارجية المهيمنة، و استجابة طرف لنداء العقل و الدين و الجوار، و تعنت أخر وتجاهله لكل الأعراف و القيم و القوانين الوضعية منها والسماوية. و لعل في عرض لتجربة مريرة عاصرناها ، تمثلت في استباحة كيان سياسي لكيان سياسي أخر ، بهدف السيطرة على موارده ، و انتهى به الأمر إلى تواجد قوة عسكرية غير مرغوبة في منطقتنا العربية، و لم يتوقف الأمر على ذلك بل تعدى إلى تدمير العراق كدولة كانت تعد بمثابة أحد أركان القوة العربية . ولا يمكن الإنكار بأن تدخل القوى الأجنبية كان له دورا كبيرا في تحرير الكويت ، و ترسيم حدودها النهائية ، في الوقت ذاته لا ننكر أن المنطقة العربية خسرت بالتواجد الأجنبي . وهنا تساؤل يطرح نفسه : هل الدول العربية كانت لديها النفوذ و القوة و الإمكانات التي تستغنى بها عن التدخل الأجنبي لتحرير الكويت ؟ أو على أقل تقدير العمل على انسحاب القوات العراقية من الكويت ؟ أولاً :أهمية الدراسة 1- إبراز دور النزاع بين القوى الخارجية المهيمنة في ترسيم الحدود البرية الكويتية السعودية. 2- بيان أثر سوء العلاقات الإنجليزية العثمانية في ترسيم الحدود الكويتية العراقية. 3- تتبع مراحل الحدود و تضمينها فترات تاريخية. 4- تقييم العوامل الطبيعية و البشرية و الموارد الاقتصادية كعنصر قوة سياسية. 5- إبراز أثر السياسة الكويتية الخارجية في بقائها. 6- نقد موضوعي لمراحل إتخاذ القرار العربي ، و مدى إمكانية تنفيذه. 7- تقديم رؤية منطقية لسياسة الكويت الخارجية و الدور المنوط بها إقليميًا و عالميًا. 8- توظيف الظروف الراهنة في المنطقة العربية لاستدراك الأخطاء السياسية السابقة. ثانياً: حدود الدراسة تتحدد الدراسة بالحدود الآتية: 1- زمانيًا: ينطلق موضوع الدراسة من بداية نشأة الكويت إلى الغزو العراقي للكويت وصولاً إلى دراسة الآفاق المستقبلية في ظل الظروف و المتغيرات الدولية و الإقليمية الراهنة . 2- مكانيًا: تذهب الدراسة إلى تحليل خط الحدود البرية الكويتية – العراقية و التي يبلغ طولها حوالي 240 كيلومتر ، وخط الحدود البرية الكويتية – السعودية البالغ طولها حوالي 250 كيلومتر . 3- موضوعًا: تتناول الدراسة توضيح الآفاق المستقبلية لاستقرار دولة الكويت وجودًا وحدودًا في ظل الإمكانية و الإحتمالية حسب المتغيرات المؤثرة عليها. ثالثاً:أسباب اختيار الدراسة 1-عدم وجود دراسات - في ظني- تتناول بالتحليل العميق مشكلة الحدود البرية منذ نشأة الكويت 2- حال المنطقة العربية بفعل المخطط الأجنبي و عدم استخدام الإمكانات الطبيعية و البشرية الكا 3- كشف جوانب القصور في العلاقات العربية – العربية. 4- كشف المخطط الأجنبي في تعميق الخلاف العربي – العربي ضمانا لتواجده في المنطقة. 5- ما يمكن أن تضيفه هذه الدراسة من لبنة في مجال الدراسات الجغرافية السياسية. رابعاً : أسئلة الدراسة 1- هل للعوامل الطبيعية والبشرية تأثير في الاتجاهات السياسية لدولة الكويت ؟ 2- تطور مشكلة الحدود البرية للكويت ، هل يعتبر تطورا طبيعيا أم للنفط تأثيره ؟ 3- هل من المتوقع بقاء الكويت ” على أقل تقدير بحدودها الحالية ” رغم تغير خريطة العالم السياسية (في ظل الأوضاع العربية و العالمية)؟ خامساً : فرضيات الدراسة للإجابة على السؤال الأول : يمكن القول بأن موقع الكويت في مرحلة نشأتها الأولى قد جذب أنظار القبائل في المنطقة ، ثم أثار أطماع العراق في الحصول على مساحة أكبر على الخليج العربي . * للإجابة على السؤال الثاني: فلا يمكن إنكار أثر النفط في ظهور مشكلات حدودية ، إن لم تكن موجودة ، فقد تطورت . * للإجابة على السؤال الثالث : إذا كانت سياسة الكويت المتوازنة قد ضمنت بقائها وسط قوى أكبر ، فمن البديهي بقائها بعد الطفرة الاقتصادية المستخدمة في ترسيخ علاقات التوازن مع القوى الأخرى . سادساً : مناهج البحث 1- المنهج الاقليمي : يقوم هذا المنهج بتحليل دولة الكويت كوحدة سياسية من حيث العناصر التي تتكون منها أو التي تكونها مثل الظاهرات الطبيعية والبشرية والإقتصادية ، وشكل وحجم ومناخ الكويت ، والسكان وغيرها . 