الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 207 |  |  |
| | | from | 207 | | |
المستخلص
لعل من أبرز الشخصيات الصوفية التي تكلمت عن الاخلاق هي شخصية الامام أبو طالب المكي وهو إمام أئمة التصوف، والذي نقل عنه الامام أبو حامد الغزالي وتأثر به في كتابه ”إحياء علوم الدين ”، أبو طالب صاحب الادعية العميقة المؤثرة التي طالب دوما بالتوكل على الله، وهو السالمي الذي سار على نهجه المتصوف الكبير سهل التستري ويعد كتاب الإمام أبو طالب المكي العمدة بين المتصوفة، وللمكي مؤلفات هامة أكثرها شيوعا بين العارفين كتاب ”قوت القلوب في معاملة المحبوب” وله ايضا كتاب ”علم القلوب” وله ”التفسير الكبير” ونظرا للأهمية البالغة لكتاب ”قوت القلوب” نقده واختصره محمد بن خلف الأموي المتوفى سنة 743 وسماه ”الوصول إلى الغرض المطلوب من جواهر قوت القلوب”.ومن الأعمال التي يشير إليها المكي اعتقادات القلوب والمعاملات الخاصة به وخواطره وعلوم الباطل والاخلاص والمؤاخاة والمحبة واوصاف المحبين. ثم أن المكي يحذر من المعتدين الضالين والصوفية من اصحاب الشطح والغافلين. وهو العابد القانت الذي عرفه من حوله بحسن خاتمته لحظه احتضاره فرحل عن دنياه تزفه علامات الفرح، وتوفى المكي في جمادى الاخرة سنه386ه في زمن الخليفة العباسي القادر بالله. وسوف أتكلم عن نسب الامام أبو طالب وليد بيئته ومجتمعه، فهو مرآة عصره، ولا يستطيع أحد فهم فكره الامام دون الرجوع إلى ظروف حياته ونشاته، فهذه الظروف هي التي تشكل فكره ومذهبه فان استطعنا فهم تفاصيل حياته، والعوامل التي اثرت فيه يمكننا حين اذن فهم مذهبه فهما جيدا.