الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يسعى هذا البحث إلى دراسة شعر صالح جودت الغنائى, لا كبنية لغوية معزولة عن واقعها, لكنه فى الوقت نفسه يحاول تحليل بنية النص, والنفاذ إلى أعماقها, حيث إن التغلغل فى النص بمعزل عن العوامل المؤثرة فيه, والمسهمة فى تكوينه يقطع الصلة بالقلب الذى يضخ الدم لشرايين النص, ويحجب عنه بعض حقائق ما كانت لتنجلى إلا بمعرفة حياة الأديب. ”وليست هذه دعوة إلى الانشغال بحياة الأديب, وإسقاط ملابسات هذه الحياة على شعره, أو رسم صورة لها من خلال هذا الشعر, وليست كذلك دعوة إلى الانشغال بظروف العصر عن جوهر عملية الإبداع, ولكن المعنى هو أن يكون النص سابقاً ومقدماً, ثم بعد ذلك لا نستطيع أن نغض الطرف عما يمكن تسميته بروح العصر ، تلك التى صبغت إبداع الشاعر ولونته, بل ليس هذا الإبداع _فى أحسن حالاته_ إلا انعكاسا لهذه الروح بعد تمثلها, وبديهى أنه من حق الناقد, بل من واجبه أن يستعين بكل وسيلة تنير جانبا من جوانب النص. وصحيح أن تجريد القصيدة وتحويلها إلى علاقات لغوية أمرا لا يخلو من طرافة؛ لأنه حين يسقط من حسابه الفضول والثرثرة , يقترب من الضبط العلمى , لكنه مقابل ذلك أو بسبب ذلك يتجاهل أن وراء العمل المبدع مبدعاً, لابد أن تنسحب ملامحه الفكرية والشعورية على إبداعه: موقفا وأداة. |