الفهرس 
مقدمة منهجية للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 223 |  |  |
| | | from | 223 | | |
المستخلص
حوادث العمل من أخطر المشكلات التى تتعرض لها منظومة العمل، وقد أدرك العلماء والباحثون ذلك، وبدأ العلماء منذ بداية الثورة الصناعية في صياغة النظريات التى ساعدت على فهم مشكلات العمل وساعدت في تحقيق السلامة للعامل ،وانتشرت الأبحاث العلمية لرصد وتحليل مشكلة حوادث وإصابات العمل، وتوصلت للعديد من النتائج التى فسرت أبعاد المشكلة، وفسرت أيضا العديد من المشكلات المتعلقة بمنظومة العمل بشكل عام .
وهذه الدراسة تكمل مسيرة البحث العلمى في دراسة منظومة العمل والإنتاج، وما يعوق تلك المنظومة من تحقيق أهدافها، كحوادث العمل . التى قد يكون لها تأثير حاد على تلك المنظومة، وتتسبب فى الإصابات أو الخسائر المادية أو تعطل الإنتاج على أقل تقدير، وقد خلصت العديد من الدارسات إلى أن العوامل والظروف الإجتماعية والفيزيقية المحيطة بالعاملين لها دور في ارتكاب حوادث العمل، لذا فإن هذه الدراسة تستكمل الأبحاث والدارسات التى بدأت في تحليل وتفسير مشكلة حوادث وإصابات العمل، وما يميز هذه الدراسة عن الدارسات السابقة، هى أنها تبحث حوادث العمل من منظور أعمق ،وتهدف للحد من كل حوادث العمل وليس إصابات العمل فقط، لكون تلك الحوادث مؤشراً لوجود مشكلة ما، وعدم السعي في حلها قد يترتب عليه تكرار الحادث، ولعل الحادث الذي لم ينتج عنه إصابة أو خسائر في مرة، قد ينتج عنه كارثة إذا ما تكرر مرة اخرى .
مشكلة الدراسة :
أشارت تقديرات منظمة العمل الدولية عن إحصائيات عام 2016 أن هناك عامل يموت جراء حادث عمل أو مرض مهني كل 15 ثانية، ويتعرض 153 عاملاً لحادث عمل كل 15 ثانية، بينما 6300 شخص يموت يومياً جراء الحوادث المهنية أو الأمراض ذات العلاقة بالعمل، موضحا أنه يقع سنويا 317 مليون حادث في مكان العمل، مشيرا إلي أن والتكلفة الإنسانية جراء ذلك كبيرة ولا تقدر بمال، كما أن التكلفة الاقتصادية للممارسات السيئة في مجال السلامة والصحة المهنية تكلف العالم 4% من مجموع الناتج العالمي الاجمالي ( تقرير منظمة العمل الدولية، 2016 ).
وتعد حوادث العمل من أخطر المشكلات التي تنجم عن الصناعة، لما لها من آثار سلبية على منظومة العمل، ولأن العنصر البشري هو أساس الصناعة وعماد العملية الإنتاجية فإن الأبحاث العلمية إتجهت لدراسة المعوقات التى يتعرض لها الإنسان أثناء تأدية عمله، وكانت حوادث العمل من أخطر تلك المعوقات، وقد أظهر مركز التعبئة العامة والاحصاء المصري في النشرة السنوية لإحصاءات إصـابـات الـعمـل في منـشآت الـقطـاع الـحـكـومي والــقطـاع الـعـام والــقطــاع الـخــاص (50 عامل فأكثر)، والقطاع الاستثماري لعام 2016، أن القطاع العام بلغ عدد الإصابات فيه نحو 6515 حالة، بنسبة 8. 47 %، والقطاع الخاص (50 عامل فأكثر) 4741 حالة، بنسبة 8. 34 ٪، والقطاع الاستثماري 282 حالة، بنسبة 1. 2 % من إجمالي عدد الحالات، ولفت إلى أن مـهنـة الـفنيـون ومـساعدو الإخصائيين كانت أكثر المهن إصابة للعمال، بعدد 5354 حالة، بنسبة 3. 39٪، يليها مهنة عمال تـشغيل المصـانع ومـشغلوا الماكينات وعمال الإنتاج 2440 حالة بنسبة 9. 17٪، بينما بلغ أقل عدد بين المزارعون وعمال الزراعة والعاملون بالصيد المتخصصين 81 حالة بنسبة 6.0٪ من إجمالي عدد الحالات، كما أوضح أن أكبر عدد لحالات الإصابة في(سقوط الأشخاص) بعدد 4344 حالة بنسبة 31.9%، يليها الخطأ أو التصادم بأشياء بعدد 3276 حالة بنسبة 24.1 %، بينما كان أقل عدد لحالات الإصابة في (حوادث الانفجار) بعدد 13 حالة، بنسبة 0.1 % من إجمالي عدد الحالات . ( مركز التعبئة العامة والإحصاء، 2016 ).
لذا فإن دراسة المتغيرات الإجتماعية والفيزيقية المرتبطة بحوادث العمل هي محور هذه الدراسة، وذلك لوصف تلك العوامل والأسباب التى تؤدي لمشكلة حوادث العمل.
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة إلى التعرف على المتغيرات الإجتماعية والفيزيقية المرتبطة بمجتمع الدراسة، والتعرف على تأثير هذه العوامل على ارتكاب حوادث العمل، وما قد تتسبب فيه تلك الحوادث من تعطل الإنتاج أو إحداث خسائر بشرية ومادية .
