Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التماسُكُ النَّصيِّ في شعر (أحمد مخيمر) :
المؤلف
جبر، جيهان سيد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / جيهان سيد محمود جبر
مشرف / عبد الحفيظ محـمد حسن
مشرف / حســـن محمـد نـور
مشرف / أسامة محـمد سليـــــــم
الموضوع
اللغة العربية
تاريخ النشر
2017 م.
عدد الصفحات
233 ص. ;
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - قسم اللغة العربية وآدابها.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 239

from 239

المستخلص

تطورت الدراسات اللسانية في الفترة الأخيرة في النصف الثاني من القرن العشرين في غرب أوربا بهدف الانتقال من تحليل الجملة إلي تحليل النص، وقد أدرك اللغويون أن بنية أي نص أشبه بساحة رمزية معقدة ساخنة، تتداخل فيها السلاسل المتوالية من الكلمات والجمل والفقرات، وتختلط فيها الإيحاءات النفسية والسياقات الاجتماعية والتاريخية، وتتوزع جميعها من خلال شبكه كثيفة من علاقات الترابط اللغوي والدلالي، ولذلك بدا واضحا أن دراسة الجملة – كما هو الحال الآن – مهما أعطيت من العناية ليست كافية لحاجة الدرس اللساني، بل تعد قصورًا في الدراسة اللغوية؛ إذ لا يمكن دراستها منفصلة عن سياقها اللغوي المتمثل في البنية اللغوية الكبرى (النص).
ولقد كان توجه اللغويين نحو دراسة اللغة عن طريق النصوص منطقيا، حيث إن المتكلم في تعبيره عن حاجاته لا يتكلم بألفاظ مفردة، ولا بجمل معزولة، ولكنه يتكلم برسالة لغوية مكتملة يستطيع عن طريقها التعبير عما يريد التعبير عنه؛ ” فالناس لا تنطق حين تنطق، ولا تكتب حين تكتب جملا، أو تتابعات من الجمل ، ولكنها تعبر في الموقف اللغوي الحي من خلال حوار معقد متعدد الأطراف مع الآخرين( ) ”.
وقد كانت هناك فجوة قائمة تحول دون فهم النصوص فهمًا كاملا، وهذه الفجوة تحتاج إلى أن تُملأ حتى تتمكن الدراسات اللغوية من تحقيق الثمرة المرجوة منها.
وأمام هذا الهدف بُذلت جهودٌ كثيرة أسفرت عن نشأة علم جديد يتجاوز حدود الجمل المفردة ومكوناتها، ليصل إلى العلاقات الجامعة بين هذه المكونات ويكشف عما بينها من روابط، ويجعل من النص كُلِّه- وليست الجملة- الموضوع الرئيسي في الوصف والتحليل، أي أن هناك ” علاقة تكاملية بين علم اللغة الجملي وعلم اللغة النصي؛ حيث يُنظر إلى دراسات علم اللغة الجملي على أنها تمهيد ضروري لأبحاث علم اللغة النصي”( ) وقد أطلق على هذا العلم علم النص أو نحو النص، أو علم اللغة النصي، أو نظرية النص.
ولعل أهم ما أفرزه ذلك العلم بعد تجاوزه للجمل المفردة وتركيزه على النص كاملاً أنه جعل النص منطقة مشتركة بين علم اللغة والفروع اللغوية الأخرى؛ حيث ظهر التماسك النصي بأشكاله وملامحه موزعًا ومتنوعا في أُطُرٍ كثيرة استمدت تلك الأُطرُ قوَّتَها لا من علم اللغة النصي ولا من نحو النص فقط، بل من علوم كثيرة مثل:علوم القرآن وعلم الاجتماع والأنثربولوجيا، وعلم النفس، وعلم التاريخ، وعلم الذكاء الاصطناعي، وأنه ركز على روابط النص وعلاقاته، وبين ما له من أثر بين الجمل، ثم اجتهد في إيضاح العلاقات بين مفاهيمها إيضاحا تاما، ثم أتبع ذلك بصورة أعم، تشمل النص بأكمله وتساعد على فهمه وتحليله.
ولا يعنى ذلك إنكار الجهود التي سبقت في نحو الجملة، أو تغيير شيء من قواعدها، أو تجاهل بعضها، كما أنه لا يضيف إلى النص شيئا جديدا في ذاته وصفاته، ولكنه يكشف عن علاقات أعم وأشمل، قد تكون مطمورة أو مغمورة، أو كانت مما يقع في نطاق علوم أخرى ثم رئي الاستفادة منها.
وقد تحقق لهذا الاتجاه من النتائج مما جعل كثيرًا من الباحثين يرشحونه لسد الثغرة وملء الفجوة القائمة بين علم اللغة وعلوم الأدب والبلاغة والنقد وغيرها.