2- المنهج التاريخي: فرض هذا المنهج نفسه لدراسة الجغرافيا السياسية التاريخية لدولة الكويت لفهم جذور مشكلات الحدود البرية ، أي مراحل نمو الكويت من النواة الأولى إلى الأطراف ، و الوسائل التي اتبعتها حكومات الكويت و الظروف التي مرت بها حتى وصلت مساحتها إلى الحجم الحالي ، و تعتمد هذه الدراسة على الظروف الطبيعية و الحضارية في المنطقة المحيطة بالكويت ، أي يدرس نموها وتطورها حتى بلغت مرحلة النضج السياسي الحالي لها ، وتطور رسم حدودها السياسية . 3- منهج تحليل القوة: استخدمت هذا المنهج في تحليل العوامل الجغرافية المؤثرة في قوة الكويت وضعفها وتكتلاتها مثل سياسة حكامها ، والجوانب الطبيعية ، وموارد الثروة الإقتصادية ، والثروة البشرية ، وكذلك عدد السكان وخصائصهم ، والنظام السياسي ، والموقع الجغرافي النسبي والفلكي وأثره على تنوع الموارد الاقتصادية ، وشكل الكويت وحدودها ، وأثر البيئة الجغرافية على علاقاتها السياسية الداخلية والخارجية. سابعاً : هيكلية الدراسة تتكون الدراسة من خمسة فصول ، يتناول الفصل الأول نشأة و تطور حدود دولة الكويت من النشأة حتى الإستقلال و ما صاحب ذلك من علاقات بالقوى الإقليمية و الدولية و انعكاس تلك العلاقات على وجودها، و يتناول الفصل الثاني أثر المقومات الجغرافية : الطبيعية و البشرية ، و أثر كل منهما في نشأة و حدود ونمو الدولة ، أما الفصل الثالث فيتحدث عن الحدود البرية الكويتية – السعودية من حيث كيفية و ظروف النشأة و الاتفاقيات التي نظمتها القوى الكبرى حينذاك لترسيم تلك الحدود بالإضافة إلى دراسة ميدانية لها، ويتناول الفصل الرابع الحدود البرية الكويتية – العراقية أيضا من حيث الظروف التي أدت إلى ترسيمها و دور القوى الكبرى فيها بالإضافة إلى دراسة ميدانية لخط الحدود ، و يتناول الفصل الخامس مستقبل المتغيرات الداخلية والخارجية على الحدود في الكويتية مع التعرض لأبرز المؤثرات المحلية والخارجية على الكويت و مستقبل العلاقات الكويتية - السعودية و تأثيرات القوى الأخرى مثل إيران على أمن الكويت الوطني و الإقليمي في ظل منظومة دول مجلس التعاون ومستقبل حدود الكويت في ضوء العلاقات و المتغيرات الدولية. ثامناً : مصادر الدراسة اعتمدت في مرحلة حصر و تجميع المادة العلمية على جمع البيانات من مصادر موثقة أهمها المؤلفات السابقة و الخرائط ، و التحديث المستمر للإحصائيات حسب ما تصدره الوزارات و الجهات التي أستقي منها المعلومات مثل الهيئة العامة للمعلومات المدنية ، والإحصائيات الصادرة من وزارة التخطيط ، و الإحصائيات الزراعية من الهيئة العامة للزراعة و شؤون الثروة السمكية ، إضافة إلى المادة العلمية المنشورة في المراجع، و أبحاث و تقارير منشورة و غير منشورة صادرة عن مؤسسات و هيئات حكومية و غير حكومية، كويتية وأجنبية. و قد اعتمدت في الدراسة (بشكل مواز للدراسة النظرية) على الدراسة الميدانية للوقوف على النواحي الطبيعية و البشرية و تأثيرهما على مشكلات الحدود عن طريق دراسة وصفية لبعض عناصر البحث باعتماد أسلوب المقابلة و الملاحظة الشخصية و تدوين الملاحظات ، حيث ساعد في ذلك تسهيلات بتصريح خاص من وزارة الداخلية ، و حرس الحدود. تاسعاً : العقبات التي واجهت الدراسة * عدم إمكانية الوصول إلى بعض المناطق الحدودية لما لها من سرية خاصة. * تكرار الزيارة إلى نقاط الحدود ، لعدم التنسيق أحيانا من جانب وزارة الداخلية مع حرس الحدود. * صعوبة الحصول على معلومات عسكرية حديثة ، و الخاصة بالتسليح و عدد الجنود. * حاجة الدراسة إلى التحديث المستمر للإحصائيات و مراجعة الجهات الحكومية حسب نوع الإحصائية. * صعوبة الحصول على بعض البيانات خاصة من وزارة النفط ووزارة الداخلية إذ يعتبر بعضها سرية. عاشراً : كيفية تخطي العقبات التي واجهت الدراسة * تنظيم مواعيد للزيارة الدورية إلى الجهات الحكومية. * مراسلة المسؤولين لتنظيم عملية الحصول على البيانات. * مقارنة إحصائيات وزارة التخطيط بمعلومات الوزارات الأخرى والحصول على أحدث البيانات من الجهات المختصة. |