Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
آراء الإمام محمد بن الحسن في الحدود والجنايات وتطبيقات معاصرة لها /
المؤلف
علي، طلال عبدالله سعيد عبدالله.
هيئة الاعداد
باحث / طلال عبدالله سعيد عبدالله علي
مشرف / محمد شرف الدين خطاب
الموضوع
الحدود (شريعة إسلامية)
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
263 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - قسم الشريعة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 270

from 270

المستخلص

ولا شك أن الفقه الإسلامي قد شهد خلال مسيرته المباركة الكثير من الأعلام الذين أفنوا حياتهم في خدمة هذا العلم العظيم، والذين أشادوا بُنيانه، ووطدوا أركانه، حتى تركوا لنا صرحًا عظيمًا نفاخر به الأمم كافة إلى يوم القيامة، ومن هؤلاء الفقهاء العظام الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في الفقه الإسلامي، الإمام المجتهد المطلق محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله (189هـ)، صاحب الإمام أبي حنيفة، وأحد أئمة المذهب الثلاثة.
ويهدف البحث الحالي إلى :
1- أهمية الاختيار الفقهي للإمام محمد بن الحسن الشيباني، حيث إنه يُعد من كبار علماء المذهب الحنفي، ومن الذين بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق، ومن الذين وُضِعَ لهم القبول بين العلماء وطلبة العلم، وكل هذا يعطي أهمية للمسألة المتناولة، وللبحث على وجه العموم.
2- إن مثل هذا الموضوع يقدم خدمة –ولو قليلة– لعلم هذا الإمام، ولا شك أن خدمة علماء الأمة من خلال دراسة آرائهم، وتحقيق مؤلفاتهم، مطلب ملح، وأمل يراود طلاب العلم.
3- إن هذا الموضوع يعرِّف الباحث على أقوال الفقهاء في المذاهب المختلفة؛ لأن كل مسائل هذا البحث خلافية، ولا شك أن معرفة أقوال الفقهاء ومناهجهم من الأمور الأساسية لدراسة الفقه.
4- إن هذا الموضوع يعرِّف الباحث على منهج الإمام محمد بن الحسن الشيباني -رحمه الله تعالى- في الفقه الجنائي.
5- إن هذا الموضوع يقوِّي ملكة الباحث الفقهية؛ لأن فيه تمرينًا وتدريبًا على كيفية رد وإرجاع المسائل المعاصرة إلى أصولها من مسائل الفقه الإسلامي.
6- إن هذا الموضع يسهم في بيان أحد الأصول التي بُنِيَ عليها الفقه الجنائي الإسلامي المعاصر، وهو اجتهاد الأئمة الفقهاء.
7- إن من شأن هذا الموضوع أن يبين لنا فضل فقهاء السلف الأجلاء من الأئمة المجتهدين، وأهمية الآراء التي تركوها لنا والتي تمثل معينًا لا ينضب على مر العصور.
وقد إسفرت الدراسة الى النتائج التالية :
1) أن الإمام محمد بن الحسن الشيباني هو : أبو عبد الله، محمد بن الحسن بن فرقد، فقيه العراق إمام أهل الرأي، ونسب بالشيباني؛ لأنه كان مولى لبني شيبان، وأما نسبته بالكوفي؛ فلأنه نشأ فيها
2) ولد الإمام محمد بن الحسن الشيباني بواسط، ونشأ بالكوفة، واختلف المؤرخون في تحديد سنة ولادته، فمنهم من قال: ولد سنة 132هـ، ومنهم من قال إنه ولد سنة 131 هـ، وقيل في موطن آخر إنه من أصل دمشقي، من أهل قرية تسمى حرستا، ونشأ بالكوفة، وسمع العلم بها وتوفي سنة 189 هـ، في خلافة الرشيد في منطقة الري، وقد بلغ من العمر 58 سنة.
3) نشأ محمد بن الحسن الشيباني بالكوفة التي كانت مهد العلم ومهبط العلماء وكان في رغد من العيش، ولا جرم أن ذلك الجو العلمي السائد، وهدوء البال والاستقرار من حيث المعيشة كان من أهم العوامل التي ساعدت على تكوين حياته العلمية وتنمية مواهبه الفذة.
4) أثبت البحث أن الإمام محمد بن الحسن الشيباني برع في الفقه، وانتهت إليه رياسة الفقه بالعراق بعد أبي يوسف، وأما الحديث فقد سمعه من أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهم من مشايخ كثيرة بالكوفة والبصرة والمدينة ومكة والشام وبلاد العراق؛ بل جمع إلى علم أبي حنيفة وأبي يوسف علم الأوزاعي، ومالك وأخذ سماعًا عن الإمام مالك أكثر من سبعمائة حديث، حتى أصبح إمًاما لا يبلغ شأنه في الفقه، قويًّا في التفسير والحديث، حجة في اللغة باتفاق أهل العلم ممن لم يصب بتعصب، كما أنه يعتبر من كبار أئمة المذهب الحنفي، وكان له الدور الأكبر في نشر المذهب الحنفي، وتدوينه.
5) يعتبر الإمام محمد بن الحسن الشيباني من كبار العلماء والفقهاء المجتهدين في عصره، ولقد تميز بالنضوج المبكر، بحيث صار له مجلس في الكوفة وهو ابن عشرين سنة، ومع ذلك لم يتوقف عن طلب العلم، فلقد ظل يتلقَّى ويكتب ويدرس ويفتي طوال حياته.
6) يعتبر الإمام محمد بن الحسن من طليعة فقهاء الأمة ممن لهم فضل كبير في تدوين هذا العلم الشرعي الجليل، ومؤلفاته في الفقه مّهدت سبيلاً في الكتابة واخترعت طريًقا سلكه جميع أصحاب المذهب ممن بعده
7) أثبت البحث أن كتب الإمام محمد رحمه الله المصادر الأولية التي يعول عليها في المذهب الحنفي، فقد جمعت معظم أقوال فقهاء العراق، وأوفت على الغاية في هذا المجال.
8) أثبت البحث أن كتب الإمام محمد ليست كلها في درجة واحدة من حيث الاعتماد عليها؛ بل تنقسم من هذه الناحية إلى ثلاثة أصناف:
- كتب ظاهر الرواية.
- كتب تتنزل منزلة كتب ظاهر الرواية.
- كتب غير ظاهر الرواية.
9) كان الإمام محمد حريصًا على الموضوعية، في عرض المسائل وأقوال العلماء، مستندًا على الأدلة والحجج بقسميها الشرعية والعقلية.
10) يلاحظ في كتب الإمام محمد رحمه الله اتباعه طرق مختلفة في الاستدلال على المسائل من كتاب إلى آخر، وكان يقدم الاعتماد على الدليل الثابت أو الأثر أولاً، ثم يحث على التنظير والقياس.
11) وبعد استقراء طرق حل التعارض عند الإمام محمد رحمه الله، يلاحظ أنه سلك طريق الحنفية في ذلك؛ مخالفًا بذلك طريق الجمهور.
12) بلغ مجموع المسائل التي تم عرضها في الجناية على النفس ست مسائل ثم عرض آرائه الفقهية في الجناية على ما دون النفس، وتم عرض خمسة مسائل في حد الزنا، وثلاث مسائل في حد القذف، وثلاث مسائل في حد السرقة ثم آرائه الفقهية في حد الحرابة، وثلاث مسائل في حد الردة، وأربع مسائل في حد شرب الخمر، وخمس مسائل لآرائه في التطبيقات المعاصرة، وقد تم مناقشتها مناقشة فقهية مقارنة مع ذكر الأدلة ثم بيان الراجح منها.