![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد العاطفة فطرة بشرية فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعل له عقلاً يفكر وعاطفة تؤثر، فالإنسان في حقيقة الأمر كتله من العواطف والمشاعر، فمن بلا عاطفة كجثة هامدة، أو كان قلبة صخر، لا يتأثر ولا يستشعر بما يحيط به. فالحب عند ”إريك فروم” قوة تفتح فإذا حدث لأثنين يكونا غريبين، أن سمحا للحائط بينهما أن يسقط وشعر بالقربي، بأنهما أصبحا شخصًا واحدًا، ومن خلال هذه اللحظة الخاصة بتفردهم لا يستمر الحب بطبيعته، فيزداد تفرقهما عن بعضهما، وتشرع صميمتهما في فقدان طابع الأعجاب والحب الذي بدأ منذ اللحظة الأولى. ومع ذلك فهما يعتبران شدة الأفتنان ببعضهما دليل على شدة حبهما ولكن ذلك لا يبرهن إلى على درجة وحدتهما السابقة. إن الحب قائم على البذل والعطاء ومعناه أن تمنح نفسك للأخر، وليس الغرض من ذلك أن تضحي بحياتك، بل أن تعطي ما فيك من اهتمام وسرور، فالحب ليس معناه أن ”تملك” بل أن ”تعطي” ففي الحب لا يعطي المرء لكي يأخذ بل يعطي لمجرد العطاء. فالشعور ما هو إلا حالة من صفاء الذهن وحالة وعي تعبر عن واقع الإنسان داخل نفسه أو على العكس اللاشعور فهو يمثل التجارب والمشاعر المستترة بداخلنا والتي تظهر في أشكال مختلفة. فالمشاعر تقوم بإعداد الجسد لمواجهة المواقف بمجموعة محددة من ردود الأفعال، القدرة على التخيل، وضع النفس في مواقف لم تحدث بعد، ما هي إلا طرق للتنبؤ، وهي أيضا المحرك الذي يدفع بالمشاعر المناسبة التي سوف يستجيب لها الجسد، ورغم أن المشاعر تتحكم في الجسد، فإنها لا تعتمد عليه، لان المشاعر تعتمد بطريقة أساسية على الهدف وتكون نتيجة لنمط وأسلوب حياة. |