Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المسرح الليبي في عقدين من الزمان من 1990 م إلى 2010 م :
المؤلف
الفرجاني، مصباح علي عمر.
هيئة الاعداد
باحث / مصباح علي عمر الفرجاني
مشرف / سعد أبو الرضا
مناقش / سعد أبو الرضا
مناقش / السيد فضل
الموضوع
المسرح تاريخ ليبيا.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
206 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 206

from 206

المستخلص

الحديث عن المسرح هو حديث عن أخلد الفنون التي صنعها الإنسان, لذلك ظل المسرح على مر العصور متأثراً بطبيعة الإنسان و معتقداته, مؤثراً في حياته وهكذا كان الحديث عن المسرح وثيق الصلة بالنفس الإنسانية . ” إذا نظرنا إلى أعماق التاريخ باحثين عن البداية الأولى للمسرح سنجد ظاهرتين تعتبران من التقديمات و التمهيد للفن المسرحي, وهي الرقص و الطقوس الدينية, فقد كان الرقص هو أقدم الوسائل التعبيرية التي يعبر بها الإنسان, لذلك كان الرقص يمثل لهما : الشكل الترفيهي الذي يترجم الانفعالات, و الشكل الإعلاني عن وقائع و مشاهد درامية, ليعبر به للإله عما في نفسه من خشوع و إجلال و يصور فيه قوة الإله و عظمته ”( ).منذ ظهور الإنسان على أديم الأرض وغريزة التشخيص والمحاكاة والتقليد عالقة بوجدانه، وتشكل جزءا من سلوكياته اليومية، فالإنسان بطبعه يحنّ إلى استعادة صور الماضي لاستلهام العبر، وللاستفادة من أخطاء الأسلاف، وأيضا للترويح عن النفس كي يسكن روعها الناتج عن غموض الطبيعة. وكل ذلك كان بدافع البحث عن حياة أفضل. وعندما نضج الفكر الإنساني طور هذه الغريزة الفطرية إلى فن عرف بـ (فن الدراما) أى الفن الذى يتلازم ، أو يتزامن فيه القول مع الفعل – حسب تفسير أرسطو – ثم خصصوا مكاناً لعرض هذه الدراما ومشاهدة أطلقوا عليه مصطلح (ثياتر)، أي مسرح – وفق ترجمة بطرس البستاني- . منذ ذلك الحين وفن المسرح مرتبط بالمصير الإنساني ، مواكب للانقلابات الاجتماعية الكبرى ، ومرافق لأعتى الثورات ، ومتزامن مع ظهور الفلسفات والأفكار والآراء المستنيرة ، وغير المستنيرة أيضاً ، إذ إن المسرح ليس فى كل الحالات فوق مستوى الشبهات ، فكما أنه موجود فى المواقع النبيلة فهو موجود كذلك فى مواقع الرذيلة ، موجود حيث وجد السمو، وموجود كذلك حيث وجد الانحطاط ، وذلك لأنه كالقلم .. كالريشة.. كالآلة الموسيقية .. كالبندقية موقعه مرهون باختيارات مريديه، فكيفما وحيثما يكون هؤلاء يكون مسرحهم . على أن التاريخ يقول : إن موقعه السامي هو القاعدة وما خالف ذلك هو مجرد استثناء ، ومحض انحراف عن المسار، ولذلك احترمته الشعوب ، والحكومات فمنحت المتميزين فيه الجوائز والهدايا ، وأطلقت عليهم الألقاب الرفيعة ، وعلقت على صدورهم النياشين والأنواط ، بل واتخذت من بعضهم رموزاً خالدة ، كما هو حال شكسبير بالنسبة لبريطانيا ، وليس هذا سوى اعتراف بالدور النقدي ، والنضالي ، والإصلاحي ، والثقافي للمسرح عبر كل العصور والدهور . بيد أن المسرح فى منطقة العرب كان له شأن آخر حيث اجتمعت على محاربته السلطة الدينية والسلطة السياسية ، وتآلفت على عداوته طبقة الأعيان، ومرد ذلك إلى خطورة دور المسرح وفاعليته فى استنهاض الهمم ، وإذكاء نار الغضب فى النفوس الفاضلة