الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص هدفت هذه الدراسة بوجه عام إلى الكشف عن أبرز مظاهر الاغتراب شيوعاً فى المجتمع المعاصر, وأهم العوامل المؤدية إليه, بالإضافة إلى معرفة أهمية التكنولوجيا الحديثة فى حياة الشباب, ومظاهر تأثير العقل الأداتى عليهم, وأهم الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة. ولتحقيق أهداف هذه الدراسة, اعتمدت الباحثة على منهج المسح الاجتماعى عن طريق العينة, وطبقت على عينة عمدية بلغت (220) مفردة من طلاب جامعة بنى سويف لكليتى الآداب والعلوم من الجنسين. واعتمدت الدراسة فى جمع البيانات على استمارة الاستبيان كأداة رئيسية لجمع البيانات الكمية, صممت وفقاً لأهداف الدراسة. توصلت الدراسة لعدة نتائج من أهمها: أن من مظاهر الاغتراب لدى الشباب فى المجتمع المصرى المعاصر هى المظاهر الثقافية التى تتعلق بسمات وشخصية الشباب كالانخراط المكثف فى المجتمع الافتراضي, والشعور بالإحباط والاكتئاب, الإعجاب بثقافة الغرب, التمرد على الأوضاع. والمظاهر التى تتعلق بمعاناة الشباب مثل فقدان الطموح واللامبالاة, وغياب الانضباط، غياب الهدف الواضح, ضعف الإحساس بالمسؤولية، اضطراب الهوية الثقافية، ضعف الثقة بالمرجعيات المحلية دينية واجتماعية. إضافة إلى وجود عدة عوامل أدت إلى انتشار الاغتراب من أبرزها ضعف المناهج الدراسية, انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف بين الأفراد, سيطرة الآلة وهيمنة التكنولوجيا الحديثة, التعرض للكثير من الإحباطات, حجم الفراغ الواسع لدى الشباب, اضطراب التنشئة الاجتماعية, ضعف الوازع الديني, تهميش الشباب وتجاهل مشاركتهم, سوء الأحوال الاقتصادية, مما أكد أن الاغتراب ظاهرة ثقافية أدت الى حدوث شرخ ثقافى بين هوية المجتمع والثقافات الجديدة. أسفرت الدراسة أيضا أن العقل الأداتى تحول إلى سلاح ذو حدين نتج عنه سلوكيات إيجابية كالتواصل مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية جديدة, وأخرى سلبية كالعزلة والاغتراب, القيام بسلوكيات غير مقبولة, التمرد على قيم المجتمع, الانتماء إلى أحزاب متطرفة. وأن التكنولوجيا تشكل أهمية كبيرة للشباب لما تحققه من أولويات ثقافية كزيادة ثقافة الشباب وتنمية معارفهم ومسايرة التقنية الحديثة, وأولويات تتعلق بالجانب النفعى للتكنولوجيا كالترفيه والحصول على أحدث المراجع, وأخرى اجتماعية باعتبارها وسيلة لتعويض ما يفتقدونه من حرية الرأى والتعبير. توصلت أيضا أن من أهم الحلول للحد من هذه الظاهرة تفعيل التواصل داخل الأسرة باعتبارها المؤسسة الاجتماعية الأولى, بالإضافة إلى تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية الأخرى كالجامعة والمدرسة والمسجد, توعية الشباب بأخطار هذه التكنولوجيا, العمل على تنمية الوازع الدينى, المراقبة الذاتية, سن قوانين بمراقبة المحتويات المستوردة من الدول الأجنبية, تفعيل دور الإعلام المحلى. |