وتتلخص أهداف الدراسة فيما يلي:
- دراسة المتغيرات الإجتماعية والفيزيقية لمجتمع الدراسة وعلاقتها بحوادث العمل من وجهة نظر العمال .
2- كشف ظروف العمل الفيزيقية وعلاقتها بحوادث العمل من وجهة نظر العمال .
3- معرفة العلاقة بين التدريب وتأثيره على ارتكاب الأخطاء التى تؤدي لحوادث العمل من وجهة نظر العمال.
تساؤلات الدراسة:
التساؤل الرئيسي: ما المتغيرات الإجتماعية والفيزيقية المرتبطة بمجتمع الدراسة وعلاقتها بحوادث العمل ؟
التساؤلات الفرعية:
1- ما تأثير الظروف الفيزيقية على شعور العامل بالأمان فى محيط العمل وعلاقتها بحوادث العمل ؟
2-ما تأثير الحالة الإقتصادية على الرضا عن العمل، وما علاقة ذلك بحوادث العمل ؟
3- ما تأثير العلاقات الأسرية على ارتكاب حوادث العمل ؟
4- ما تأثير العلاقات الإجتماعية داخل العمل على ارتكاب حوادث العمل ؟
5- ما تأثير التدريب والتوعية في الحد من حوادث العمل ؟
مجالات الدراسة:
1-المجال المكانى : المنطقة الرابعة بالمدينة الصناعية بالسادس من أكتوبر .
2-المجال البشرى : عينة عمدية مكونة من 240 عامل من مرتكبي حوادث العمل الذكور خلال عام2016 .
3- المجال الزمنى : أخذت الدراسة الميدانية في مراحلها التطبيقية عاماً كاملاً من يناير 2017 إلى يناير2018 م.
عينة الدراسة:
1- أختيار العينة :
لقد وقع الأختيار علي عينة عمدية من مرتكبي حوادث العمل الذكور خلال عام 2016، بالمنطقة الصناعية الرابعة المكونة من عدد 57 مصنع، وذلك لكون المنطقة الصناعية الرابعة تمثل أحد المناطق الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر وتتميز بتخصص هذه المنطقة في الصناعات المعدنية.
2- حجم وعدد العينة :
تم حصر عدد (270) من العاملين مرتكبي حوادث العمل خلال عام 2016 بالمنطقة الصناعية الرابعة التى تحوي عدد 57 مصنع، وقد تمكن الباحث من جمع (240) أستمارة فقط من إجمالي عينة الدراسة، ليصبح العدد النهائي الذي تم تطبيق البحث عليه هو (240) مفردة فقط .
نتائج الدراسة
أولا: أهم النتائج التى توصلت لها الدراسة
• وجود علاقة بين متغير السن وارتكاب حوادث العمل .
• وجود علاقة بين قرب السكن من العمل وشعور العامل بالراحة في العمل.
• وجود علاقة بين عدد أفراد الأسرة و الشعور دوماً بالقلق والشعور والحاجة .
• وجود علاقة بين ظروف العمل الفيزيقية وخاصة الظروف السيئة للغاية وشعور العامل بالأمان وتسبب هذا الشعور في ارتباك العامل ومن ثم ارتكاب حوادث العمل.
• وجود علاقة بين استخدام أدوات الوقاية والتعرض لارتكاب حوادث العمل.
• وجود علاقة بين اهتمام العاملين و إهتمام الرؤساء فى العمل بتطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية و إرتكاب حوادث العمل .
• وجود علاقة بين عدم معالجة أسباب الحوادث و تكرار ارتكاب حوادث العمل.
• وجود علاقة بين الشعور بالراحة النفسية في المنزل وارتكاب حوادث العمل.
• وجود علاقة بين الشعور بالراحة النفسية في العمل وارتكاب حوادث العمل.
• وجود علاقة بين الحالة الإقتصادية والرضا عن العمل وارتكاب حوادث العمل.
مقترحات الدراسة :
- ضرورة إجراء العديد من الدراسات التي تهدف للكشف عن العلاقة بين حـوادث العمـل والعوامل المختلفة (شخصية أو بيئية محيطة) بغية الحد والتخفيف من إمكانيـة حدوثها .
- ضرورة الإهتمام بالجوانب الإنسانية للعامل وتوفير حياة كريمة له تلبى الإحتياجات الأساسية وتقيه الشعور بالحاجة والتعرض للضغوط الاقتصادية التى تتسبب فى تشتيت ذهنه وارتكابه لحوادث العمل .
- ضرورة الإهتمام بتدريب العامل وتوعيته بمخاطر العمل وطرق الوقاية، والتوسع فى التدريب المهني الذي يثقل قدرات العامل الفنية ويمكنه من التصرف في الحالات التى تتطلب مهارات وقدرات فنية .
- ضرورة الإهتمام بالحوادث التى لم ينتج عنها خسائر أو نتج عنها خسائر مادية فقط، وبحث أسبابها وتقيم المخاطر الناتجة عنها، لأنها تعد مؤشر كبير لوجود مشكلة قد تؤدي للكوارث .
- ضرورة الإهتمام بنظم وأدوات السلامة، والصيانة الوقاية للمعدات والآلات وذلك حتى لا تكون بيئة العمل بيئة خصبة لحوادث العمل، مع ما يعانيه العامل المصري من ضغوط ومشكلات إجتماعية.