من أجل التحرر والثورة على الفساد بكامل مظاهره . فالمسرح عادة يبلور وعي الإنسان بالحياة خيرها و شرها, حلوها و مرها, فنراه يضحكنا تارة, ويبكينا تارة أخرى, وذلك من خلال ما يعرضه لنا من أحداث و مواقف متعددة, تبعث على التفكير و التأمل في شئون هذه الحياة, التي تحفل بالكثير من المواقف والحوادث متعددة الجوانب . وقد عُرف المسرح في ليبيا منذ أقدم العصور, و المسارح الأثرية الموجودة حالياً في أغلب المدن الأثرية بليبيا – كصبراتة, و لبدة, و قورينا شحات – و غيرها . تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بالمسرح الليبي الذي يبدو شبه مجهول لدى كثير من الأوساط الأدبية و الفنية, و كيفية إبرازه كي يلقى حظاً وافراً يستحقه, و لترسيخ مبدأ الثقافة في أذهان القراء و المتلقين . كما تهدف إلى تتويج المكتبة العربية و إثرائها بما يلزم من دراسات أدبية, و نشر هذا الفن (أي الأدب المسرحي) في أوساط المتلقين و محبي هذا الفن الرفيع . وتهدف أيضاً إلى التعبير عن فنون المجتمع و أدابه بما يحقق الفائدة و المتعة, لأن هذا الفن يصور عادات المجتمع الموروثة فهو إرث ثقافي و فني بامتياز . والأهم من ذلك هو أن تحظى و تتشرف كلية اللأداب جامعة بنها بهذا العمل المتواضع الذي وضع عليه الدكتور سعد أبو الرضا بصمته الأولى منذ كان مجرد فكرة, و تشرف الدكتور سيد فضل بالموافقة على الإشراف على هذا البحث برفقة زميله الدكتور سعد أبو الرضا فأدامهم الله لنا ذخراً في خدمة العلم و النهوض به و الدفع بالباحثين إلى الأمام . و تعرض هذه الدراسة للأدب المسرحي في ليبيا (عقدان) من سنة 1990م إلى سنة2010م . و سبب اختيار هذه الفترة الزمنية يرجع إلى عدة أسباب نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: أن هذه الفترة الزمنية لم تنل حظاً وافراً من الدراسة و البحث في مجال الأدب المسرحي, و هذا يرجع لسبب مرتبط بفترة الحصار التي عاشتها ليبيا في تسعينيات القرن الماضي, حيث انشغل الناس كثيرا بالنواحي المعيشية و الاقتصادية و لم يهتموا كثيرا بالأدب . قلة النشاط الأدبي و الفني في تلك الفترة, و هذا يعود لسبب تثبيط فكر وخيال الأدباء, و فرض فكرة معينة عليهم من قِبل الدولة, و لكن على الرغم من هذا كله يبقى إنتاج النصوص الأدبية مستمرا برغم الظروف القاسية, و برغم ما يقاسيه الأديب الليبي من معاناة . الدراسات السابقة: كتب بعض الباحثين عدة دراسات في المسرح الليبي , منها ما كتبه الدكتور (علي الراعي) في كتابه (المسرح في الوطن العربي), و أشار فيه إلى بعض المسرحيات الليبية من خلال حديثه عن المسرح في الوطن العربي, كما كتب عبدالحميد الصادق المجراب عن المسرح الليبي في كتابه (المسرح الليبي في نصف قرن), و كذلك فعل علي عبدالله المريمي في كتابه (الأدب المسرحي في ليبيا), و هذان الكتابان على الرغم من أهميتهما, فإن اهتمامهما انصب على التاريخ للفرق المسرحية, و لم يتعرضا للتأليف و النقد المسرحي, و وأنواع المسرحية الليبية, و كتاب (الفن و المسرح في ليبيا) لـ محمد بشير عريبي , الذي ركز فيه الكاتب على الجانب الفني أكثر من الجانب الأدبي , كالرقص و الغناء و التمثيل و غيرها من الفنون التراثية الأخرى . كما وجدت دراسة دكتوراه للباحثة