Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نهاية التاريخ عند هنري لوفيفر :
المؤلف
أحمد، أشرف نبيل محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أشرف نبيل محمد أحمد
.
مشرف / شعبان عبد الله محمد
.
مشرف / أثاناسيوس ساكيلاريدس
.
الموضوع
فلسفه - تاريخ.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
181 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
28/10/2018
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - فلسفه
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 182

from 182

المستخلص

نهاية التاريخ الانساني مثل بدايته شكلتا قضايا فكرية وعقدية وفلسفية عند الانسان،وإذا كانت بداية التاريخ البشري أصبحت من الأمور المعروفة والمسلم بها نسبيا بحسب الروايات الدينية التي تتمثل في(خلق آدم من تراب-بصرف النظر عن طبيعة ادام-، وخروجه من الجنة، ثم هبوطه إلى الأرض) ولذلك لم تعد تلك البداية تشغل الإنسان كثيراً هذه الأيام، اما نهاية التاريخ ما زالت تشغل حيزاً من التفكير الإنساني، وبصفة خاصة عند الإنسان الغربي فظهرت في القرن السابع والثامن عشر وذاع صيتها في القرن العشرين على يد صاحب الكتاب الشهير نهاية التاريخ وخاتم البشر فرنسيس فوكوياما واصبحت نهاية التاريخ منذ ذلك الحين تشكل الركيزة للبحث في فلسفة التاريخ وفلسفة السياسة والدراسات المستقبلية في علم الاجتماع
ومن هنا اصبحت قضية نهاية التاريخ ليست مجرد موضوع فلسفي فحسب بل اصبحت اليوم احد موضوعات الاقتصاد والسياسة التي ميزت الفكر المعاصر و بداء الاهتمام بها في الفكر والمعاصر من خلال الاحداث العظيمة التي غيرت وجه التاريخ واهمها الثورة الكوبرنيكية فى مجال علم الفلك والثورات السياسية والاجتماعية التي عرفها العالم بداء من الثورة الامريكية1773م مرورا بالثورة الفرنسية1789م والثورة البلشيفية1917م كما انها اتخذت شكلا اخر فيما يسمى (ما بعد نهاية التاريخ) وذلك نتيجة لاحداث 11سبتمبر وصولا الي ثورات ما يعرف اليوم ببلدان الربيع العربي التي تفتقر الى القائد والمفكر
ولتلك الاحداث ازدهرت الفكرة فى العصر الحديث علي يد هيجل Hegel (1770-1831م) وماركس Karl Marx (1818-1883م) وانتشرت وروج لها فى الفترة المعاصرة علي يد فوكوياما Francis Fukuyama (1952- ) وهنري لوفيفر Henri Lefebvre(1901-1991) هو احد الفلاسفة المعاصرين الذين تناولوا تلك القضية وهو فيلسوف فرنسي وهو احدا أبرز المفكرين الماركسيين الفرنسيين خلال الربع الثاني من القرن العشرين وناقش العديد من الافكار مثل الحداثه وعلم الجمال والمدنية والثورة الحضرية ونهاية التاريخ.
وهنري يقدم رؤية مختلفة لنهاية التاريخ تختلف عن رؤية سابقيه فالنهاية التي قدمها للتاريخ تختلف تمام عن النهايات المقدمه من هيجل او ماركس او فوكوياما او غيرهم ممن اشاروا الي تلك القضية اوتحدثوا عنها باستفاضه، فكان هنري لوفيفر احد المفكرين الذين صاغوا تلك النظرية من جديد وحاول ان يقدمها بمفهوم ورؤية مختلفه عن كلا من ماركس وهيجل وفوكوياما
ان مصطلح نهاية التاريخ يتضمن تناقضا بين المصطلح وبين المعنى من جانب كما انه يتضمن تناقضا بين التعريف اللغوي من جانب والتعريف الاجرائي والاصطلاحي عند اصحابه من جانب اخر فالتاريخ لاينتهي الا مع انتهاء الزمان من جانب وانتهاء الانسان من جانب اخر بصفته صانع للتاريخ.
فالتاريخ لا ينتهي ولا يمكن ان يضع احد المفكرين مرحلة ما ويجعلها اخر نقطة للتطور البشري فالتاريخ مستمر طالما الانسان مستمر والزمان مستمر او نستطيع ان نقول كما قال لوفيفر ان التاريخ كاحداث لايمكن ان ينتهي ولكن التاريخ المكتوب وفق ايدلوجية ما هو الذي ينتهي وبناء عليه فنهاية التاريخ يمكننا ان نعرفها هنا بانها نهاية لاحد الايدلوجيات الفكرية مثل الديمقراطية او الاشتراكية وغيرها فالمصطلح الاصح للمعنى المقدم عند اصحاب هذه النظرية هو نهاية الايدلوجية وليس نهاية التاريخ .
اراد لوفيفر بان يستعيد للانسان مكانته وان يحرره من كل الايدلوجيات وان يجعله هو الفاعل والمحرك والموثر وهو الصانع لمستقبله وبناء عليه كان اهتمامه باقامة المجتمع على العلاقات الانسانية ومحاولة تخلصه من العلاقات الاقتصادية القائمة على تقسيم العمل ومن هنا كانت دعوته لمجتمع حضري تكون العلاقات الانسانية فيه هي الاساس والركيزة الاولى.
ان لوفيفر رغم انه ماركسي الاتجاه الا انه حاول ان يصبغ ذلك الاتجاه بالافكار الوجودية والمثالية فمن خلال تاكيده على دور الفرد وان الانسان هو صانعا لتاريخه قد تقرب الى الوجودية ومن خلال قوله بالانسان الكامل او الانسانية ككل وقوله باليوتوبيا حتى لو انه اطلق عليها يوتوبيا تجريبة فهو اقترب الى المثالية،وبناء عليه فمن خلال الماركسية والوجودية والمثالية وما بعد الحداثه قدم لوفيفر نظريته في نهاية التاريخ وحاول ان يصيغ افكار ماركس فى ضؤها ويقراها بعيون جديده تخلصها من الاقتصاد وعلاقات الانتاج
قدم لوفيفر ثلاثة اشكال للمجتمع وهي المجتمع الزراعي والمجتمع الصناعي والمجتمع الحضري وجعل من الاخير وليدا للثاني رغم اختلافه الجذري عنه كما جعل المجتمع الصناعي يمثل نهاية التاريخ وجعل من المجتمع الحضري يمثل مجتمعا ما بعد نهاية التاريخ وليس معنى ذلك ان التاريخ لديه يقف عند مرحلة معينة بل التاريخ مستمر مادام الانسان مستمر والعقل المفكر والمجدد مستمر فلم يقف الفكر والانسان عند المجتمع الزراعي ولم يقف الفكر والانسان عند المجتمع الصناعي وبالتالي لن يقف الفكر ايضا عند المجتمع الحضري.