Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الصِّلات العلميَّة بيـن عدوتي الأندلس والمغرب زمن الموحِّدين (541 - 668هـ/ 1147- 1269م) /
المؤلف
أبو نعجة، امنينة صالحين فرج.
هيئة الاعداد
باحث / امنينة صالحين فرج أبو نعجة
مشرف / عفيفي محمود إبراهيم
مناقش / عفيفي محمود إبراهيم
مناقش / سليمان عبد الغنيِّ مالكيّ
الموضوع
الموحدون. التاريخ الاسلامي.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
221 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
تاريخ وفلسفة العلوم
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 221

from 221

المستخلص

إن العلاقات الثقافية بين المجتمعات في كل عصر، وعاء، تتراكم فيه العلوم والمعارف والفنون، وسائر المظاهر الثقافية، لتتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل، وتتضافر فيما بينها جميعًا؛ لتُعبر عن المكون الثقافي لكل مجتمع ،في الوقت نفسه، تعبيرًا صادقًا عن روح الحياة الثقافية للعصر، أما كلمة الثقافة فمعناها اللغوي يدور حول الحذق والفهم، فيقال: رجلّ ثقفُ، بمعنى أنه صار حاذقًا خفيفًا( )؛ ذلك أن الثقافة من ثمار العلوم والمعارف والفنون، والعادات والتقاليد التي يطمح الإنسان إلى الحذق فيها. وموضوع الصلات العلمية بينالمغرب وبين الأندلس من المواضيع الجديرة بالدراسة والبحث؛ لأنها كانت دعامة قوية من دعائم بناء الحضارة الأندلسية والمغربية وتقدمها. وفي هذا الإطار: لابد من الإشارة إلى منزلة الرحلة العلمية في تاريخ الفكر الإسلامي، خاصة أن الإسلام أولى هذا اللون من ألوان التحصيل العلمي عنايته الفائقة. ومن هذا المنطلق نرى علماء الإسلام كافة، وعلماء المغرب والأندلس خاصة، يسارعون إلى رحلة اكتساب المعارف والعلوم المختلفة، وإن بعُدت الشّقة وطال السفر، وقست الظروف. ولم تكن الرحلة مقصورة على أهل الحديث والفقه وعلوم الدين، بل امتدت إلى طلاب العلوم والمعارف الأخرى؛ كالرياضيات والفلك، وشد كثير منهم الرحال للقاء العلماء، فظهر تيار علمي زاخر بين الأندلس والمغرب، تمثل في أفواج العلم ذهابًا وإيابًا بينهما، في حركة تشبه حركة النمل الدؤوب في الذهاب وفي الإياب. وقد كان للعلاقات والتأثيرات المتبادلة، بين دولة الموحدين في المغرب من ناحية، وبين الأندلس من ناحية، في الفترة (541هـ - 668خـ / 1147 – 1269م) ، كان لها دورها القوي في بناء الكيانين العلمي المغربي والأندلسي، وتعميق جذورهما وشخصيتهما العلمية المتفوقة، فكانت كتب التراجم والصلة تشير أكثر الأحيان إلى ثأثير الأندلسيين في المغاربة ؛ لأن المغاربة رأوا في الأندلس تنوع المعارف والعلوم، ولذا نجد كتب الرحلة التي دونها الرحالة المسلمون في العصور الوسطى، تزخر بأسماء مغاربة رحلوا إلي الأندلس دون العكس؛ بإستثناءات قليلة. وكانت كفة التأثير والتأثر تشير نحو الأندلس تارة، و نحو المغرب تبعًا إلى الظروف ، وبحسب مقتضى الحال تارة أخرى ، والنتيجة المباشرة لهذا أن أهل المغرب تنوعت لديهم المناهل الثقافية ، ويكفي أن نشير إلى أن الرحلات أنتجت في عصر الموحدين فنًا جديدًا في الأدب الجغرافي، هو: أدب الرحلات، كما اعتنى المغاربة والأندلسيون بكتب التراجم وسير العلماء ، وظهرت عندهم أنواع ، منها: ”الفهرست”والبرنامج”التي عني فيها العلماء بتسجيل تراجم شيوخهم، والإجازات التي حصلوا عليها منهم. وموضوع الصلات العلمية بين الأندلس وبين المغرب مسألة حيوية، في صلب الثقافة الإسلامية، التي لا يمكنها أن تتجدد وتتوسع إلا في إطار مجموعة من العلاقات بين طرفي الثقافة الواحدة، فالأندلس عمق ثقافي وحضاري للثقافة المغربية، والمغرب رافد مهم من روافد الثقافة الإسلامية، في غناها، وتعددها، وانفتاحها على الآخر. - أهمية الدراسة وسبب اختيار الموضوع: في مطلع القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي: تأججت شعلة ثورة الموحدين، وقبل أن ينتصف ذلك القرن كانوا قد نجحوا في تأسيس دولتهم، حيث قامت الدولة على أساس من العلم، و إن مؤسسها محمد بن تومرت نشأ طالبًا للعلم كذلك، واتبع الأسلوب الذي كان يسير عليه طلبة العلم، فدرس في بلده، ثم رحل إلى الأندلس وأخذ عن علمائهـا، وتوجه بعد ذلك صوب المشرق، فزار مراكزه العلمية البارزة، ثم عاد إلى المغرب، وفي ذهنه عدد من المشاريع أدناها: العمل على دفع الجهل عن قومه وأعلاها: محاولة التغيير السياسي. وعندما استقرت الدولة، كان نشر العلم وتعميمه أبرز السمات التي برزت بها الدولة طوال عمرها، فقد عُرفت بأنها راعية للعلم مشجعة لأهله، بل إن معظم خلفائها كانوا من العلماء، فعبد المؤمن بن علي، وابنه يوسف، وحفيده يعقوب المنصور كانوا من كبار علماء عصرهم، وكان من أبرز اهتماماتهم: حض الناس على التعلم ، وإنشاء خزائن الكتب وعقد المجالس العلمية في قصورهم والحرص التام على إحاطة أنفسهم وولاتهم بالمعروفين والبارزين من رجال العلم والفكر والأدب. ومن ثم : التقت جهود الدولة الموحدية في نشر العلم، مع وجود الرغبة الذاتية عند المغاربة و الأندلسيين في تلقي العلم، والنهل من معينه لتخرج لنا صورة رائعة من التكامل، الذي ظهرت فيه الحياة العلمية في هذا العصر. وعلى الرغم من الاضطراب السياسي الذي شهدته الأندلس، واتضحت معالمه في أواخر هذا العصر؛ فقد ظل العلماء عاكفين على الدرس والتحصيل والإقراء والتأليف، غير عابئين بما يجري حولهم، ولكن عندما وصل ذلك الاضطراب إلى المرحلة التي صارت تهدد الوجود الإسلامي في الأندلس، وأخذ النصارى يهاجمون المسلمين ويستولون على قواعدهم، غادر هؤلاء العلماء حلقاتهم، وقادوا طلابهم إلى ميادين الجهاد، واستشهد الكثير منهم في هذه السبيل.