Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
شعرية الحِجاج في الخطاب السياسي العربي ما بين عامي 35هـ إلى 73هـ /
المؤلف
عبدالصبور، محمد محروس.
هيئة الاعداد
باحث / محمد محروس عبدالصبور
مشرف / رضا البلهاسي
مشرف / عمر عبدالواحد
الموضوع
الشعر السياسي. الشعر العربي - تاريخ - العصر الأموي. البلاغة العربية.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
208 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 208

from 208

المستخلص

عُقد هذا البحث لدراسة الخطاب السياسي النثري عند العرب ما بين عامي 35هـ إلى 73هـ, واختار الباحث تلك الحقبة؛ لكثرة ما أنتج خلالها من نصوص خطابية, وتمثل الجديد فيما انتفعت به الدراسة من منهج الحجاج, لتقديم قراءة متميزة للنصوص الخطابية, وتم التوصل إلى نتائج عديدة ومنها نذكر :
ارتبطت غزارة الإنتاج الأدبي النثري في تلك الحقبة, وتنوعه, بالصراع الذي بلغ أوجه في الحروب بين الأطراف المتنافسة, فكثر عدد الخطباء, وتنوعت انتماءاتهم السياسية, وتعددت المواقف التي استوجبت اللجوء إلى الخطابة بوصفها سلاحًا إعلاميًا, يصلح للدفاع عن المعتقدات الخاصة, والإيديولوجيات المتنوعة, يحاول الإقناع بها, أو ترسيخها, أو الدفاع عنها أمام الخصوم؛ مما يجعلنا نتفق مع ما لاحظه ابن سلام الجمحي من ارتباط الشعر إنتاجًا, وكثرة, بفكرة الحرب, والصراع.
لم تكتفِ الخطابة في تلك الحِقبة التاريخية بأن تكون فنًا أدبيًا خالصًا؛ بل أضافت إلى جمالياتها السابقة جماليات خاصة بالحجاج, والإقناع, استمدتها عن وعي بأساليب البلاغة العربية المعروفة (التشبيه, والاستعارة, والكناية), واستخدمت دونما قصد ما يرتبط بأساليب البلاغة المعاصرة؛ لأنها لم تكن معروفة وقتذاك, سواء على مستوى الإبداع, أو على مستوى النقد؛ وبذلك يكشف البحث عن العطاء اللامتناهي للنص الأدبي, فالجمالي لا ينفي وجود الحجاجي, وكذلك العنصر الحجاجي لا يمنع وجود العنصر الجمالي, فليس ثمة تعارض بينهما في خطابة حقبة الدراسة.
إذا كانت الخطابة العربية في تلك الحقبة قد وظفت أدوات بلاغية عربية خالصة وسائل للحجاج, مثل: (التشبيه, والاستعارة)؛ فقد أعانتها الطبيعة الحجاجية المتأصلة في تلك الفنون البيانية, مثل: اعتبار التشبيه ضربًا من القياس, والاستعارة بوصفها منبنية عليه_ غالبًا_ ضربًا من القياس؛ فضلًا عمّا كرَّسه دارسو إعجاز القرآن الكريم مثل الرماني, والباقلاني, والجرجاني, لتلك الفنون البيانية من وظائف التوضيح, وإزالة الغموض, وإخراج ما ليس له قوة إلى ما له قوة, وما لا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بالبديهة, وكثر استخدام الاستعارة في خطب الإمام علي بن أبي طالب, وكثر استخدام التشبيه في النماذج الخطابية لخطباء بني أمية.
وظف البحث في تحليل الخطاب السياسي في تلك الحقبة موضوع الدراسة عددًا من آليات الحجاج التي تنتمي إلى البلاغة الحديثة, والتي ترجع إلى أدبيات, أو تقاليد شاييم بيرلمان, والبريخت تيتيكا, ومن تلك الآليات المعاصرة للحجاج: (السلم الحجاجي), وكشف الباحث بواسطته عن طبيعة الحجاج في خطبة ( علي بن أبي طالب, ومعاوية , والزبير), ولم يكن هناك مصدر حجاجي أقوى من الحجة القرآنية, وكذلك (الروابط الحجاجية), واستخدمت في تحليل خطبة ( زياد ين معاوية, ويزيد, وعمار بن ياسر), حيث نجح الخطيب في استعمال الروابط الحجاجية لترتيب الحجج, وتماسكها مع بعضها لإظهار صواب موقفه تجاه قضيته, كما استخدم الباحث (القياس المنطقي) في تحليل خطبة ( معاوية بن أبي سفيان, مصعب بن الزبير), وكشف عن الحجج المضمرة, التي قد يلجأ إليها الخطيب لوجود معوقات تمنعه من التصريح, فيضطر إلى التلميح, وكثر هذا النمط في خطب الزبيريين, والخوارج.
أخيرًا؛ لقد طغى الخطاب السياسي في تلك الحقبة على غيره من أنماط الخطاب, وتنافس الخطباء _ فضلًا عن الإجادة الفنية_ في إجادة الحجاج, بالدقة في مراعاة مطابقة الكلام لمقتضى الحال, وتوسل بألوان من الحجج, والبراهين, منها ما يوافق طبيعة المتلقي, ذي الثقافة السطحية, بوضوح مقدماته, ونتائجه, , ومنها ما استخدم آليات الحجاج المعقدة ليواجه المؤدلجين من الخصوم, والمعارضين.