![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص المستخلالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وبعد. فإن الدولة تضع فى سبيل تحقيق العدالة تنظيماً قضائياً يكفل لها سرعة الفصل فى المنازعات فى أسرع وقت وبإجراءات ميسرة وسهلة, وتُعد الخبرة من أهم وسائل الإثبات المعاونة للقضاة فى تحقيق ذلك باعتبارها وسيلة فعالة فى إيجاد دليل فني يستند إليه القاضي. وقد أصبح للخبرة دور بارز ومكان متميز في الإثبات، فى الآونة الأخيرة، نتيجة التقدم العلمي والتطور المستمر فى وسائل الإثبات، وقد دأب القضاة عبر العصور ومنذ القدم على الاستعانة بالخبراء، فى المسائل الفنية البحتة لما لها من علاقة بعلم من العلوم أو فرع من الفروع أو فن من الفنون، لا يأنس القاضي فى نفسه المعرفة والدراية بغير ندب خبير فى الدعوى القضائية. وقد تنوعت الخبرة في كل المجالات، من طب، وهندسة، وزراعة، ومختبرات، ... الخ”، والخبراء في كل التخصصات وعلى مستوى كافة العلوم، يتعين عليهم الحرص الشديد عند الإدلاء بالرأي فى كل المسائل جلها ودقيقها، لأنه يترتب على ذلك إيصال الحقوق لأصحابها. فقد تندب محكمة الموضوع خبيراً أو أكثر، بحكم تعلق المسائل الفنية البحتة بالدعوى القضائية، وذلك لاستيعابها بهدف استجلاء الحقائق، ويتحدد نطاق عمل الخبير بالمسائل الفنية البحتة التي يصعب عليها استقصاء كنهها بنفسها والوقائع المادية التي يشق علي القاضي الوصول إليها دون ندب خبير فى الدعوى. وينبغى أن يتوافر فى الخبير الدراية العلمية، والمعرفة الفنية، وإلى جانب ذلك يجب أن تتوافر فيه شروط أخرى أخلاقية وأدبية، وأن يكون عمله فى إطار الموضوعية والحياد والأمانة, وأن لا يكون لديه مانع من مباشرة المأمورية المكلف بها، والمحددة بالحكم التمهيدى بندبه. وقد عني الفقه والقضاء فى كل الأنظمة القانونية بالخبرة وشروطها وأحكامها وضوابطها ونطاقها حيث إنها تعد الأداة الفنية التخصصية الفاعلة فى الدعوى القضائية, والواقع يشهد بأنه قد دأب كثير من القضاة، على إصدار أحكام تمهيدية بندب خبير أو أكثر فى مسائل قانونية، فى حين أن عمل الخبير يقتصر على المسائل الفنية البحتة والوقائع المادية التى يشق على القاضي مباشرتها بنفسه. |