ياسمينة محمد محمود عمربعنوان: (النص المسرحي في الأدب الليبي الحديث), تناولت فيه بعض الخصائص الفنية للنص المسرحي في ليبيا . وأما عن دراستنا هذه, فهي تتميز بالجانب النقدي والتحليلي, وهذا ما يميزها عن باقي الدراسات السابقة و هذا بفضل الله و توجهات الدكتور المشرف سعد أبوالرضا وزميله الدكتور المشرف سيد فضل فهما من كانا لي العون في تذليل الصعاب و بلوغ هذا المستوى . وقد حاولت من خلال هذه الدراسة عرض تاريخ المسرح وتطوره, برغم الظروف التي عاشتها ليبيا منذ أوائل التسعينيات إِبان الحصار الذي فُرض عليها, و مع هذا لم تنقطع مسيرتها الفنية و الأدبية, فقسمت هذه الدراسة إلى ثلاث فصول : الفصل الأول عن : أنواع المسرحية الليبية, حيث تطرقت فيه لثلاثة أنواع من المسرحيات, و هي : المسرحية التاريخية, التي اعتمد عليها كتاب المسرح الليبي لصياغة التاريخ بمرآة العصر الذي يعيشونه, و من خلال فهمهم لمكنونات الأبطال التاريخية, ومعرفة معاني الكلمات ودلالات التي ينطقون بها, إلى جانب أن هذا النوع من المسرحيات يطرب لها الشعب العربي عامة, و الليبي خاصة, لما فيها من إعادة لأمجاد الأمة, و كذلك تطرقت في هذا الفصل للمسرحية الاجتماعية, التي تُعنى بالقضايا و المشكلات الاجتماعية, باعتبار المسرح ظاهرة إنسانية عامة, توجد في كل المجتمعات الإنسانية بشكل يتفق مع ثقافة كل مجتمع منها, و نظرته إلى نفسه, و تصوره للعالم و لمشكلاته, و هذا ما ركز عليه كُتَّاب المسرح الليبي . ثم تناولت الحديث عن المسرحية الأُسطورية و قدرتها على تفسير العالم و الكون كبديل فلسفي لكل الحضارات, لأن ”العالم الروحي للديانة بأكمله في الطقوس, والأساطير, وأشكال التجسيد الإلهى” ( ) وربما على هذا الأساس بالذات، ظلت عمليات مسرحة الأسطورة أو استحضارها أو استلهامها أو التعامل معها أو توظيفها جزئيا أو كليا في الكتابة الدرامية أو في بناء النسيج الجمالي للعرض المسرحي، أمراً محموداً لدى الجمهور . وكان الفصل الثاني عن : نقد النص المسرحي مستعرضاً فيه المنهج الاجتماعي وهو المنهج الذي يستهدف النص ذاته باعتباره المكان الذي يتدخل فيه ويظهره بطابع اجتماعي ما، فأولى علامات هذا النقد أن يبين الصــلة بين النص والمجتمع الذي نشأ فيه, والمنهج التاريخي حيث يذهب إلى التنبيه إلى أهمية ما هو خارج النص ومعرفة سياقاته, فالمنهج التاريخي يعول كثيراً على دور البيئة و التاريخ في الأدب بصفة عامة, و ذكرتُ فيه أيضاً عناصر بناء المسرحية (الحوار و الشخصيات و الأحداث), و أخيراً لغة المسرح فقد كانت مشكلة الحوار المسرحي، بين كونه مكتوبا بين صفحات كتاب ومنطوقا وممثلا على خشبة المسرح حيث يتعلق بهذه المشكلة مشكلة الفصحى والعامية. وقد كان السؤال الأكثر إلحاحاً هو: هل يكتب الحوار المسرحي بالعامية أم بالفصحى؟ وجاء الفصل الثالث عن : الحركة المسرحية من سنة1990إلى2010 من حيث اهتمام الدولة بها, و استعرضت فيه بعض الفرق المسرحية و الأعمال التي قدمتها خلال هذه الفترة, وتناولتُ فيه أبرز المشاركات المحلية و العربية, و أنهيته بالحديث عن بعض رواد المسرح الذين كانت لهم جهود واضحة للنهوض بالمسرح خلال العقدين الأخيرين. ورابعاً : خاتمة سوف نعرض أهم نتائج الدراسة عند نهايتها.